اشتباكات عنيفة مع مسلحى «داعش» فى شرق المدينة.. والمدنيون يواصلون النزوح اشتعلت جبهة الموصل مجددا أمس بعد أيام من الهدوء، حيث خاضت قوات مكافحة الإرهاب العراقية اشتباكات عنيفة فى الأحياء الشرقية للمدينة وسعت إلى تعزيز مواقعها قبل مواصلة التقدم، بحسب ما قال مسئول عسكرى، فيما تجمع مدنيون على أطراف المدينة للنزوح. ودخلت معركة استعادة الموصل، آخر أكبر معاقل الجهاديين فى العراق، أسبوعها الرابع. وفيما تواصل القوات العراقية التوغل فى المدينة، من المرجح أن تستمر العملية أسابيع وربما أشهر. وبعد هدوء استمر أياما عدة، استأنفت قوات مكافحة الإرهاب أمس الأول هجومها فى الأحياء الشرقية من الموصل. وقال قائد «فوج الموصل» فى قوات مكافحة الإرهاب الضابط برتبة مقدم منتظر سالم لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «الاشتباكات قوية الآن، ونحن نحاول أن نثبت مواقعنا فى حى الأربجية، قبل أن نواصل هجومنا إلى حى البكر». وفى وقت لاحق، أوضح سالم أن الهدف هو تطويق حى البكر وليس اقتحامه السبت. وأضاف «كانت هناك ثلاث سيارات مفخخة آتية من حى البكر باتجاهنا، حددنا موقعها من خلال طائراتنا الاستطلاعية واستهدفناها بدباباتنا». ومع احتدام المعارك فى عمق المدينة، خرج مدنيون بعضهم يحمل رايات بيضاء إلى أطراف الموصل، وتجمعوا قرب شاحنة عسكرية عراقية ستقلهم إلى خارج المدينة. ويثير مصير المدنيين فى الموصل قلق المنظمات الإنسانية التى تدعو إلى فتح ممرات آمنة لهم. وذكرت المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة الجمعة أن تنظيم «داعش» أعدم الأسبوع الحالى ستين مدنيا على الأقل فى الموصل وضواحيها، متهما أربعين منهم ب«الخيانة» والعشرين الآخرين بالتعامل مع القوات العراقية. وأشارت المنظمة الدولية للهجرة إلى أن أكثر من 47 ألف شخص نزحوا من الموصل منذ بدء الهجوم على المدينة. وبدأت القوات العراقية بمساندة التحالف الدولى الذى تقوده الولاياتالمتحدة فى 17 أكتوبر، عملية عسكرية ضخمة لاستعادة الموصل تشارك فيها قوات عراقية اتحادية وقوات البشمركة التى تضيق بدورها الخناق على الجهاديين على جبهات ثلاث. ولاحقا، بدأت فصائل الحشد الشعبى التى تضم مقاتلين ومتطوعين شيعة مدعومين من إيران، التقدم من المحور الغربى للموصل باتجاه بلدة تلعفر بهدف قطع طرق إمدادات الجهاديين وعزلهم عن الأراضى التى يسيطرون عليها فى سوريا. وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية فى العام 2014 على مساحات واسعة شمال وغرب بغداد، لكن القوات العراقية بمساندة غارات التحالف الدولى الذى تقوده الولاياتالمتحدة، استعادت السيطرة على غالبية تلك المناطق.