حكومة أنقرة استدعت ملحقين عسكريين من سفاراتها بالخارج بزعم إسناد مناصب جديدة لهم واعتقلتهم أفادت صحيفة «تايمز» البريطانية، أمس، بأن تركيا استبدلت ضباطا عسكريين موالين للغرب فى مناصب دبلوماسية فى أوروبا وحلف شمالى الأطلنطى «ناتو» بآخرين متشددين ومؤيدين للنهج الروسى. وقالت الصحيفة فى تقرير لها إن ضباطا أتراكا أعفوا أخيرا من مناصب مهمة فى حلف الناتو كتبوا إلى كيرتس سكاباروتى، القائد الأعلى لقوات الحلف، محذرين من صعود «وطنيين متطرفين» فى الجيش التركى، بحسب رسالة مسربة إلى الصحيفة. ونقلت الصحيفة عن ضابط تركى رفيع وقائد فى حلف الناتو (لم تسمه) قوله: «أنا وزملائى الأتراك نلاحظ صعودا كبيرا للمشاعر الوطنية المتشددة والمعادية للغرب فى جيشنا وفى مؤسسات دولتنا»، وفقا لموقع هيئة الإذاعة البريطانية «بى.بى.سى». وتابع: «من المقلق جدا أن نرى بعض القادمين الجدد من تركيا إلى الناتو لديهم عقلية راديكالية وبعضهم يشكك بقيم الناتو بل وحتى يكره المنظمات الغربية، ويحمل مشاعر مؤيدة لروسيا والصين وإيران». وأوضحت «تايمز» أن تلك الإجراءات جاءت عقب محاولة الانقلاب العسكرى الفاشلة ضد حكم الرئيس رجب طيب أردوغان فى منتصف يوليو الماضى، والتى أثارت مخاوف لدى الأتراك من أن قدرة حلف الناتو على الفعل بدت ضعيفة، الأمر الذى يصب فى مصلحة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين. وذكرت الصحيفة أن تحول أردوغان بعيدا عن الغرب باتجاه روسيا والصين يضر بفاعلية الناتو الذى يعتمد على اجماع أعضائه ال28 فى اتخاذ قراراته. إلى ذلك، أفاد مقال تحليلى منشور بالصحيفة ذاتها، أن عملية التطهير التى يشنها أردوغان لم تقتصر على الناتو، بل إن أكثر من 100 من الملحقين العسكريين فى السفارات التركية فى العالم أخضعوا للتحقيق هذا الخريف، كما أمر دبلوماسيون بتفتيش منازل الملحقين فى العواصم الأوروبية. وأشارت «تايمز» إلى أن أنقرة استدعت 13 ملحقا عسكريا وأبلغتهم أنهم سينقلون إلى مناصب جديدة كجزء من التغييرات التى تجريها السلطات التركية بعد المحاولة الانقلابية. ولفتت الصحيفة إلى أن الملحقين فى روما والقاهرة وباريس استدعوا إلى اجتماع فى وزارة الخارجية التركية، لكنهم وجدوا الشرطة فى انتظارهم عند وصولهم لاعتقالهم، فيما تفيد تقارير بأن بعض الملحقين العشرة الباقين طلب اللجوء السياسى.