- المخرج أوليفر ستون: نحن فى حاجة إلى مسربين لأن هناك الكثير من الأكاذيب فى حكومتنا - الفيلم كشف للعالم كيف كانت الاستخبارات الأمريكية تتجسس على اتصالات الناس - إدوارد سنودن ليس خائنًا وسرب آلاف الوثائق لمنع استغلال الصلاحيات الواسعة للحكومة - عشنا أوقاتًا صعبة لإنتاج هذا الفيلم فكل الاستوديوهات رفضتنا يعود المخرج العبقرى أوليفر ستون إلى شاشات السينما من جديد بفيلم آخر مثير للجدل وهو فيلم «سنودن» أو «snowden» ويروى قصة ادوارد سنودن العميل السابق فى وكالة الأمن القومى الأمريكى الذى كشف للعالم فى عام 2013 كيف كانت الاستخبارات الأمريكية تتجسس على اتصالات الناس من خلال تسريبه لآلاف الوثائق السرية حول برامج المراقبة لوكالة الأمن القومى لصحيفة «الجارديان» البريطانية. ويظهر الفيلم إدوارد إنه ليس خائنا لدولته وإنما فعل ذلك لحرصه على الحرية والديمقراطية ولمنع استغلال الصلاحيات الواسعة للحكومة، والفيلم مأخوذ عن كتاب «ملفات سنودن» للكاتب لوك هاردينج، ويقوم الممثل جوزيف جوردون ليفيت بشخصية ادوارد سنودن فى الفيلم ويشارك فى البطولة نيكولاس كيدج وميليسا ليو. ووفقا لما نشره موقع «salon» صرح المخرج أوليفر ستون أنه يحاول دائما أن يحكى القصص التى يتجاهلها الآخرون لذا اختار تقديم هذا الفيلم «أعرف أنك لن تصدق هذا لكنى أرى نفسى راويًا، وهناك الكثير من الأشياء التى تعد من المحرمات فى الرأى العام الأمريكى».. وهو ما يحزنه كثيرا. وأوضح أوليفر أن فيلم «سنودن» لم يكن من المفترض أن يكون جزءا من حملة كبيرة للفوز بالعفو الرئاسى ل«سنودن» الذى يعيش فى روسيا لاجئا عديم الجنسية فى السنوات الأخيرة مؤكدا: «لم نصنع هذا الفيلم كعمل ناشط»، حيث إنه هناك ائتلاف جديد من جماعات الحقوق يقودها الاتحاد الامريكى للحريات المدنية تضغط على الرئيس الأمريكى باراك أوباما الآن للعفو عن سنودن قبل أن يترك منصبه. وأصر أوليفر على أن التوقيت هو من قبل المصادفة ولكنه يشكل مفاجأة سارة وربما يساعد سنودن «فهو يمكن أن يشرح للشعب الأمريكى من هو ولماذا فعل ذلك». وقد تزامن صدور الفيلم أيضا مع إضراب أحد المسربين تشيلسى مانينج عن الطعام للاحتجاج على ما وصفته ب«بلطجة التكنولوجيا الحديثة» الخاصة بالحكومة، وكانت تعرف تشيلسى سابقا باسم برادلى مانينج وهى تقضى الآن 35 عاما فى السجن لإعطاء ويكيليكس بعض السجلات الحكومية والتى كشفت عن الأعمال الوحشية العسكرية للولايات المتحدةالامريكية فى العراق وافغانستان. ويذكر أن مانينج من المتحولين جنسيا وانهت اضرابها عن الطعام بعد ايام قليلة عندما وافق الجيش على تزويدها بعلاج الانتقال بين الجنسين . وعلق أوليفر على هذه القصة قائلا«هذه قصة كلاسيكية الظلم الذى يسحق الشخص النزيه» ثم أضاف: «فهذا موضوع متكرر، فالناس تتقبل هذا كفيلم، ويذهبون لمشاهدته كفيلم، ولكن فى الحياة الحقيقية فهو امر شائك قليلا». وأشاد المخرج اوليفر ستون بسنودن ومانينج جنبا إلى جنب مع مؤسس موقع ويكيليكس «جوليان أسانج» الذى كان عالقا فى السفارة الإكوادرية فى لندن لأكثر من أربع سنوات، وفى شهر فبراير قرر فريق عمل فى الأممالمتحدة أن أسانج محتجز بشكل تعسفى وظالم ويجب اطلاق سراحه وتعويضه وأكد ستون على أهمية هؤلاء الأشخاص فى حياتنا «نحن فى حاجة إلى مسربين لأن هناك الكثير من الأكاذيب فى حكومتنا»، ثم أضاف: «أنه أمر لا ينتهى، وأعتقد أن هؤلاء الناس هم اشخاص يتصفون بالشجاعة ويجب تدعيمهم». وأكد أوليفر على أن المسربين مثل سنودن ومانينج هم ليسوا مجرد مبلغين وانما هم فاضحون للكذب، وكشف اوليفر ان سنودن كان مهتما بصناعة فيلم هوليوودى عنه «فى البداية كان حذرا، ولكن اعتقد أنه ربما قال لدى فرصة أفضل مع هذا الرجل أوليفر ستون لأننى رأيت جزءا من «مسلسل ستون التليفزيونى: التاريخ غير المروى للولايات المتحدة «لذا كان أكثر انفتاحا للأمر بعد ذلك». وعلى الرغم من تزايد شعبية سنودن وقصته المقنعة أكد أوليفر على أنه وفريقه مروا بوقت صعب لإنتاج هذا لفيلم « فكل الاستوديوهات رفضتنا، فقد كان طريقا صعبا، وهو ما أشعرنا بالألم، فرؤساء الاستوديوهات احبوه وبعضهم اتصل وقال لدينا شهية لهذا الفيلم، وعندما جاء وقت التنفيذ قالوا سوف نعود اليكم وسنتحدث يوم الاثنين ويأتى يوم الاثنين ويأتى يوم الإثنين لا شىء يحدث ولا مكالمة هاتفية». ثم أضاف أوليفر: «إن المال الذى يشارك فى صناعة فيلم هوليوودى هو «كبير جدا» ويكاد يكون اكبر من أن يفشل، لذا فأى شىء مثير للجدل» لا«أسهل كلمة فى اللغة الانجليزية هى «لا»، المحامون يحبونها ورؤساء الشركات يحبونها أيضا». وعندما نجح أخيرا فى تأمين التمويل لفيلم «سنودن» صرح أوليفر أنه اتبع السرية مع السيناريو، حتى إنهم عندما كانوا يرسلون السيناريو إلكترونيا كانوا يرسلونه فى أجزاء. وفى النهاية أشار أوليفر إلى أن أحد الجوانب الأكثر اشارة للدهشة حول حياة إدوارد سنودن هى خلفيته المحافظة، فالفيلم يصور سنودن فى مرحلة الشباب الشخص الذى كان يأمل فى الانضمام إلى القوات الخاصة التابعة للجيش الأمريكى ولكن بدلا من ذلك ذهب إلى العمل الاستخبارى، وأكد أوليفر على أنه يمكن أن نكون مثل سنودن ولكن بشروط «لتكون مثل سنودن يجب عليك أن تفهم أنك ربما لن تنجو من هذا، وانك تفعل هذا لأنها مسألة مبدا، وأنك ستعيش على قدميك ولن تموت على ركبتيك».