مصر ضيف شرف صالون الجزائر للكتاب. فتتخيل، وأنت في رحلتك للجزائر، أن هناك تمثيلا قويا واهتماما كبيرا بهذا الحدث. لكن يوم الافتتاح تكتشف أن الكاتب حلمي النمنم وزير الثقافة المصري لن يحضر افتتاح صالون الكتاب. إنه في مؤتمر الشباب بشرم الشيخ، بحضور الرئيس السيسي. علامات تعجب كثيرة اترسمت على وشوش كل الحاضرين من مصر أو من الجزائر. خجل وحيرة فما الذي يجعل وزير الثقافة لا يحضر حفل الافتتاح. السنة الماضية جاءت وزير الثقافة الفرنسية لحضور افتتاح الصالون؛ لأن فرنسا كانت ضيف الشرف. الجزائرون يحبون مصر، لا يعلقون على ذلك بأية كلمة، يقولون فقط: "أهلا وسهلا بكم في بلدكم الأول". كما حمل كلام محافظ الصالون ووزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي رقي وتحضر " الميزة الأساسية لهذه السنة حضور مصر كضيف شرف"، و" اختيار مصر بمثابة العرفان بدور الكبير والبارز الذي لعبته المشاركة المصرية خلال الطبعات العشرين السابقة للصالون من خلال إشراك أهم دور النشر المصرية، وعلى رأسهم دار الشروق". (2) مصر قوية. لكن التمثيل ضعيف. الضعف بدأ من القاهرة، وتجلى في الجزائر. البرنامج المصري لا يتعدى ندوة هنا أو اسم بارز واحد هناك. رئيس الوفد المصري مثله الكاتب محمد سلماوي، وضم د. هيثم الحاج علي ونبيل عبد الفتاح وبعض الكتّاب الشباب. واضع البرنامج كان متقشفا للغاية؛ حيث لم نجد روائي مصري تحولت رواياته إلى اللغة الفرنسية، لغة الحياة والهوية هنا في الجزائر، ذلك البلد العربي بالوصف فقط، الذي يعيش في أزمة هوية، تصارع فيها العربية اللغة الأقوى هنا وهي الفرنسية. كذلك لم يقم واضع البرنامج بدعوة أي صحفي أو كاتب يعرف الفرنسية. التمثيل المصري لا روح له أو حياة. في حفل الافتتاح للجمهور، أقام البرنامج المصري حفلا للمنشد على الهلباوي في مسرح منزوي بعيد عن فاعليات الصالون، لا يصل إليه أحد. الناشرة فاطمة البودي، وهي تجلس في الصف الأول للحفل:" المفروض تقيموا الحفلة تقام في الجناح حيث تواجد الناس"، أما على الهلباوي قال إنه "مبسوط رغم قلة العدد.. الحمد لله". (3) "الكتاب اتصال تام" شعار الصالون الذي يقام في مساحة كبيرة، تشبه من الخارج أرض المعارض المصرية لكن من الداخل كلها زهور وورود. ويأتي اختيار مصر ضيف شرف احتفاء أيضا بموطن الكاتب العالمي نجيب محفوظ، لذلك نجد اقبال من الجمهور على كتب الأديب العالمي بجناح دار الشروق، حيث تعرض أعماله الكاملة فضلا عن عمله الأخير " أحلام فترة النقاهة.. الأحلام الأخيرة".
