تطبيع سياسي ورفض شعبي ربما هي حالة الجدل القائمة في الساحة المصرية منذ توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، لتظهر بعدها الآراء المتباينة على الأصعدة كافة منها الرافض والمؤيد للتعامل مع الطرف الإسرائيلي، وأدت تلك المواقف لارتفاع شعبية البعض وانخفاض أسهم آخرين، وكان أبرزها ما صدر من لاعب المنتخب الوطني للجودو إسلام الشهابي بعد رفض مصافحة لاعب إسرائيلي في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 القائمة حاليا بالبرازيل، وقد أثار الأمر جدلًا واسعا في الرأي العام العالمي والمحلي. «الشروق» رصدت مشاهد مختلفة تعكس مواقف عدد من الشخصيات السياسية المصرية ولاعبين رياضيين فيما يخص أزمة التعامل مع الطرف الإسرائيلي في المحافل الدولية. - زيارة السادات للكنيست والمقاطعة العربية "وستندهش إسرائيل عندما أقول إليكم، إني مستعد أن أذهب إلى بيتهم الكنيست ذاته ومناقشتهم، وألتمس العذر لكل من استقبل قراري بالدهشة أو بالذهول".. بهذه الكلمات أعلن الرئيس الراحل محمد أنور السادات، استعداده للذهاب إلى تل أبيب في كلمته بمجلس النواب في نوفمبر 1977. أثارت تلك المبادرة من الرئيس الراحل جدلا واسعا ليس فقط على الصعيد المحلي وبين النخبة السياسية آنذاك، وإنما أيضا على الصعيد العربي والدولي، فقد رأىَ البعض أنها محاولة لإخراج مصر من المعادلة العربية بواسطة اتفاقية منفردة بين مصر وإسرائيل، تقضي بانسحاب القوات الإسرائيلية من شبه جزيرة سيناء وانسحبت السعودية وسوريا والأردن وفلسطين من مؤتمر مينا هاوس بالقاهرة المتعلق بحل القضية الفلسطينية على إثر الزيارة. - اشتباك عمرو موسى مع وزير خارجية إسرائيل وتتولى المواقف بين المسؤولين المصريين والإسرائيليين التي مثلت محطات في الشد والجذب بين الطرفين، ومنها المواجهة النادرة بين وزيري الخارجية المصري والإسرائيلي آنذاك عام 2000، عمرو موسى وشلومو بن عمي، حين قرر كلاهما نزع العباءة الرسمية والحديث بصراحة تامة. وبدأ الاشتباك بين الوزيرين عندما دافع عمرو موسى عن حقوق الشعب الفلسطينيين في الأراضي المحتلة منذ 5 يونيو 67، وقال لوزير الخارجية الإسرائيلي: "اعتقد أنك نسيت نقطة، النقطة هي أن شرق القدس والمناطق التي تحدث عنها السيد عرفات كلها تقع في الأراضي المحتلة عام 1967 وإذن هي تقع في إطار القرار 242 لذا هو لديه هذا الحق". - التحقيق مع هالة مصطفى بعد استقبال السفير الإسرائيلي لم تكن مواقف الشخصيات المصرية المؤثرة في الرأي العام سواء كانوا سياسيين أو يشغلون مناصب رسمية على وتيرة واحدة فيما يتعلق بوجهة نظرهم حيال المسؤولين في إسرائيل، فقد قررت نقابة الصحفيين في سبتمبر 2009 برئاسة النقيب الأسبق مكرم محمد أحمد، إحالة الدكتورة هالة مصطفى رئيس تحرير مجلة الديمقراطية بمؤسسة الأهرام، للتحقيق بسبب استقبالها السفير الإسرائيلي في مكتبها. وأدانت نقابة الصحفيين، في بيان لها تصرف هالة مصطفى قائلة إنها ارتكبت هذا الخطأ بالمخالفة لقرارات الجمعية العمومية بالنقابة التي تحظر التطبيع مع العدو الإسرائيلي، منبهة إلى أن هالة قامت بهذا الفعل دون علم مؤسسة الأهرام. - ضرب «عكاشة» بالحذاء بعد لقائه سفير إسرائيل الاعتراض الشعبي والسياسي على استقبال مسؤولين مصريين لوفود إسرائيلية أو العكس كان مشهدا مكررا خلال الآونة الأخيرة، ومنها تلقي توفيق عكاشة النائب البرلماني السابق لضربة حذاء من قبل النائب كمال أحمد علي خلفية لقائه السفير الإسرائيلي في القاهرة، والذي أثار حالة غضب واستياء شعبي وسياسي وقد عقد البرلمان المصري جلسة طارئة للنظر في الأمر أسفرت عن اسقاط عضوية النائب. أما نادر بكار المسؤول الإعلامي لحزب النور السلفي فقد تعرض لانتقادات لاذعة أيضا على خلفية لقائه بوزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني خلال تواجده بجامعة هارفارد الأمريكية للحصول على درجة الماجستير أبريل الماضي، وعلق حزب النور في بيانه التوضيحي ردا على هذه الانتقادات بأن كل نشاطات «بكار» كانت في إطار الجامعة والكلية التي يدرس بها، وبصفته طالبا كباقي الطلاب، وليس بصفة حزبية أو أي صفة أخرى، وحرصا على أن يقدم نموذجا مشرفا للشاب المصري الذي يحمل هم وطنه وقضايا أمته. الصراع السياسي انتقل إلى ملاعب الرياضة بعشرات المواقف التي اعتذرت فيها الفرق المصرية عن اللعب أمام الفرق الإسرائيلية أو اللاعبين المصريين الذين رفضوا مصافحة منافسيهم من الإسرائيليين. عام 2011 رفض لاعب الجودو رمضان درويش المصنف الثامن عالميا، مصافحة لاعب الجودو الإسرائيلي آريك زئيفي، في منافسات بطولة «جراند سلام» التي أقيمت في العاصمة الروسية موسكو، حين تمكن الاسرائيلي من التغلب على رمضان في ربع نهائي البطولة للرجال حتى وزن 100 كليو جرام، فغادر رمضان الحلبة رافضا العودة لمصافحة منافسه. ليعود «درويش» مرة أخرى ويكرر الموقف ذاته عام 2012 ومع نفس اللاعب، بعدما هزمه درويش في نهائي بطولة ألمانيا، ليرفع يده منتصرا ثم يغادر الحلبة مكررا المشهد نفسه. أما المرة الثالثة كانت عام 2015 في بطولة اللعبة بأذربيجان عندما رفض مصافحة غريمه الاسرائيلي. أما روان علي لاعبة التايكوندو المصرية فقد فضلت أن تغيب عن المباراة، حينما علمت أن منافستها هي سيفان فلستر لاعبة التايكوندو الاسرائيلية، لتنسحب من البساط وتخسر الدور ربع نهائي ببطولة كرواتيا المفتوحة للتايكوندو. في 2012، قرر منتخب مصر للهوكي مقاطعة اللعب ضد إسرائيل في بطولة العالم للهوكي التي أقيمت في أورجواي. وفي كرة القدم، تتعدد المواقف أيضا، ومنها خلال احترافه بفريق إندرلخت البلجيكي رفض أحمد حسن لاعب المنتخب المصري السابق المشاركة في المباراة التي أقيمت في إسرائيل بمسابقة كأس الاتحاد الأوروبي 2007 لمواجهة فريق هابويل تل أبيب. لاعب كرة القدم محمد صلاح، والمعار لفريق روما الايطالي، أيضا رفض مصافحة لاعبي فريق مكابي تل أبيب، أثناء احترافه في نادي بازل السويسري ومشاركته في المباراة التي أقيمت في إسرائيل.