دعا طارق النبراوي، نقيب المهندسين، مسؤولي التعليم العالي إلى عدم التوسع في افتتاح أقسام جديدة لكلية هندسة البترول في الكليات الحكومية أو الخاصة، بسبب تزايد أعداد العاطلين بين خريجي هندسة البترول لتصل إلى 57%. جاء ذلك خلال بيان صحفي أصدرته نقابة المهندسين اليوم عن تفاصيل ندوة استضافتها أمس، بعنوان: «تحديات المهنة ومشكلاتها في التسويق والتوظيف». وقال «النبراوي» إن النقابة تواصلت مع المجلس الأعلى للجامعات من أجل تقليل أعداد المقبولين في هندسة البترول، ولكنها فوجئت برغبة كبيرة في أغلب الكليات، خاصة في جامعات الصعيد، لإضافة قسم هندسة البترول بنظام الساعات المعتمدة، مضيفاً: "التعليم الهندسي في محنة والدولة تتساهل ولو استمر هذا الحال فالدولة مقبلة على كارثة". وأكد نقيب المهندسين، أن النقابة سترسل خطاب رسمي لوزير التعليم العالي ولرئيس قطاع التعليم الهندسي بنسبة العاطلين، وباحتياجات سوق العمل في قطاع البترول، داعيًا طلاب كليات الهندسة إلى الالتحاق بالتخصصات الهندسية التي يحتاجها سوق العمل مثل تخصصات مدني وميكانيكا واتصالات. وقال الدكتور مهندس فؤاد خلف، أستاذ هندسة البترول بجامعة القاهرة، إن عدد خريجي هندسة البترول الآن يتراوح بين 4 آلاف إلى 5 آلاف مهندس، منهم حوالي 1500 مهندس يعانون من البطالة. وتابع، خلال كلمته بالمؤتمر، أن أعداد خريجي هندسة البترول شهدت ارتفاعا كبيرا خلال السنوات الأخيرة بسبب الجامعات الخاصة، مضيفًا "متوسط خريجي هندسة البترول ظل في حدود 6 مهندسين سنويا خلال الفترة من 1947 حتى 1960، ومع ظهور الجامعات الخاصة قفز العدد إلى 328 خريجا سنويا طوال الفترة من 2000 إلى 2009، وواصل العدد ارتفاعه ليصل إلى 451 خريجا سنويا خلال الفترة من 2010 حتى 2016، ومتوقع أن يصل العدد إلى 495 خريجا عام 2017. وأضاف "المشكلة أن سوق العمل لا يستوعب سنويا إلا ما بين 180 و200 مهندس، وهو ما يعني أن نسبة البطالة بين خريجي الدفعات الأخيرة من مهندسي البترول ستتجاوز 60%"، مشيرًا إلى أن "زيادة أعداد خريجي هندسة البترول وقلة فرص العمل دفعت البعض إلى السقوط في ممارسات غير أخلاقية، وهناك من يدفع رشاوى تصل إلى 100 ألف جنية للفوز بوظيفة في قطاع البترول".