_ كلينتون تركز على رفض خصمها نشر ملفه الضريبى.. وترامب يهاجم استخدامها بريدا خاصا خلال توليها «الخارحية» _ المرشح الجمهورى: سياسة كلينتون خلفت الفوضى فى الشرق الأوسط.. ولا يمكننا حماية الدول حين لا تدفع لنا ما ينبغى _ المرشحة الديمقراطية: لا بد من تكثيف ضرباتنا الجوية ضد داعش.. وتقديم الدعم لشركائنا العرب خاض المرشحان للانتخابات الرئاسية الأمريكية الجمهورى دونالد ترامب والديمقراطية هيلارى كلينتون مساء أمس الأول، مواجهة نارية تبادلا خلالها الاتهامات فى العديد من الملفات، فى أول مناظرة بينهما قبل ستة أسابيع من موعد انتخابات لا تزال غير محسومة اطلاقا. وطيلة 90 دقيقة، تواجه المرشحان حول رؤية كل منهما للمستقبل والاقتصاد والأمن والسياسة الخارجية، وغيرها من المواضيع مثل التصريح الضريبى لترامب أو الرسائل الالكترونية لكلينتون. وقالت كلينتون وزيرة الخارجية، والسيدة الأولى السابقة والتى تطمح لأن تصبح أول امرأة تتولى رئاسة الولاياتالمتحدة: «دونالد أنت تعيش فى عالمك الخاص». كما أنها شددت على «الوقائع» مرات عدة منتقدة ترامب المستعد برأيها لقول «ترهات» من أجل ضمان انتخابه. من جهته، قال ترامب الذى بدا أكثر هدوءا إلا أن النقاش سرعان ما شابه التوتر «نحن نخسر الكثير من وظائفنا، إنها تذهب إلى المكسيك وإلى دول أخرى كثيرة». وأضاف «سأعيد وظائفنا، أنت لا يمكنك فعل ذلك». ورغم مقاطعته المستمرة لاحقا، حافظت كلينتون على ابتسامتها وهدوئها. وتسمر ملايين الأمريكيين أمام شاشات التليفزيون أو الكمبيوتر لمتابعة المناظرة بين مرشحة ديمقراطية تتمتع بخبرة كبيرة وشاملة، لكنها تواجه صعوبة فى إثارة الحماسة، وبين منافس جمهورى قليل الخبرة يفقد السيطرة على أعصابه بسهولة. وأظهرت التعليقات واستطلاعات الرأى الأولى عقب المناظرة، تقدم كلينتون. إلا أن ترامب علق لاحقا لوكالة الصحافة الفرنسية «أعتقد أن الأمور سارت بشكل جيد جدا بالنسبة لى». ووقف المرشحان لوحدهما أمام منبر لكل منهما فى مواجهة الصحفى ليستر هولت الذى أدار المناظرة. وتحدثت كلينتون عن برنامجها وعرضت مقترحات ملموسة وشددت على التقدم الذى تم تحقيقه فى السنوات الثمانى الماضية. إلا أن ترامب الذى يوجه انتقادات شديدة لإدارة الرئيس باراك أوباما الحالية، قاطع كلينتون مرات عدة ووصفها بأنها «نموذج للسياسى التقليدى. خطابات ولا أفعال». وأضاف «لقد قمت بذلك طيلة 30 عاما لماذا تبدأين الآن فقط بالتفكير فى الحلول؟». إلا أن ترامب وجد نفسه مرات عدة فى موقع دفاعى أمام كلينتون الأكثر دقة واطلاعا على الملفات. فى نهاية المناظرة، تحولت الهجمات إلى الجانب الشخصى. وقال ترامب «إنها لا تتمتع بالطاقة اللازمة (...) لتولى رئاسة هذا البلد»، فى إشارة إلى المتاعب الصحية التى واجهتها وزيرة الخارجية السابقة، أخيرا. لكن كلينتون ردت «بعد أن يزور 112 بلدا ويتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق سلام ووقف لاطلاق نار واطلاق سراح منشقين (...) أو بعد أن يمضى 11 ساعة وهو يدلى بشهادته أمام لجنة تابعة للكونجرس (فى قضية البريد الالكترونى)، عندها يمكنه التحدث عن الطاقة». وكان ترامب انتقد كلينتون فى السابق حول استخدامها بريدا إلكترونيا خاصة عندما كانت وزيرة للخارجية، وعاد أمس الأول، ليقول «كان أكثر من خطأ (...) البلاد تعتقد أنه عار». فى المقابل، شددت كلينتون على رفض ترامب نشر تصريحه الضريبى. وقالت «إنه يخفى أمرا (...) ربما ليس بالثراء الذى يدعيه»، مذكرة بأن كل المرشحين الرئاسيين منذ أربعين عاما نشروا بياناتهم الضريبية. كما اتهمت كلينتون ترامب ببناء مسيرته السياسية على «كذبة عنصرية» عندما شكك بالجنسية الأمريكية لباراك أوباما. وعندما حثه الصحفى على الاجابة عن أسباب التغيير الأخير فى موقفه حول المسألة، اكتفى ترامب بالقول «لن أقول شيئا». ومبدئيا، لم يكن يحق للحضور التصفيق خلال المناظرة التى استضافتها جامعة هوفسترا قرب نيويورك. لكن التصفيق علا عندما قالت كلينتون «نعم لقد استعديت للمناظرة واستعديت أيضا للرئاسة، وهذا أمر جيد». وخلال المناظرة، سعت كلينتون التى شاركت فى أكثر من 30 مناظرة سياسية منذ العام 2000، التركيز على جديتها فى القسم المتعلق بالسياسة الخارجية والأمن خصوصا لجهة طمأنة حلفاء الولاياتالمتحدة. وفى ملف السياسة الخارجية، اتهم ترامب كلينتون بأنها تسببت خلال توليها وزارة الخارجية ب«فوضى عارمة» فى الشرق الأوسط. وقال «انظرى إلى الشرق الأوسط، إنه فى حالة فوضى عارمة، وهذا أمر حصل إلى حد بعيد فى ظل إدارتك»، وذلك فى معرض حديثه عن نشأة تنظيم «داعش» وصعوده فى المنطقة والعالم. وأضاف «تتحدثين عن تنظيم الدولة الاسلامية ولكنك كنت هناك وكنت وزيرة للخارجية فى وقت كان فيه التنظيم لا يزال فى بداياته. اليوم هو موجود فى أكثر من 30 بلدا، وأنت سوف توقفينه؟ لا أعتقد ذلك». كذلك شدد ترامب على أن الولاياتالمتحدة لا يمكنها أن تكون «شرطى العالم»، ولا أن تحمى كل حلفائها إذا لم تتقاضَ ثمن ذلك. وقال الملياردير المثير للجدل «أريد فعلا أن أساعد كل حلفائنا، ولكننا نخسر مليارات ومليارات الدولارات. لا يمكننا أن نكون شرطيى العالم، لا يمكننا أن نحمى الدول فى سائر أنحاء العالم حين لا تدفع لنا ما ينبغى». وردت كلينتون قائلة إن ترامب «دعم اجتياح العراق، والحملة العسكرية فى ليبيا وأراد أن تتم الإطاحة بمعمر القذافى». وأضافت: «لا بد من تكثيف ضرباتنا الجوية ضد داعش، ويجب أن نقدم الدعم لشركائنا العرب والأكراد لهزيمة داعش فى الرقة. نأمل أن يتم دحر داعش فى العراق وسوريا». وتجرى مناظرتان أخريان فى 9 و 19 أكتوبر المقبل.