رئيس جامعة المنوفية يستقبل لجنة قطاع الإعلام بالمجلس الأعلى للجامعات    مفيدة شيحة ترصد تفاصيل حملة مقاطعة الأسماك في بورسعيد (فيديو)    المعهد القومي للملكية الفكرية بجامعة حلوان ينظم برنامج "محكم"    حدث في العراق.. إمام مسجد يستغيث عبر مكبر الصوت بأهالي المنطقة لإنقاذه    غدا.. تدشين مكتب إقليمي لصندوق النقد الدولي بالرياض    تشكيل فاركو لمواجهة المصري في الدوري    المقاولون يواصل الاستعداد لسموحة تحت قيادة معتمد جمال    مباشر الآن تويتر HD.. مشاهدة مباراة أرسنال ضد تشيلسى فى الدوري الإنجليزي    خلال زيارته لشمال سيناء.. وزير الشباب والرياضة يشارك في مغامرة يلا كامب بالعريش    القبض على مسجل خطر بتهمة إدارة كيانين تعليميين وهميين في القاهرة    قضايا الدولة تشارك في فعاليات مؤتمر الذكاء الاصطناعي "ويبو"    القاهرة ثقافة وناس    عاجل.. أستون فيلا يُعلن تجديد عقد إيمري حتى 2027    براءة عدلي القيعي من سب وقذف ممدوح عيد    تعليم البحيرة: تخصيص 125 مقراً لطلاب الثانوية العامة والشهادة الإعدادية للمراجعة النهائية    قناة السويس تعلن تعديل الرسوم للسفن الأجنبية والمصرية والوحدات الصغيرة (تفاصيل)    "مع السلامة يا توماس".. الحزن يخيم على الوسط الفني بعد رحيل تامر عبدالحميد    " كان حقيقي مش ديكور" مي عمر تكشف كواليس مشهد القبر في "نعمة الأفوكاتو"    المغربية لبنى أزابال رئيسا للجنة تحكيم الفيلم القصير في مهرجان كان    تعاون مع مؤسسة مجدى يعقوب لإجراء جراحات القلب لمرضى «الرعاية الصحية»    للحوامل.. نصائح ضرورية لتجنب المخاطر الصحية في ظل الموجة الحارة    لمخالفتهم السعر الجديد..تموين القاهرة تحرر 25 محضر مخابز وتحريز 5 أطنان دقيق    حذر من تكرار مصيره.. من هو الإسرائيلي رون آراد الذي تحدث عنه أبو عبيدة؟    التوقيت الصيفي 2024.. مواقيت الصلاة بعد تغيير الساعة    يسرا توجه رسالة إلى الجمهور السعودي بعد العرض الأول ل فيلم "شقو" في الرياض    كشف ملابسات سير النقل الثقيل في حارات الملاكي بطريق السويس الصحراوي    عمال سوريا: 25 شركة خرجت من سوق العمل بسبب الإرهاب والدمار    إبداعات فنية وحرفية في ورش ملتقى أهل مصر بمطروح    مش بنتي.. أم بريطانية تكتشف استبدال رضيعتها في المستشفى بالصدفة    مؤشر الأسهم السعودية يغلق منخفضا    النسب غير كافية.. مفاجأة في شهادة مدير إدارة فرع المنوفية برشوة الري    مجرد إعجاب وليس حبا.. رانيا يوسف توضح حقيقة دخولها فى حب جديد    وزير الدفاع الروسي: القوات الأوكرانية خسرت نصف مليون عسكري منذ بداية الحرب    أبو عبيدة: الاحتلال الإسرائيلي عالق في غزة    قبل الامتحانات.. أطعمة تزيد التركيز وتقوي الذاكرة للأطفال    محافظ بوسعيد يستقبل مستشار رئيس الجمهورية لمشروعات محور قناة السويس والموانئ البحرية    محافظة الجيزة تزيل سوقا عشوائيا مقام بنهر الطريق بكفر طهرمس    100 قرية استفادت من مشروع الوصلات المنزلية بالدقهلية    محافظ المنيا: تنظيم قافلة طبية مجانية في مركز أبو قرقاص غدا    هل يحق للزوج التجسس على زوجته لو شك في سلوكها؟.. أمينة الفتوى تجيب    رئيس الوزراء يحدد موعد إجازة شم النسيم    محافظ كفر الشيخ ونائبه يتفقدان مشروعات الرصف فى الشوارع | صور    سيدات سلة الأهلي يواجه مصر للتأمين في الدوري    دار الإفتاء: شم النسيم عادة مصرية قديمة والاحتفال به مباح شرعًا    نستورد 25 مليون علبة.. شعبة الأدوية تكشف تفاصيل أزمة نقص لبن الأطفال    السفير طلال المطيرى: مصر تمتلك منظومة حقوقية ملهمة وذات تجارب رائدة    فرج عامر: الفار تعطل 70 دقيقة في مباراة مازيمبي والأهلي بالكونغو    «النواب» يبدأ الاستماع لبيان وزير المالية حول الموازنة العامة الجديدة    خلال الاستعدادات لعرض عسكري.. مقتل 10 أشخاص جراء اصطدام مروحيتين ماليزيتين| فيديو    مجلس النواب يحيل 23 تقريرًا برلمانيًّا للحكومة -تعرف عليها    وزير الأوقاف من الرياض: نرفض أي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته    قطاع الدراسات العليا بجامعة القناة يعلن مواعيد امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني    الرئيس السيسى يضع إكليلا من الزهور على النصب التذكارى للجندى المجهول    توفيق السيد: غياب تقنية الفيديو أنقذ الأهلي أمام مازيمبي.. وأرفض إيقاف "عاشور"    حجم الاقتراض الحكومي في بريطانيا يتجاوز التوقعات خلال العام المالي الماضي    مستدلاً بالخمر ولحم الخنزير.. علي جمعة: هذا ما تميَّز به المسلمون عن سائر الخلق    الإفتاء: التسامح في الإسلام غير مقيد بزمن أو بأشخاص.. والنبي أول من أرسى مبدأ المواطنة    علي جمعة: منتقدو محتوى برنامج نور الدين بيتقهروا أول ما نواجههم بالنقول    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فرص السينما العربية فى منافسات أوسكار 89
نشر في الشروق الجديد يوم 26 - 09 - 2016

المهرجانات العالمية تؤهل «اشتباك» مصر.. والجزائر تستدعى ملحمة نساء «البئر» ولبنان تخوض السباق ب«فيلم كتير كبير»..
تونس تراهن على «زهرة حلب» والسعودية حاضرة بثورة «بركة»
العراق يطرح نفسه ب«كلاسيكو».. و«مسافة ميل بحذائى» يمثل السينما المغربية
ما هى فرص السينما العربية فى المنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبى فى دورته 89 لعام 2017، وهل يمكن أن تصل إلى القائمة القصيرة «أفضل خمسة أفلام» مثلما حدث العام الماضى مع الفيلم الأردنى «ذيب» تحفة المخرج ناجى أبو نوار الذى اقتنص جائزة الجولدن جلوب عن جدارة واستحقاق.
فى ضوء الخيارات المعلنة حتى الآن، هناك 8 دول عربية أعلنت عن الأفلام التى تمثلها فى المنافسة، بناء على قرارات لجان خاصة، رأت أن الأفلام المختارة هى أفضل ما لديها.
الأفلام فى معظمها تناولت قضايا اجتماعية وسياسية بجرأة ورؤية فنية، سواء فى تناولها لقضايا معاصرة أو فى شبه محاكمات للتاريخ، وثورات، وربما تطرقها لقضايا سياسية شديدة المحلية يكون عنصرا مذكيا لتخطى بعضها مراحل فى التصفيات، وإن كان العنصر الفنى سيكون له تأثير ودور كبير أيضا فى المنافسة مع باقى أعمال دول العالم.
اشتباك
الفيلم العربى الأول الذى يخوض المنافسة على الأوسكار فى فئة أفضل فيلم أجنبى، هو الفيلم المصرى «اشتباك» للمخرج محمد دياب وقد بدأ أول خطوة على الطريق للوصول إلى الترشيحات النهائية الرسمية للأوسكار بمشاركاته فى العديد من المهرجانات السينمائية الكبرى منها كان، ولندن، وسان فرانسيسكو، كما يعرض حاليا فى مجموعة من دور العرض الفرنسية كما سيعرض جماهيريا بنيويورك خلال الفترة القادمة.
وكان العرض العالمى الأول لفيلم «اشتباك» فى شهر مايو الماضى، بعد أن افتتح «قسم نظرة ما» بمهرجان كان السينمائى، حيث جاءت مشاركة الفيلم بعد 3 سنوات من غياب السينما المصرية عن الاختيارات الرسمية للمهرجان الأكثر شهرة فى الأجندة السينمائية الدولية.
واختاره نقاد موقع «هوليوود ريبورتر» ليكون فى قائمة أفضل 10 أفلام عُرضت ضمن فعاليات الدورة ال 69 من المهرجان.
والواقع إنه عقب مشاهدتى للفيلم فى مهرجان كان، أيقنت كيف أنه عمل يختبر إنسانية البشر، كما وصفه لى مخرجه محمد دياب، وأدركت أيضا لماذا كان دياب يشعر بحالة هى من مزيج من الفرحة والقلق، فقد راهنت إدارة المهرجان على الفيلم ليكون واجهة أحد أهم الأقسام، واعتقد أنها كسبت الرهان، فقد ترك العمل بداخلنا حالة من القلق الذى فرضه الموضوع واحساس بقضية وطن أزمته مستمرة منذ ثورة يناير وحتى الآن، كما كانت مفردات الفيلم الفنية وفى مقدمتها لغة السرد التلقائية بالسيناريو الذى كتبه خالد ومحمد دياب ذو عمق كبير، تأثرا بحبكته التى استحوذت على أنفاسنا، حيث تدور أحداث الفيلم فى مكان واحد هو سيارة ترحيلات تابعة للشرطة، بينما كان الإعجاب أكثر بقدرة العمل «صورة وسيناريو وأداء» على أن يضعنا فى قلب الحدث ونعيش أحاسيس وأحلام وإحباطات أبطاله الذين يعودون بنا بالذاكرة إلى فترة عصيبة وفاصلة من تاريخ مصر، حالة الاضطراب السياسى التى تلت عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى، والتى ضمت انتفاضة الإخوان ودخولهم فى مظاهرات ساخنة فى مواجهة الداخلية، وأيضا خروج مؤيدى قرارات القوات المسلحة.
فى المشهد الضيق داخل سيارة للشرطة مكتظة بالمتظاهرين من تيارات سياسية مختلفة، الليبرالى، والعلمانى، والتيار المتدين من إخوان وسلفيين، ومواطنين عاديين»، جميعهم قبض عليهم فى الشارع أثناء فترة مظاهرات الإخوان، كمحاولة لعودة محمد مرسى للحكم، فهناك الإخوان الذين يعيشون على أمل العودة للسلطة، لكنهم يكتشفون أن هناك خدعة من قادتهم وإن الطرف الثانى من المجتمع «التيار المدنى» ليس عدوا، بل ويكتشفون الحالة الإنسانية لأحد أفراد الشرطة الذى تعاطف مع أزمتهم داخل السيارة، وهناك الزوج «طارق عبدالعزيز» الذى بمجرد أن قبض عليه هو وابنه الصبى تصر زوجته «نيللى كريم» على ألا تتركهما ويتم دخولها الأتوبيس هى الأخرى، وأيضا الصحفى الذى يراسل الاسوشيتد برس ويحمل الجنسية الأمريكية «هانى عادل»، وهناك البلطجى، والمراهق «احمد مالك» والإخوان، الجميع يتربصون ببعضهم البعض، فى حالة اشتباك ملىء بلحظات جنون وعنف ورومانسية وكوميديا، أراه اشتباكا كبيرا جارحا لوطن ولا نعرف متى يتوقف نزيفه، رغم أن هناك جزءا من الإحساس بالملل قد تسلل، ربما لأن مشهد الواقع الذى صوره الفيلم شاهدناه حقيقيا، وربما المسألة تخص كل نتاج الثورة السينمائى، لكن ايقاع مشهد النهاية المفتوحة كان رائعا فنيا، فى صورته المهزوزة والمقلوبة والمختلطة ألوانها، وتشعر أن المجتمع كله أصبح فى حالة اشتباك.
نجح المخرج محمد دياب فى أن يجعل أبطاله يتوحدون مع الشخصيات، مع تفاوت الأداء، كان إحساس بعضهم بها عميق ومنهم نيللى كريم وهانى عادل، بينما كان البعض الآخر مفتعلا بعض الشىء وخاصة ممن جسدوا الإخوان.
قطعا سيأخذ الفيلم نصيبا كبيرا من المشاركة فى مهرجانات أخرى. واكدت مجلة «سكرين انترناشيونال» المتخصصة فى السينما ان فيلم «اشتباك» واحد من الأفلام الجذابة لمهرجانات السينما عام 2016.
«بركة يقابل بركة»
السعودية اختارت فيلم «بركة يقابل بركة »الذى عرضه مهرجان برلين السينمائى ال66 فى قسم المنتدى، وهو يعد بمثابة القنبلة التى تفجر أعراف وسياسات يعيشها المواطن السعودى كأمر واقع، ويمهد لثورة سينمائية، بكسره التابوهات، وقد كشف العمل بأدواته الدوافع والأسباب التى تجعل التمرد على عادات وتقاليد ومقدرات وسياسات بات أمرا حتميا.
مضمون الفيلم المدهش والجرىء يحتوى كل ذلك، رغم أن أحداثه تدور فى إطار كوميديا رومانسية، حيث يدين طوال الأحداث قوانين عدة، بل ويثبت أن رشوة الموظف العام مبدأ قائم، وأن احتلال الشيوخ منابر الفضائيات حقيقة وليست أوهاما، وأن هناك تزمتا كبيرا تجاه وجود الفنون، وحق الشباب فى الحب، وحرية المرأة.
قدم المخرج والمنتج محمود صباغ فى فيلمه الروائى الطويل الأول الذى صور بالكامل فى جدة، قصته للمواطن المحلى وقال عبر حبكة درامية ثرية بسخريتها واداء أبطالها ما يريد الجيل الجديد من الشباب أن يقوله، حيث يتناول حكاية جيل الشباب بكل تحولاته ومظاهره العفوية، من خلال قصة حب غير تقليدية، طرفها بركة «هشام الفقيه» وهو موظف البلدية الذى يعمل على ضبط المخالفين من الباعة والمقاولين، وهى مهمة تتناقض مع طيبته وعشقه للحياة البسيطة، إذ لا يمكنه إيذاء أى أحد حتى لو كان ذلك بموجب القانون، هو يعيش فى حى متواضع تحكمه قوانينه ويهوى التمثيل المسرحى، والطرف الثانى فى قصة الحب «بيبى» فاطمة النبوى، الفتاة الأكثر شهرة فى عالم الانستجرام، التى تعيش مع عائلة ثرية بالتبنى، تتمنى أمها أن تنجب الولد، بعد زواج 20 عاما وتستغل الأم جمال جسدها فى عمل اعلانات للبوتيك الذى تملكه عبر مدونة الفيديو، فى البداية يلتقى «بركة» «وبيبى» بالصدفة، عندما يصله بلاغ بوجود فريق فنى على أحد الشواطئ لتصوير نجمة انستجرام مشهورة لإعلانات تجارية، وهو أمر يخالف عادات وتقاليد المجتمع، ولكنه يتغاضى عن بعض الخروقات ليستمر التصوير، إلا أن قلبه يلتقط الإشارات الأولى أو ربما ولد الحب من أول نظرة، لكنهما لا يعرفان فيما بعد كيف يلتقيان أو يأخذان فرصتهما كى تنمو المشاعر، فكل شىء ممنوع، حتى مجرد الحلم بفتاة الأحلام، فمحاولات اللقاء تنتهى غالبا فى محل بقالة، أو فى جولة سريعة فى السيارة، فاللقاء فى مطعم من المستحيل، أو أمام البحر يعتبر مغامرة مع الشرطة الدينية، مع أن بركة طوال الوقت يؤكد «البحر بحر ربنا، وهو للجميع»، ونذكر فى أحد المشاهد عندما تقابلا قالت بيبى لبركة «خلى مسافة بينا»، وفى مشهد آخر عندما التقيا فى معرض تشكيلى يأتى من يخبرهما بصراخ هامس، بضرورة تهريب النساء من الموقع، لأن هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى الطريق، وفى لقاء ثالث ومفاجأة لإذاعة اخرى اعترفت بيبى ان اسمها الحقيقى بركة، لكنها كانت تخجل منه فهى كانت مكبوتة بسبب الزيف والكذب والازدواجية التى عاشتها، خاصة بعدما اكتشفت أنها ليست ابنة مدام «ميادة»، بل فقط الموديل الأول فى بوتيكها الشهير «كراكوزة»، وأنها يتيمة، تم التقاطها وتأهيلها لتصبح دمية شقراء فى بيت بلا مشاعر، ولا علاقات دافئة، وكل ما فيه مصنوع.
أجاد مؤلف ومخرج الفيلم فى إبرازه التناقض الشديد بين حالة المجتمع السعودى فى عهود سابقة والآن، حيث كان زمان أكثر ليبرالية فى تعامله مع الثقافة والفن وتعاطى الحياة العامة خاصة فى الفترة من عام 1960 إلى 1970، وتوصل العمل أن الحياة سابقا كانت أكثر جمالا وانفتاحا، كان المسرح فيه جمهورا من الجنسين، وكانت الإذاعة تبث أحلى الأغنيات، وكانت الناس تغمى قبل محاولات تكفيرية بتهديد هذا الصفو، وتحريم حتى صوت أم كلثوم. فى رحلة التناقض هذه نجد بركة يتعاون مع فرقة هواة مسرحية، ليجسد دورا اوفيليا حبيبة هاملت، لأنه لا يجوز للمرأة ان تمثل، وكان مشهدا ساخرا، حيث امسك فيه بركة بحمالة الصدر ليوحى باختراق ألغام قادمة
بطلا الفيلم أرادا من حكاية حبهما أن ينقلا معنى أن يكون الفرد حالما فى ظل الإرهاب الفكرى والفعلى الذى يتعرض له العالم، فهو فيلم عن الحب بكل معانيه المرتبطة بالحى، بالجار، بالعائلة، والوطن، وعن أى شخص يريد دائما أن يعرف فقط ماذا يجرى فى المملكة العربية السعودية وفى مجتمعها المحافظ، فقد أصبح هناك جيل جديد يريد أن يحب ويعشق، ويمارس أبسط حقوقه فى التعبير عن هذه المشاعر.
«البئر»
الجزائر قررت أن تخوض سباق المنافسة على الأوسكار بفيلم «البئر» للمخرج لطفى بوشوشى، الذى يروى حقبة من تاريخ الجزائر تحت الاحتلال الفرنسى، وتحديدا أثناء حرب الاستقلال.
وقد أقرت اختياره لجنة انتقاء الفيلم برئاسة المخرج محمد الأخضر حامينا، مفضلة إياه على فيلم «الطريق إلى إسطنبول للمخرج رشيد بو شارب رغم تواجده العالمى وموضوعه الذى يتطرق إلى التحاق فتاة أجنبية بتنظيم داعش فى سوريا.
فيلم «البئر» أنتجته وزارة الثقافة الجزائرية ويعد أحد الأعمال السينمائية الهامة، نال عددا من الجوائز الكبرى فى مهرجانات «الإسكندرية ووهران وعمان والمغرب» وغيرها وهو فيلم جدير بتمثيل الجزائر والسينما العربية والأفريقية، بحسب تصريح وزير الثقافة الجزائرى.
وتدور أحداث الفيلم عام 1960 فى قرية جزائرية نائية محاصرة من جنود الاستعمار الفرنسى، الذين يمنعون الماء عن أهلها، وأغلبهم من الشيوخ والنسوة والأطفال.
ويظهر العمل أحد أنواع الكفاح والصمود لواقع جزائرى معاش إبان الاستعمار وتصديه للظلم والقهر الذى تعرض إليه الجزائريون بأقسى الأساليب التى كان فيها سلاح الماء أشد وسيلة لتعذيبهم مقابل البوح بمكان تواجد جنود وضباط فرنسيين تم اختطافهم من طرف المجاهدين الجزائريين.
ويُصوب الزناد الفرنسى على أرواح كل من يريد ترك القرية بحثا عن الماء، وعلى مدى 90 دقيقة يرصد هذا العمل المعاناة والصراع النفسى للأهالى للبوح للفرنسيين بمكان تواجد المجاهدين الجزائريين والجنود الفرنسيين، الذين تم رمى جثتهم فى بئر القرية. وتستمر المعاناة أمام استمرار الحصار ونفاذ الماء لدى الأسر وموت الماشية وظهور علامات جفاف على أجساد الصغاروهنا تقرر نساء القرية وفى مقدمتهن «فريحة» و«خديجة» التى فقدت ابنتها خلال الحصار الخروج والتحدى ومواجهة رصاص قناصى الكتيبة الفرنسية المحاصرة للقرية فإما الموت أو الحياة، اسطاعت كاميرا المخرج تجسيد تلك المعاناة فى أبسط مظاهر الحياة اليومية لهذا المجتمع النسوى الذى غاب عنه الرجال إما لالتحاقهم بجيش التحرير الوطنى أو لاستشهادهم، مبرزا حدة المسئوليات الملقاة على عاتق المرأة من حماية بيتها وأطفالها الذين أثر فيهم العطش وتهديد جنود الاحتلال
بدون شك اراد المخرج أن تكون هذه القرية مسرح الاحداث رمز لكفاح وتضحيات كل قرى الجزائر.
الفيلم بطولة نادية قاسى ورولان مورال، ليلى ميتسيتان
«زهرة حلب»
اختارت تونس فيلم «زهرة حلب» للمخرج رضا الباهى، لتمثيلها فى «الأوسكار» وهو بطولة هند صبرى، هشام رستم، فاطمة ناصر، باسم لطفى، ومحمد على بن جمعة.
ويكشف الفيلم حالة المجتمع التونسى بعد «ثورة الياسمين»، وكيف ظهرت بعض الجماعات المسلحة التى حاولت فرض فكرها بقوة السلاح، واستخدمت وسائل حديثة فى استقطاب الشباب وتجنيدهم باسم «الجهاد»، وذلك عبر احداثه التى تدور حول ممرضة تونسية تضطر للسفر إلى سورية من أجل استعادة ابنها الذى التحق بالجماعات المسلحة هناك.
«زهرة حلب» سيكون فيلم افتتاح الدورة 27 لأيام قرطاج السينمائية، ويأمل التونيسيون أن يتجاوز الفيلم منافسيه ويبلغ التصفيات النهائية التى يعلن عنها فى 24 يناير 2017.
«فيلم كتير كبير»
السينما اللبنانية تخوض سباق المنافسة على اوسكار افضل فيلم اجنبى بفيلم «فيلم كتير كبير» للمخرج ميرجان بوشعيا، وبطولة آلان سعادة وفؤاد يمين، وسام فارس، طارق يعقوب، الكسندرا قهوجى، جورج حايك وفادى أبى سمرا، و مارسيل غانم.
وقد جاء هذا الترشيح بعد النجاح الكبير الذى حققه الفيلم فى العديد من المهرجانات العربية والأجنبية وبعد فوزه بعدة جوائز فى المغرب وجائزة أفضل مخرج فى الصين وجائزة لجنة التحكيم فى سويسرا وجائزة أفضل ممثل عربى فى الجزائر وترشيحات للفوز بمهرجانات سان فرانسيسكو وتركيا وأوكرانيا وفرنسا.
والفيلم تدور أحداثه على اكثر من محور لثلاث أشقاء الاول حول «زياد» تاجر مخدرات لبنانى ينوى التوقف عن الأعمال غير الشرعية على إثر إطلاق سراح أخيه الأصغر«جاد» من السجن، والذى ارتكب جريمة قتل، ولكن يجابه برفض من موظفيه. وتتطور الأحداث سريعا إلى أن يقع على اكتشاف يغير مجرى الأحداث فى إطار يمزج بين الضحك والإثارة والثانى «جو» شاب يريد أن يقوم بتهريب مخدرات خارج البلاد، فيضطر إلى صنع فيلم كبير ليستغل علب الخام ويضع فيها شحنته الممنوعة باعتبار أن هذه العلب لا يجوز أن تمر عبر الاجهزة الالكترونية.
هكذا يقرر زياد تصوير فيلم سينمائى عن طريق صديقه المخرج يجمع أنماطا عديدة، وخلطة ناجحة ومتجانسة بين الاكشن والتشويق المتواصل والاحداث المترابطة باقناع والكوميديا السوداء والطرافة الكبيرة والشخصيات القوية التى تنقل لنا الواقع اللبنانى كما هو، بكل خصائصه وبمنتهى الوضوح والتجرد، واقعا طائفيا، ملوثا اجتماعيا وسياسيا، يتأثر اعلاميا، كما يكشف الفيلم حالة الفساد والتناقض المجتمعى الذى تعيشه البلاد.
النقاد اللبنانيون اشاروا إلى العمل ينتمى ينتمى إلى خانة الافلام اللبنانية المميزة التى تتمتع بالمقومات الفنية المطلوبة التى تجعل منها افلاما ناجحة على الصعيد التجارى والفنى، كما أنه لافت باخراجه وتقنياته ومؤثراته التصويرية وبواقعيته وصدقيته وشخصياته القوية والحقيقية وقصته المحبوكة بشكل متقن وحواراته الصادمة.
«الكلاسيكو»
وقع اختيار العراق على فيلم «الكلاسيكو» لتمثيل السينما العراقية فى المنافسة على جائزة الأوسكار، بفئة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، وذلك حسبما أعلن الحساب الرسمى لمهرجان دبى السينمائى الدولى (احد داعمى الفيلم).
الفيلم يتناول فى سياق من الكوميديا والدراما الاجتماعية قصة شقيقين يقرران القيام برحلة محفوفة بالمخاطر، من قريتهما بشمال العراق إلى إسبانيا، من أجل لفت انتباه نجم الكرة العالمى كريستيانو رونالدو، وذلك من أجل كسب موافقة والد فتاة يحبها أحدهما، لأنه متيم بفريق ريال مدريد.
ويعد «كلاسيكو» التجربة الثانية لمخرجه هالكاوت مصطفى، الذى شارك فى تأليفه أيضا، وقد شارك مهرجان دبى السينمائى فى تمويل إنتاج الفيلم عن طريق صندوق «إنجاز».
«مسافة ميل»
«مسافة ميل بحذائى» للمخرج سعيد خلاف هو الفيلم الذى اختارته المغرب بواسطة لجنة انتقاء وطنية برئاسة المخرج والمنتج المغربى نور الدين لخمارى لخوض مسابقة الأوسكار 2017.
ويطرح الفيلم قضية أطفال الشوارع، وهم فى الغالب ضحية مجتمع وأسر مفككة وظروف دفعتهم للهرب من محيط الأسرة بحثا عما يفتقدونه من وجهة نظر ضحية مرت بظروف دفعتها للشارع.
ويقدم المخرج نماذج مختلفة لأطفال تعرضوا لأشد أنواع الانتهاكات لطفولتهم جسديا ونفسيا، بعد أن مارسوا التشرد والسرقة وعمالة الأطفال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.