في مباراة مثيرة .. توترت فيها الأعصاب، وكادت الأمور أن تكون كارثية على ممثل مصر، حسم الزمالك صعوده إلى المباراة النهائية بدوري أبطال إفريقيا، على الرغم من خسارته على يد الوداد المغربي في مباراة إياب دور نصف النهائي بخمسة أهداف مقابل هدفين. الزمالك كان قد فاز على الفريق المغربي في المباراة الاولى بأربعة أهداف نظيفة، لكن العودة كانت غير متوقعة، ليكون الزمالك قريباً من الخروج، لكن ظهر النيجيري ستانلي أوهاويتشي كالفارس المنقذ ليعبر بالزمالك من هذا الفخ، لتكون نتيجة المباراتين فوز الزمالك بستة أهداف مقابل خمسة.
بداية مثيرة .. وشوط محبط للزمالك: بدأت المباراة الإثارة مبكراً جداً، ففي أول كرة عقب صافرة البداية وصلت الكرة إلى ستانلي الذي سدد كرة مرت بجوار القائم، ليرد الوداد بكرة عرضية من الجانب الأيسر شتتها الدفاع الأبيض لتعلن المباراة عن نفسها من اللحظات الأولى. وعلى الرغم من البداية الجيدة للوداد، فجأة انكمش الزمالك، وترك الملعب بالكامل لمنافسه يفعل به ما يحلو له، وسلم مفاتيح الخطورة بالكامل لأصحاب الأرض، ليقوم بالفعل لاعبوا الوداد بتجربة عدة كرات لمعرفة ثغرات الزمالك في مباراة اليوم، وبالفعل يستغل الوداد توهان الدفاع الزملكاوي في عرضية إسماعيل الحداد، ليرتقي ويليام جيبور للكرة وحيداً ويحول الكرة برأسه قوية داخل المرمى ليتقدم الوداد في الدقيقة 12. الكرات العرضية شكلت ضغطاً كبيراً على الدفاع الأبيض، وأخفق في كل مرة في التعامل معها لتكون كل الكرات الهوائية من نصيب الزمالك، لتصل الكرة إلى صلاح الدين سعيدي في الجانب الأيمن ليرسل كرة عرضية، ويتمركز دفاع الزمالك بطريقة خاطئة مرة أخرى، لحولها الحداد هذه المرة برأسه داخل الشباك معلناً عن الهدف الثاني في الدقيقة 20.
ستانلي .. من أسوأ لاعب إلى كلمة السر: وأمام محاولات الوداد الكثيرة ظهر الزمالك بشكل سيء للغاية في ظل سوء مستوى خط وسط الفريق، بالإضافة إلى ابتعاد ستانلي ومصطفى فتحي عن مستواهما المعروف، ليظل باسم مرسي وحيداً في الهجوم دون خطورة على مرمى زهير لعروبي، لكن فجأة يظهر ستانلي، الذي كان أسوأ لاعب في المباراة، ليرتدي زي المحاربين، ويرواغ مرتضى فال مدافع الوداد بمهارة ويمر داخل منطقة الجزاء ويرسل كرة عرضية يقابلها باسم مرسي بصدره محرزاً هدف الزمالك الأول في الدقيقة 35. الزمالك قبل الهدف كان قريباً من الخروج، على الرغم من حاجة أصحاب الأرض لهدفين إضافيين، نظراً لهبوط معنوياتهم وحالة التوهان في الملعب، وعدم القدرة على الاحتفاظ بالكرة لأكثر من بضع ثواني، لكن تألق ستانلي المفاجئ كان له كلمة السر في عودة الروح للاعبي الأبيض، وبدأ الزمالك في تخفيف الضغط عن دفاعاته بنقل الكرة في منتصف الملعب والوصول إلى مرمى الوداد، ليمر ستانلي مرة أخرى بنفس الطريقة، ويرسل عرضية أخرى لكنه هذه المرة أرسلها في المكان الخاطئ ليمسك بها لعروبي.
هدف ثالث للوداد: الوداد بعد التخبط قليلاً عقب الهدف الذي دخل مرماه، عاد مرة أخرى إلى نمط لعبه الذي اتبعه طوال الشوط الأول بالاعتماد على الكرات العرضية، وعاد لاعبوا أصحاب الأرض للبحث عن إسماعيل الحداد في الملعب لتمرير الكرة له ومرة أخرى يظهر المتألق إسماعيل الحداد، أفضل لاعبي الشوط الأول، ليمر من إبراهيم صلاح، ويمرر كرة أرضية يقابلها جيبور بقدمه قبل وصول الدفاع وحارس الزمالك لها، ليحرز الهدف الثالث لأصحاب الرض في الدقيقة 45. الحكم أضاف ثلاث دقائق شهدت فرصة جديدة من جانب الحداد، لكنها خرجت بعيدة عن المرمى، لينتهي الشوط بهذه النتيجة.
الشوط الثاني .. تغييرات مبكرة في الجانبين: بدأ الزمالك الشوط الثاني بتغيير مبكر باشتراك محمود عبدالرازق شيكابالا بدلاً من مصطفى فتحي أسوأ لاعبي الشوط الأول، ليجري الوداد تغيير مبكر أيضاً باشتراك محمد أونجم بدلاً من شيكاتارا. وبالفعل في أول كرة لشيكابالا، أرسل كرة أمامية لباسم مرسي الذي مر بقوة وسدد كرة حولها الحارس إلى ركنية مرت بسلام، ليرد على الفور إسماعيل الحداد بمراوغة من الجانب الأيسر وتوغل داخل المنطقة ليمرر كرة أرضية اعترض الشناوي طريقها قبل وصولها إلى جيبور. ومثل الشوط الأول، انكمش الزمالك، وكأنما لم يتعلم من الدرس، ليباغته الوداد عندما قطع اوناجم الكرة من طارق حامد وأرسل كرة عرضية داخل المنطقة، ليواصل علي جبر علامات الإستفهام التي تحيط به، ليشاهد الكرة وهي تصل إلى فابريس أونداما الذي سدد كرة مباشرة في المرمى، وعلى الرغم من ضعفها إلا أنها سكنت الشباك في الدقيقة 57. الأعصاب بدأت تتوتر، وموقف الزمالك بدأ يتعقد أكثر، لتصل الكرة إلى إسماعيل الحداد في منتصف الملعب، ليسددها قوية، ترتطم بيد علي جبر ويحتسب الحكم ركلة جزاء ينفذها بنجاح أونداما محرزاً الهدف الخامس في الدققة 64.
ستانلي مرة أخرى: مؤمن سليمان أشرك أيمن حفني بدلاً من باسم مرسي، واستمر ضغط الوداد، في كافة أرجاء الملعب، وضاعت على الوداد فرصة التأهل عندما حادت تسديدة الحداد قليلاً عن المرمى الخالي، لترتطم بالقائم، وتخرج. ويكافئ حفني مدربه لإشراكه، ليراوغ الدفاع، ويمرر كرة بينية رائعة لستانلي، الذي واصل تألقه، وأكد كونه كلمة السر في المباراة، ليراوغ حفني بتمريرة بينية لستانلي الذي رواغ بمهارة، وهيأ الكرة لنفسه وسددها قوية تحتضن الشباك في الدقيقة 81، لينهي آمال أصحاب الأرض في خطف بطاقة التأهل من الفارس الأبيض. المباراة انتهت، والزمالك صعد لمواجهة صن داونز في المباراة النهائية بعد غياب 14 عام عن المشاركة في المباراة النهائية.