أكاديمى أمريكى يواجه «زحام عمّان» بخريطة ل100 خط نقل

«معًا نصل النقل العام حقنا جميعًا» كان شعار حملة شعبية بالأردن، نجحت خلال عام فى توفير أول خريطة للمواصلات العامة فى الوطن العربى بالجهود غير الرسمية، وذلك بالتعاون مع «بيتر دامروش» المدرس الأمريكى الزائر بمركز التحليل الجغرافى التابع لجامعة هارفارد.
وخلال فترة تواجده بالعاصمة عمّان اعتاد «دامروش» على استخدام المواصلات العامة فى تنقله للعمل أو زيارة الأصدقاء، وحينما واجه صعوبة فى ذلك لغياب البيانات الرسمية عن مسارات خطوط المواصلات والمواقف هناك، أوجد طريقة لتعقب مساراتها باستخدام تقنية تحديد المواقع على هاتفه المحمول الذكى، واضعًا البيانات على «خرائط جوجل» فكانت تلك هى الخطوة الأولى.
ويقول الأكاديمى الأمريكى ل«الشروق»، إنه ساعد حملة «معا نصل» التى اعتمدت على مجموعة من المتطوعين لعمل قاعدة بيانات ل100 خط رئيس للمواصلات من باصات وكوسترات «وسائل نقل متوسطة» وسرفيس داخل العاصمة بنفس طريقته، ووضعت شركة خاصة تصميم خريطة المواصلات «خطوطنا» بالألوان، وتولت توزيعها فى الأماكن العامة، وعلى المواقع الإلكترونية، وأصبح لها تطبيقات على الهواتف الذكية، لتشجيع الركاب على استخدامها بدلا من المركبات الخاصة.
حرية الانتقال فى نظر «دامروش» تعتبر حقا فى غاية الأهمية، لأن الحق فى التعليم والصحة والغذاء وغيرها من الحقوق تعتمد على قدرة المواطن على الحركة داخل المدينة، موضحًا أن وسائل المواصلات العامة تعتبر الأرخص والأكثر انتشارا والأفضل للبيئة، وفى حالة تحسن خدماتها فإنها تعتبر أكثر فعالية فى نقل عدد ضخم من الناس فى أنحاء المدن الكبرى مثل القاهرة وعمان.
ويقول: «من واقع خبرتى فى الولايات المتحدة، فإنه من الصعب جدًا إدخال تحسينات على نظم النقل العام، دون وجود مجموعات منظمة مثل «معًا نصل» تعمل على الضغط على الحكومة عبر حشد المواطنين ووسائل الإعلام».
وبشأن رأيه فى مبادرة «مواصلة القاهرة» غير الرسمية فى إعداد خريطة مماثلة فى القاهرة وصف «دامروش» بالفكرة العظيمة، مشيرًا إلى أنها ستواجه صعوبات بسبب الاختلافات بين القاهرة وعمّان، فضلًا عن أن محاولة إحداث تغيير إلى الأفضل فى المواصلات العامة فى مدينة يعيش فيها الملايين من السكان مثل القاهرة يعتبر تحديًا كبيرًا، لكن العمل المتواصل حتى لو كان قليل سيحدث التقدم المطلوب، وتابع «من المهم إشراك الحكومة المصرية باعتبارها الطرف القوى فى تقديم هذه الخدمة، لكن لو لم يحدث هذا، فعلى المبادرات غير الرسمية أن تعمل على تقديمها».