شيع أهالي بني سويف في جنازة عسكرية مهيبة، خرجت من مسجد «عمر بن العزيز» بمدينة بني سويف عقب صلاة الظهر، جنازة الشهيدين الذين استشهدوا ضحية الإرهاب بشمال سيناء في استهداف كمين «زقدان»، أمس، وهم الشهيد المجند «محمد عبدالعليم عطا» 22 عامًا، ابن قرية بني سليمان الشرقية مركز بني سويف، والشهيد المجند «عمرو محمد عبدالغني» 21 عامًا، ابن قرية بني قاسم مركز ببا جنوب بني سويف. حيث تم وضع الجثمانين الملفوفان بعلم مصر على سيارة المطافئ، وتقدم الجنازة المهندس شريف حبيب محافظ بني سويف، واللواء حسام رفعت السكرتير العام، واللواء محمد الخليصي مدير أمن بني سويف، والعميد محمد علي المستشار العسكري، والقيادات العسكرية والأمنية والتنفذية، والأوقاف، والكنسية، والشعبية بالمحافظة، وأعضاء مجلس النواب «عاطف عبدالجواد، ومجدي بيومي». نعى المهندس شريف محمد حبيب محافظ بني سويف ببالغ الآسى، شهداء الهجوم الإرهابي الذي وقع صباح أمس الجمعة بشمال سيناء، والذي أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والمصابين من بينهم اثنين من أبناء بني سويف، وردد الأهالي الهتافات المناهضة للارهاب، منها «لا اله إلا الله الشهيد حبيب الله»، و«يا شهيد نام وارتاح واحنا نكمل الكفاح»، و«بالروح بالدم نفديك يا شهيد». وقال والد الشهيد محمد عطا، "انني فقدت أعز ما أملك، نجلي الذي كان سندي في الحياة، وقمت بانفاق الغالي والرخيص عليه، ولكن لا يغلى على مصر"، مطالبا بالقصاص لنجله وتطهير سيناء من الإرهاب الذي يحصد خير شباب مصر، مضيفًا "انا على استعداد بالتضحية بجميع أبنائي الخمسة من أجل بقاء مصر، رغم أننا أسرة فقيرة لا نملك من الدنيا شئ". بينما قال أشرف أبو دنيا، أحد أقارب الشهيد محمد عطا، إن "محمد له 4 من الأشقاء (3 بنات وولد)، جيمعهم يعملون في الحقل مع والدهم لمساعدته في الانفاق على الأسرة البسيطة، وكان من المقرر أن ينزل إجازة بعد أسبوع لحضور حفل زفاف شقيقه الأكبر "عمرو"، ولكن نال الشهادة"، مشيرا إلى أن والدة الشهيد قالت له عند انتهاء إجازته قبل عودته لخدمته للجيش بسيناء، «تروح وترجع بالسلامه يا محمد»، فرد عليها: «انا مش متاكد اني هرجع تاني يا أمي واني هرجع ملفوف في علم مصر». وكانت آخر كلمات الشهيد «عمرو محمد» على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» قبل استشهاده: «خلصت الإجازة وماشي بكره هتوحشوني يا أحلى أصحاب في الدنيا كلها.. وبعتذر لأصحابي اللي ماقدرتش اشوفهم وأسلم عليهم، لأن الإجازة كانت صغيرة». ومن جانبه؛ أكد المهندس شريف حبيب محافظ بني سويف، أن هذه الأعمال الإرهابية لن تنال من عزيمة القوات المسلحة والشرطة المصرية، مؤكدا أن رسالة الجيش هي الدفاع عن مصر وأرضها وشعبها وحفظ استقرارها، وأن دماء أبنائنا الشهداء لن تذهب هباًء، وأن الشعب المصري بكافة طوائفه تقف وراء جيشها العظيم في محاربة الإرهاب وحفظ أمن واستقرار البلاد، مقدمًا التعازي لأهالي الشهداء، داعيا الله أن يتغمدهم بعظيم رحمته وأن يمنح أهلهم الصبر والسلوان. كان المتحدث العسكري للقوات المسلحة، أمس الجمعة، قال إن مجموعة مسلحة من العناصر الإرهابية هاجمت إحدى نقاط التأمين بكمين «زقدان» بوسط سيناء، مستخدمة عربات الدفع الرباعي، مما نتج عنه استشهاد 12 جنديًا وإصابة 8 آخرين.
