أزمة بين الجمهوريين والديمقراطيين بسبب هجوم بنغازى

لجنة ب«النواب» الأمريكى تتهم أوباما بعرقلة التحقيقات فى الاعتداء.. وكلينتون والبيت الأبيض يهاجمان التقرير

اتهمت لجنة تحقيق بمجلس النواب الأمريكى الذى يهيمن عليه الجمهوريون، أمس الأول، فى تقريرها حول الهجوم على القنصلية الأمريكية فى بنغازى عام 2012، الإدارة الأمريكية بالسعى لعرقلة سير التحقيق من خلال تأخير أو حجب الشهود بشأن الهجوم الذى أودى بحياة السفير الأمريكى كريس ستيفنز، و3 أمريكيين آخرين.
وأوضحت صحيفة «جارديان» البريطانية أن التقرير المكون من 800 صفحة استغرق عامين لإعداده، بتكلفة 7 ملايين دولار، وشمل مقابلات مع أكثر من 80 شاهدا، كما أنه كشف عن تفاصيل جديدة حول ليلة الهجوم، وخلص إلى أن إدارة أوباما فشلت فى توقع إمكانية حدوثه».
كما انتقد التقرير بشدة إجراء تحقيق داخلى فى وزارة الخارجية بشأن الهجوم، ما سمح لمسئوليها، وعلى رأسهم هيلارى كلينتون، لاختيار من الذى سيحقق فى أعمالهم، كما اتهمت إدارة أوباما بالسعى إلى عرقلة سير التحقيق من خلال تأخير أو حجب الشهود والأدلة، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.
باراك اوباما

واتهم التقرير الجيش الأمريكى بالتراخى الشديد فى الاستجابة لنداءات الاستغاثة، مشيرا إلى أنه رغم تعليمات الرئيس أوباما ووزير الدفاع ليون بانيتا للإدارة الأمريكية بالتعامل الفورى مع الأزمة، لم يتم إرسال أى دعم لمدة 8 ساعات على الأقل منذ بدء الهجوم، وفقا لموقع هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى».
وكان متشددون قد هاجموا مقر القنصلية الأمريكية فى بنغازى والمبنى الملحق التابع لوكالة المخابرات المركزية (سى آى إيه) فى ليل 11 سبتمبر 2012، ما أسفر مقتل السفير كريس ستيفنز وثلاثة أمريكيين آخرين.
وقال رئيس لجنة التحقيق النائب الجمهورى، تراى جاودى، إن التقرير يشير إلى أن واشنطن كانت بطيئة فى إرسال مساعدة إلى الأمريكيين فى بنغازى بسبب هاجس إيذاء مشاعر الليبيين»، مضيفا أن شيئا لم يكن فى طريقه إلى ليبيا، فى الوقت الذى قتل فيه آخر اثنين أمريكيين من الضحايا، بعد ما يقرب من 8 ساعات من بدء الهجمات، وفقا لما نقلته صحيفة جارديان البريطانية.
من جانبها، قالت المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية 2016، هيلارى كلينتون خلال حملتها الانتخابية فى دنفر عاصمة ولاية كولورادو(غرب) إن «اللجنة أنفقت ملايين الدولارات من أموال دافعى الضرائب على التقرير الذى لم يقدم أى شىء جديد».
وكان منافسها الجمهورى دونالد ترامب قد استغل الحادث لتشويه سمعتها، قائلاً: فى خطاب ألقاه الأسبوع الماضى إن «قرارات كلينتون نشرت الموت والدمار والإرهاب فى كل مكان طالته يدها»، وذكر ترامب بأن «السفير الأمريكى فى ليبيا كريستوفر ستيفنز وطاقم القنصلية فى بنغازى قدموا مئات المناشدات طالبين المساعدة، لكن كلينتون رفضتها جميعها»، على حد قوله.
بدوره، اتهم البيت الأبيض فى بيان مقتضب الجمهوريون باتباع «نظريات المؤامرة»، مشيرا إلى أن لجنة التحقيق فى هجوم بنغازى استغرقت فترة أطول من نظيرتها فى هجمات 11 سبتمبر 2001 واللجان الخاصة بالنظر فى الهجوم على بيرل هاربور واغتيال الرئيس جون كينيدى وقضية إيران كونترا وفضيحة ووترجيت.