- أطباء يرفضون دخول حالات بدعوى عدم وجود أسرة فى العناية المركزة.. وآخرون يتسببون فى وفاة مصاب بنزيف بعد تركه أكثر من 4 ساعات دون تدخل يعانى مواطنو محافظة قنا من التردى الشديد فى الخدمة الصحية داخل المستشفى الجامعى الجديد، الذى يعد صرحا طبيا عملاقا حلم به الأهالى لسنوات طويلة، فى ظل نقص الكوادر الطبية والعديد من الأقسام الحيوية، فضلا عن استمرار حالات الإهمال وسوء الخدمة من العاملين تجاه المرضى. ما يشير إلى حجم الأزمة إحالة رئيس جامعة جنوب الوادى، الدكتور عباس منصور، 10 أطباء وعاملين فى مستشفى إلى النيابة العامة بتهمة التقصير والإهمال فى عملهم، ثم أحال طبيبا فى قسم النساء والولادة إلى النيابة وأوقفه عن العمل 3 أشهر بسبب رفضه تقديم الخدمة الطبية لممرضة عاملة فى المستشفى بعد تعرضها لنزيف حاد فى أثناء عملها. ويرى المواطن أحمد مبارك، تفاصيل رحلة معاناته فى داخل المستشفى، قائلا إن مشكلة حدثت بينه وبين طبيب فى قسم الطوارئ بسبب تأخره فى علاج ابنه المصاب فى حادث تصادم، فضلا عن سوء معاملة التمريض لهم، وحجز ابنه نحو 3 ساعات، بينما تم رفع قيمة تذاكر الزيارات من 5 إلى 10 و15 جنيها. ويضم المستشفى مبنيين أحدهما فى منطقة المعبر بوسط مدينة قنا، ويشمل العيادات الخارجية التى من خلالها يتم حجز المرضى، والآخر فى الكيلو 6 ويطلق عليه مستشفى قنا الجامعى الجديد، ومنذ أيام صدر قرار بتحويل العيادات الخارجية من مبنى وسط المدينة، إلى مبنى المستشفى الآخر، وهو ما تسبب فى حالة من الغضب بين الأهالى، نظرا لعدم وجود وسائل مواصلات كافية إلى الموقع الجديد، فضلا عن زيادة تأجرة الانتقال بالتاكسى إلى 50 جنيها. وقال طبيب فى مستشفى قنا العام رفض ذكر اسمه إن معظم الحالات التى يتم تحويلها إلى المستشفى الجامعى، يتم تحويلها مرة أخرى إلى مستشفيات أسيوط وسوهاج، فالأطباء بداخلها دائما يرفضون دخول الحالات بدعوى عدم وجود أسرة خالية فى قسم العناية المركزة، وهو ما يعرض حياة المرضى للخطر، حيث يستقبل المستشفى حالات الطوارئ يومى الأحد والثلاثاء فقط من كل أسبوع. وأوضح عضو المجلس المحلى السابق فى المحافظة، محمد الجبلاوى، أن أحد أقاربه يدعى أيمن كساب كان مصابا بنزيف فى البطن والمخ، وتركه الأطباء لأكثر من 4 ساعات دون تدخل حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، مشيرا إلى أن أطباء المستشفى وممرضيه كسروا فرحة أبناء قنا، الذين استقبلوا خبر افتتاحه بالزغاريد، بعدما وصل بهم الأمر إلى وفاة حالات بداخله، بسبب سوء التعامل والإهمال. وأشار الجبلاوى إلى أن العيادات الخاصة بالأطباء العاملين فى المستشفى الجامعى أصبحت باب الدخول الرسمى إلى المستشفى، حيث يدفع المرضى تكاليف الكشف فى هذه العيادات، بينما يجرى أصحابها الجراحات لهم فى المستشفى مستغلين توافر الأجهزة الطبية الحديثة. وناشد عضو المجلس المحلى السابق رئيس جامعة جنوب الوادى التدخل لحل الأزمة، وتحسين المنظومة الطبية فى المستشفى لخدمة أهالى المحافظة. وأشار عضو مجلس النواب، محمود عبدالسلام الضبع، إلى وجود نقص شديد فى الإنشاءات والأطباء والتمريض والعمالة داخل المستشفى، مع حاجتها إلى عدة مبانٍ ملحقة لخدمة المرضى الذين تتزايد أعدادهم بكثرة، حيث يشمل قسم الأورام 10 أسرة فقط لا تستوعب حجم الحالات. وأضاف الضبع أن نواب الصعيد طالبوا رئيس الوزراء المهندس شريف اسماعيل، فى أول لقاء رسمى معه، بسد العجز غير العادى فى الأقسام الدقيقة مثل جراحة القلب والمخ والأعصاب والشرايين والأوعية الدموية، مستدركا «لكن كل ذلك لا يمنع مسئولية القائمين على المستشفى، فنسبة الأداء لا تتعدى 40%، وهناك خلل واضح فى الإدارة». وأردف «نتلقى شكاوى يومية من الإهمال داخل المستشفى، وتقدمت بمذكرة لرئيس الوزراء لإنشاء مركز للكبد والجهاز الهضمى على مساحة 9 أفدنة فى شارع الأربعين بمدينة قنا وتمت الموافقة عليه، وعلى الحكومة توفير المخصصات المالية اللازمة لقطاع الصحة فى المحافظة، التى لا توجد غرفة عناية مركزة سوى فى المستشفى الجامعى، وهى لا تستوعب أعداد المرضى الذين يأتون من جميع المراكز».