رئيس جامعة الأقصر يشهد انعقاد الاجتماع الأول لمجلس إدارة بروتوكول التعاون مع تجارة أسيوط    حجازي يوجه بتشكيل لجنة للتحقيق في ترويج إحدى المدارس الدولية لقيم وأخلاقيات مرفوضة    ننشر جداول امتحانات الفصل الدراسي الثاني لجميع المراحل في بني سويف    المصريون سحبوا 32.5 مليار جنيه من ماكينات البنك الأهلي عبر 13.6 مليون عملية    نشرة «المصري اليوم» من الإسكندرية: مقترح ببيع الفينو بالكيلو.. و11 غطاسًا يواصلون البحث عن جثمان غريق الساحل الشمالي    سيدتا البيت الأبيض «جيل وميلانيا».. نجمتا الحملات الرئاسية في الانتخابات الأمريكية 2024    رويترز: خلافات في لجنة مجلس الأمن بشأن حصول فلسطين على العضوية الكاملة    أخبار الأهلي: الخطيب يكلف محمد شوقي بمهمة خاصة في الأهلي    نوران جوهر تتوج بلقب «بلاك بول» للإسكواش    أخبار مصر اليوم.. عاصفة ترابية تضرب البلاد غدا.. وأسباب تطبيق خطة تخفيف الأحمال على المناطق السكنية    النيابة العامة تنشر فيديو مرافعتها في قضية حبيبة الشماع (فيديو)    هند عاكف تصل عزاء الراحلة شيرين سيف النصر بالحامدية الشاذلية    جونيور: لم أشعر بالغرور بعد نجاح «محارب».. ويكشف سبب عدم تجسيد السيرة الذاتية لجده    بالفيديو.. خالد الجندي: الأئمة والعلماء بذلوا مجهودا كبيرًا من أجل الدعوة في رمضان    إحالة 5 من العاملين بوحدة تزمنت الصحية في بني سويف للتحقيق لتغيبهم عن العمل    أنشيلوتى: لدى ثقة فى اللاعبين وسنكون الأبطال غدا أمام السيتى    محافظ دمياط تناقش استعدادات مدينة رأس البر لاستقبال شم النسيم وموسم صيف 2024    "من 4 إلى 9 سنين".. تعرف على سن التقدم للمدارس اليابانية والشروط الواجب توافرها (تفاصيل)    هانى سرى الدين: نحتاج وضع خطة ترويجية لتحسين المنتج العقاري ليكون قابلًا للتصدير    لجنة متابعة إجراءات عوامل الأمن والسلامة لحمامات السباحة تزور نادي كفر الشيخ الرياضي    وزارة النقل العراقية توضح حقيقة فيديو الكلاب الشاردة في مطار بغداد الدولي    من يحق له العلاج على نفقة الدولة وما طرق الحصول على الخدمة؟ وزارة الصحة تجيب (فيديو)    خبير تغذية يحذر من هذه العادات: تزيد الوزن "فيديو"    برلمانية: التصديق على قانون «رعاية المسنين» يؤكد اهتمام الرئيس بكل طوائف المجتمع    إصابة فني تكييف إثر سقوطه من علو بالعجوزة    ضبط 7300 عبوة ألعاب نارية في الفيوم    فوز العهد اللبناني على النهضة العماني بذهاب نهائي كأس الاتحاد الآسيوي    إسلام أسامة يحصد فضية بطولة العالم للسلاح للشباب (صور)    أحمد حسام ميدو يكشف عن أكثر شخصية جاذبة للستات    أفلام كان وإدفا في الإسكندرية للفيلم القصير.. القائمة الكاملة لمسابقات الدورة العاشرة    برلماني عن المثلية في المدارس الألمانية: "بعت للوزارة ومردتش عليا" (فيديو)    فانتازي يلا كورة.. دفاع إيفرتون يتسلح بجوديسون بارك في الجولة المزدوجة    بالشيكولاتة.. رئيس جامعة الأزهر يحفز العاملين بعد عودتهم من إجازة العيد.. صور    مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا يقدم استقالته للأمين العام    شولتس يعلن اتفاقه مع شي على التنسيق بشأن مؤتمر السلام الخاص بأوكرانيا    أوبل تستبدل كروس لاند بفرونتيرا الجديدة    الخميس.. "بأم عيني 1948" عرض فلسطيني في ضيافة الهناجر    عالم بالأوقاف: يوضح معني قول الله" كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ"؟    وزير الأوقاف يكرِّم شركاء النجاح من الأئمة والواعظات ومديري العموم    بعد انتهاء إجازة العيد.. مواعيد غلق المحلات والمطاعم والكافيهات 2024    بعد تحذيرات العاصفة الترابية..دعاء الرياح والعواصف    الحرية المصري يشيد بدور التحالف الوطني للعمل الأهلي في دعم المواطنين بغزة    وزير التعليم: مد سن الخدمة للمُعلمين| خاص    سلوفاكيا تعارض انضمام أوكرانيا لحلف الناتو    هل يجوز العلاج في درجة تأمينية أعلى؟.. ضوابط علاج المؤمن عليه في التأمينات الاجتماعية    توقعات برج الدلو في النصف الثاني من أبريل 2024: فرص غير متوقعة للحب    توفير 319.1 ألف فرصة عمل.. مدبولي يتابع المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر    طلبها «سائق أوبر» المتهم في قضية حبيبة الشماع.. ما هي البشعة وما حكمها الشرعي؟    ناقد رياضي يوضح أسباب هزيمة النادي الأهلى أمام الزمالك في مباراة القمة    مؤتمر كين: ندرك مدى خطورة أرسنال.. وتعلمنا دروس لقاء الذهاب    مستشار المفتي من سنغافورة: القيادة السياسية واجهت التحديات بحكمة وعقلانية.. ونصدر 1.5 مليون فتوى سنويا ب 12 لغة    بعد التحذير الرسمي من المضادات الحيوية.. ما مخاطر «الجائحة الصامتة»؟    بضربة شوية.. مقتل منجد في مشاجرة الجيران بسوهاج    المؤبد لمتهم و10 سنوات لآخر بتهمة الإتجار بالمخدرات ومقاومة السلطات بسوهاج    رئيس جهاز العبور يتفقد مشروع التغذية الكهربائية لعددٍ من الموزعات بالشيخ زايد    ميكنة الصيدليات.. "الرعاية الصحية" تعلن خارطة طريق عملها لعام 2024    «لا تتركوا منازلكم».. تحذير ل5 فئات من الخروج خلال ساعات بسبب الطقس السيئ    دعاء السفر قصير: اللهم أنت الصاحبُ في السفرِ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السفير محمد العرابى: إسرائيل تشعر براحة لم تشهدها من قبل.. والقضية الفلسطينية ضحية الربيع العربى

- دعوة السيسى لإعادة إحياء عملية السلام حركت المياه راكدة وأعاد الدور المصرى إلى الأذهان
- أرفض التصالح مع الإخوان وهم يعيشون بيننا ومطلوب «يسيبونا فى حالنا».. عهد قطر انتهى فى العالم العربى
- لا توجد آليات لتجنب الأزمات.. وهناك موهبة فى اختلاق المشكلات والفشل فى حلها
- البرلمان لم يأتِ لدعم الرئيس والحكومة ولكن لدعم الدولة المصرية
- انتقدنا مواقف كثيرة لوزارة الخارجية أهمها التعامل مع المصريين فى الخارج.. نظرة الاتهام من الجانب الإيطالى بأن جريمة ريجينى أمنية تتوارى
- دور حزب النور عظيم فى البرلمان ووثائق «تيران وصنافير» لم تصلنا حتى الآن
- نبحث اللقاء مع نواب بالمجلس التشريعى الفلسطينى فى «رام الله»
- حقوق الإنسان مطلب مصرى قبل أن يكون دوليًا
- استراتيجية الفوضى فى المنطقة العربية لم تتم.. ومصر كانت تسمى «الجائزة الكبرى»
كشف السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق ورئيس لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس النواب، أن اللجنة تبحث اللقاء مع نواب بالمجلس التشريعى الفلسطينى فى رام الله، لبحث سبل إحياء عملية السلام مع إسرائيل.
وقال العرابى خلال ندوته بجريدة «الشروق»، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى يضع القضية الفلسطينية على رأس أولوياته، وأن القضية أصبحت من ضحايا الربيع العربى، وتراجع الاهتمام بها بشكل كبير فى العالم كله، مشيرا إلى أن الدعوة لإعادة إحياء عملية السلام حرك مياه راكدة كانت موجودة، وأعاد الدور المصرى إلى الأذهان، كما لفت إلى أن وثائق «تيران وصنافير» لم تصل إلى البرلمان حتى الآن، فيما أكد أن الجزيرتين سعوديتان، وأعلن عن زيارة مرتقبة لإيطاليا تقوم بها لجنة الشئون الخارجية.
وإلى نص الحوار..
• بصفتك رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس النواب.. هل تشعرون كأعضاء بأن الحمل ثقيل خاصة أن الملفات الخارجية لمصر كبيرة فى ظل هذه الظروف؟
الحمل لم يكن ثقيلا، وأنا شخصيا تعودت على مثل هذه الأمور من خلال تقلدى حقيبة وزارة الخارجية المصرية فى وقت دقيق كانت تمر به مصر بعد ثورة 25 يناير، فعقب رحيل الدكتور نبيل العربى، الذى تقلد منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، ظللت أعمل فى فترة حكم المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وعملت مع الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء الأسبق، وكانت الأحداث وقتها متلاحقة والجبهات متعددة، وكان الجهد أكبر وتطلب السفر إلى كثير من دول العالم بحكم طبيعة المرحلة السياسية، التى مرت بها مصر بعد اندلاع الثورة، لذلك كنت معتادا على تولى المناصب فى الفترات العصيبة، ورئاسة اللجنة لم تشكل عبئا لى على الإطلاق.
كما أن المجموعة التى نعتمد عليها فى لجنة العلاقات الخارجية بها شباب وأحزاب من أطياف مختلفة، ومع ذلك نشعر بأننا على وفاق تام، وفريق منسجم، وأعتقد أن هذه اللجنة قادرة على تحمل الفترة المقبلة بكل ما تتضمنه من صعاب ومراحل عصيبة فى تاريخ مصر.
وقد قمنا بتقسيم جدول أعمالنا إلى 4 محاور للعمل عليها كلجنة، الأول هو التواصل مع وزارة الخارجية ووزارة الهجرة، باعتبارهما الوزارتين المتصلين بعمل مباشر مع لجنة العلاقات الخارجية، والثانى: التواصل مع اللجان التى أصبحت على خط التماس مع لجنتنا مثل الشئون العربية والشئون الأفريقية والدفاع والأمن القومى وحقوق الإنسان والسياحة.
أما الثالث فعلى رأسه التواصل مع مؤسسات المجتمع المدنى، ومراكز الفكر والأبحاث وكذلك التواصل مع الجامعات المصرية بمختلف أنواعها سواء كانت حكومية أو غير ذلك، بينما المحور الرابع، يعتمد بالدرجة الأولى على التحركات الخارجية وهو بالطبع أساس عمل اللجنة.
• هناك اتهام للجنة بأنها غير مستقلة وتتبنى الخط الحكومى؟
لا أتفق مع هذا الرأى.. سبق وانتقدت اللجنة موقفين لوزارة الخارجية، لكى نؤكد أننا نتسم بقدر كبير من الحيادية والعقلانية. الأول تعلق ببصمة الحج، عندما وقعت مجموعة من المصريين، العام الماضى، فى براثن بعض الشركات، وهم مقيمون فى السعودية، وأقنعتهم باستخراج تأشيرات الحج لهم، وعندما دخل هؤلاء المصريون إلى مكة، وقاموا بهذه البصمة تم اتخاذ قرار ضدهم بالترحيل نتيجة أن هذا الأمر مخالف للقانون، وعلى إثر هذا الأمر انتقدنا موقف الخارجية وذكرنا بأن الحديث عن رعاية المصريين فى الخارج من الواضح أنه حديث لتزيين الأخبار فى الصحف، فيما يقول الواقع: إن هناك 30 ألف مصرى فى السعودية لم يجدوا من يسأل عنهم.
الأمر الثانى الذى انتقدنا فيه وزارة الخارجية، يتعلق بمؤسسة «فريدريش ناومان» الألمانية، عندما ذكرنا أن غياب المعايير أمام هذه المؤسسات عندما تعمل فى مصر يؤدى فى نهاية المطاف إلى وقوع الأخطاء، لأننا نقوم باستقدامهم، ونجعلهم يعملون بدون آلية عمل أو معايير واضحة، وبعد ذلك تحدث أزمات ومشاكل فنقوم بتسريحهم، وأصدرنا بيانا ذكرنا فيه أن موضوع «فريدريتش نومان» الألمانية ليس بالأهمية التى تجعله يؤثر على العلاقات المصرية الألمانية، وبالتالى لا يوجد داعٍ لأن نختلق مشاكل وأزمات ونسعى من بعد ذلك لحلها.
• هل هناك آليات لتجنب تلك الأزمات؟
للأسف لا، ولكن البعض فى مصر موهوب فى اختلاق المشكلات، ومن ثم يلاحقنا الفشل فى حلها، وقد ترددت أحاديث كثيرة عن أن لجنة العلاقات الخارجية ومجلس النواب، جاء للاتفاق مع رؤية الحكومة والدولة، فضلاً عن أن هناك أعضاء فى البرلمان الحالى توقعوا فى السابق أن المجلس سوف سيتم حله من قبل بدايته، ولكن البرلمان صامد وسوف يعمل بجد، وفى النهاية سنقول رأينا كلجنة، بالإضافة إلى أن كل عضو من أعضاء المجلس لديه رؤية وخبرة، ومصر فى أمس الحاجة فى مثل هذا التوقيت للاستفادة من تلك الخبرات، ونحن لسنا ضد أن تعمل تلك المؤسسات الأجنبية فى إطار القانون، وتخبر الدولة بالمشاريع التى تنتوى القيام بها، ولكن يبدو أن هناك حاجزا موجودا بين هذه الشركات والمنظمات من خلال رؤية غير واضحة مع الدولة المصرية؛ لأنه لا يوجد أى وضوح فيما يتعلق بالمطلوب منهم، وما هى المعايير، التى يعملون وفقا لها، ولذلك نطالب بأن يكون هناك قانون جديد مختص بالتعامل مع المنظمات غير الحكومية الدولية.
• هل هناك مشكلة مع نشاط منظمات المجتمع المدنى أم أن المشكلة فى مبدأ وجودها؟
نشاط المنظمات غير مألوف للمجتمع، فهى إحدى الأذرع السياسية للأحزاب فى دولها، ومن المؤكد أنها تكتب تقارير عن مصر فيما يخص قوانين التظاهر مثلا، وكل ما يهم الشأن الداخلى، وبالنسبة لنا هذه التصرفات غير طبيعية، فهى تقوم بمثل عمل السفارات.
لقد عملت فى سفارات دول عديدة وكنا نكتب تقارير عن الشأن الداخلى لأى دولة، ولكننا كمصريين لدينا حساسية زائدة من فكرة تناول المنظمات غير الرسمية لأوضاعنا، كما أن ثقافتنا المجتمعية لا تقبل ذلك، فمثلاً الطالب الإيطالى جوليو ريجينى حذرته الجالية الإيطالية كثيرا من احتكاكه بالباعة الجائلين، وعمل وحوارات زائدة معهم، لأنهم يعرفون أن هذه التصرفات غريبة على المصريين، ولكن بشكل عام الأمر يحتاج إلى وضوح من كلا الجانبين من خلال وجود بروتوكول واضح للعمل، وإلا لا تسمح لهم بالدخول والعمل دون تصاريح، ومثل هذه الجهات ينتابك تجاهها الشك، ولكن هناك دولاً لا توجد لديها نية للمساس بأوضاعك الداخلية مثل ألمانيا مثلاً.
• هل هناك مؤامرة فعلية على مصر؟
من المؤكد، فمصر كانت تسمى فى وقت ما «الجائزة الكبرى»، ولكنها ليست مؤامرة بالمعنى العام، لكنك جزء من استراتيجية لم تتم، ومحاولات اتمامها ستظل مستمرة، ولكن مع تغيير فى أساليب الضغط على مصر، ولكننى أرفض فكرة العيش تحت نظرية الظلم وأننا مظلومون من الجميع «أنا محبش أكون مظلوم».
• ماذا تقصد ب«استراتيجية لم تتم»؟
استراتيجية الفوضى فى المنطقة لم تتم، كان هناك تفكير أن المنطقة تدخل فى مرحلة فوضى، ومن ثم تمكين الإسلام السياسى فى الحكم، وما زالت هذه الفكرة لها أصداؤها، بدليل أننا دائما نسأل عن المصالحة مع الإخوان وتمكينهم ولكن لا توجد مصالحة، الإخوان لهم تأثير قوى خارجى لأنهم اتبعوا أساليب لم نستخدمها من خلال الجيل الثانى والثالث من أبنائهم الذين سافروا وخاطبوا المجتمعات باللغة التى يفهمونها.
• ما النواقص أو الثغرات فى الدبلوماسية المصرية؟
أى منصف لن يستطع تجاهل أن الدبلوماسية المصرية قامت بأداء رفيع خلال العامين ونصف الماضيين، حيث تعاملت خلال الأحداث الماضية بحكمة ورؤية واتزان، وفتحت محاور استراتيجية كبيرة جدا، ولكن وقت وقوع الخطأ وظهور التقصير نحتاج من الدولة أن توضح لنا وجهة نظرها، ونعرض أفكارنا، ودى وظيفتنا كبرلمانيين، وكلجنة علاقات خارجية.
لا أستطيع أن أجزم بأنه لا توجد ثغرات فى العلاقات الخارجية والدبلوماسبة، ولكن فى الفترة الماضية كنا نمهد الأرض، وأخيرا انتقلنا لفكرة المبادرة، ولابد أن يكون العمل الدبلوماسى المصرى مؤثرا عن دول أخرى هشة، مثل الصومال مثلا ليس لها تأثير خارجى، ومن المؤكد كدبلوماسية مصرية أنك استغرقت تلك الفترة الماضية فى ترتيب البيت من الداخل، وبالتالى دبلوماسيتك كانت أيضا تعتمد على ترتيب علاقتك بالخارج، وفتح قنوات استراتيجية جديدة، ونجحنا فى ذلك.
أعتقد أن خلال المرحلة المقبلة سنصل إلى مرحلة التأثير فى المحيط الإقليمى الذى نعيش فيه، وكذلك فى مجريات الأمور فى العالم، ومن أوائل القضايا التى يمكن أن يظهر فيها التأثير المصرى ما ورد فى خطاب الرئيس السيسى أثناء زيارته لأسيوط الأخيرة بخصوص الدعوة لإعادة إحياء عملية السلام، وتفسيرى لتوقيت هذه الدعوة، أنه كان ينظم البيت داخليا، وبالتوازى كان يفتح مجالات استراتيجية للخارج مع روسيا وفرنسا وإيطاليا وأمريكا، ومع الشرق الأوسط، وأفريقيا والدول العربية، وأصبحت فى مرحلة الرسوخ على الأرض داخليا أو خارجيا .
• لماذا تقوم مصر الآن بإعادة طرح إحياء عملية السلام.. وما كواليس هذا الأمر؟
لم أفاجأ.. الرئيس يضع القضية الفلسطينية منذ توليه على رأس الأولويات، ومن المؤكد أنها من ضحايا الربيع العربى، وتراجعت بشكل كبير فى الإقليم أو العالم العربى أو العالم كله، والوزير سامح شكرى كان يتكلم عنها باعتبارها من المواضيع المهمة جدا لمصر، وما زلنا نتحرك فيها بقوة.
هناك تنسيق كامل مع حركة «فتح» والإبقاء على شعرة معاوية مع«حماس»، التى بات بينها وبين المصريين حاجزا نفسيا بعد اتهام عناصر منها فى قضية اغتيال النائب العام السابق هشام بركات.
كما أن المنطقة العربية نسيت القضية الفلسطينية الفترة الماضية، وأعتقد أن الدعوة لإعادة إحياء عملية السلام حرك مياه راكدة كانت موجودة، وأعاد الدور المصرى إلى الأذهان، وبالذات أنه كان قد تراجع نتيجة تدخلات من بعض الأطراف الأخرى، ومصر عندما تشترك فى أى عملية سلام مستقبلية يكون لها طعم ومذاق مختلف.
بالنسبة للكواليس، فإسرائيل تشعر براحة استراتيجية لم تشهدها منذ إنشائها، وحتى الآن والعالم العربى يفتقد بعضه البعض، وإسرائيل تجلس فى مقعد المتفرج تشاهد الجيوش العربية، التى تتساقط والأوضاع المضطربة فى ليبيا وسوريا والعراق، وبالتالى ليست لديه أى ضرورة ملحة، حتى إنه أطلق يده فى الاستيطان، وهذا أعطاه قوة.
• لماذا تقبل إسرائيل بالتسوية فى الوقت الذى تفككت فيه كثير من البلاد العربية؟
ترحيب إسرائيل بحديث الرئيس شىء، والواقع على الأرض أمر آخر، نحن نعلم أن المفاوض الإسرائيلى من أشرس المفاوضين، أنا عملت فى إسرائيل 4 سنوات، ولدى علم بالمفاوض الإسرائيلى وهو نفسه طويل جدا، ولديه قدرة على«تمييع» الأمور.
أمر إحياء السلام لا يعنى أننا أصبحنا فى مرحلة وردية، أنت ستظل تواجه عديد من المشكلات أهمها مشكلة انقسام فتح وحماس والموقف العربى، ومشكلة المرجعيات والإرادة السياسية الإسرائيلية، إضافة إلى أن أمريكا منشغلة بالانتخابات، ولن تهتم بالدخول فى مفاوضات سلام مرهقة مقبلة، لكن التوقيت مفيد فى أمر آخر، أنه يتزامن مع اقتراب موعد القمة العربية، واقتراب الإدارة الأمريكية الجديدة عند استلام مهام الحكم، حيث ينتظر منها الكثيرون دورا فى عملية إحياء السلام.
إسرائيل تتبع سياسة القضمات، والمجال جيد حاليا بالنسبة لها لتحسين علاقاتها مع مصر، هى ترى ذلك؛ لأن العلاقات الرسمية، ليست دافئة كما وصفها الرئيس، «لم يرغب فى أن يصفها بأنها باردة»، لكنها بالفعل ليست دافئة، وعلى الأرض يوجد تغيير حاد، لقد عاصرت مفاوضات كامب ديفيد وكنت أعلم حجم الجهد الذى بذل فى عملية تقسيم سيناء عسكريا إلى ثلاث مناطق (أ، وب، وج)، لكن حاليا سيناء تحت سيطرتك الكاملة عسكريا، وبها قوات ثقيلة، وهو تطور مهم جدا، ولا أرى حلا قريبا للقضية، وعملية السلام مثل «واحد راكب عجلة وإذا ما بدلتش هاتقع»، وبالتالى نحن بحاجة لجهد لدفعها للأمام.
• هل ستدخل السعودية على الخط، خاصة مع موافقة الحكومة على إعادة ترسيم الحدود المصرية السعودية؟
لست من أنصار أن السعودية أصبحت طرفا فى القضية الفلسطينية بسبب موضوع تيران وصنافير، وإعادة ترسيم الحدود لن تجعل السعودية تتدخل فى أزمة أو تسبب أزمة.
• ما دور البرلمان فى مسألة إعادة إحياء السلام؟
لجنة العلاقات الخارجية تبحث عقد لقاء مشترك فى رام الله بالضفة الغربية بحضور نواب فى المجلس التشريعى الفلسطينى مع برلمانيين مصريين، ولدى فكرة قابلة للمناقشة والطرح مع السلطات المصرية والفلسطينية قبل تنفيذها، أو أخذ خطوات جدية فيها، فجهود التفاوض لها أطراف عدة معنية بالأمر سواء حركة فتح، أو حماس فى قطاع غزة، وبالطبع الجانب الإسرائيلى، وفكرة الجلسة أنها تتضمن البرلمانيين المصريين كشريك أساسى فى دعوة الرئيس، وكذلك مجموعة من نواب المجلس التشريعى الفسطينى، لكى نتحدث عن جهود التفاوض وإحياء عملية السلام، ولكن هذه الفكرة لا تزال مجرد طرح فى عقلى، وكان من المخطط زيارة مجموعة من البرلمانيين المصريين إلى المجلس التشريعى الفلسطينى فى رام الله، منذ أكثر من شهرين لكن نظرا للظروف وزخم الأحداث التى مر بها مجلس النواب تأجلت.
• بعد حديث الرئيس عن إحياء عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينين.. هل تتوقع زيارته إلى الكنيست الإسرائيلى أسوة بالسادات؟
لا.. ما زال الوضع غير مهيأ والرئيس يحسب خطواته.
• ما الطرق التى تستطيع من خلالها لجنة العلاقات الخارجية تصحيح صورة الوضع الداخلى وإقناع الأطراف الخارجية بالعدول عن انتقاد مصر، بعد أزمات مثل «ريجينى وروسيا»؟
البرلمان يتمتع بالمصداقية ويعمل فى إطار ديمقراطى وليس شكليا، ولم نأتِ لدعم الرئيس والحكومة، ولكن لدعم الدولة المصرية وحدث ذلك من خلال شواهد ومواقف كثيرة، ولكن للأسف لدينا مشكلة بشأن السفر للدول الخارجية.
النواب يحتاجون لتدريب على ذلك، ولا نريد أن ندخل فى خندق البيروقراطية، من يستحق السفر للخارج من عدمه، وهناك خطة تحرك للجنة للسفر للخارج، وستكون أول زيارة إلى دولة ايطاليا، وليس فقط لبحث أزمة ريجينى. وأود الإشارة إلى أن التحقيق فى هذه الأزمة يسير بعيدا عن مسار العلاقات بين البلدين، ونطالب بإجلاء الحقيقة فيها سريعا، وأرى أن نظرة الاتهام بأن الجريمة أمنية تتوارى، كما أنهم قاموا بتغيير السفير الإيطالى فى مصر، وعينوا سفيرا آخر، وهذه خطوة فى الاتجاه لبناء العلاقة.
• ماذا ستقدم اللجنة فيما وصف ب«انتهاكات» تمارس ضد المصريين فى الخارج؟
تحدثنا مع وزيرىّ الخارجية والهجرة، ونحن فى اللجنة كان لدينا تخوف أن يتحول الأمر لظاهرة بعد تكرار الحوادث تباعا، لكن أعتقد أنه انتفت صفة الظاهرة عن هذه الأحداث، واللجنة بالتعاون مع لجان أخرى، لن نقفز على نتائج التحقيقات بدون دلائل حقيقة، ولا نريد أن نتاجر بتلك القضايا فى إطار سياسى.
• وتكرار مسلسل حوادث اختطاف مصريين فى ليبيا؟
المصريون هدف سهل لثلاثة أنواع من السلطات فى ليبيا، الحكومية لأن بعضهم مهاجرون غير شرعيين، وعصابات التهريب، والمتطرفون مثل «داعش»، ولا تستطيع التداخل معهم، ولا توجد سلطة مركزية نستطيع التحدث معها.
• البعض ينادى بإجراء مصالحة مع جماعة الإخوان؟
أرفض المصالحة مع الإخوان، وهم حاليا يراجعون أنفسهم، ونريد أن يفعلوا ذلك عن قناعة ويطبقونها على أرض الواقع بنية خالصة، وهم يعيشون معنا بالفعل، والمطلوب أنهم «يسيبونا فى حالنا، ويبعدوا عن السياسية».
• وما رأيك فى الحديث عن دعم بعض الدول للإخوان؟
خارجيا لا توجد دول داعمة للإخوان، فالعالم كله يأتى إلى مصر، وعندما تتحدث بعض الدول الخارجية عن الإخوان فى جلساتنا تكون على استحياء وما مصيرهم وليس أكثر، وجميع العالم اعترف بالمسار الذى اختارناه ولا حيد فيه، و«اللى عاوز يركب معانا القطر أهلا بيه بشروطنا مش بشروطه»، وهذه السياسة الاستراتيجية للدولة. انتهى عهد قطر فى العالم العربى، منذ انتخاب أحمد أبوالغيط أمين عام جامعة الدول العربية، والدول العربية وقفت واختارت شخصا غير الذى اختارته قطر وهذا معناه أنها إلى زوال.
• لكن هناك انتقادات دولية بين الحين والآخر تتهم مصر بانتهاك حقوق الإنسان؟
حقوق الإنسان مطلب مصرى قبل أن يكون دوليا، وأنا ضد أى انتهاك لحقوق الإنسان، وأى محاولات لاختراق مبادئ حقوق الإنسان لا يمكن السكوت عليها، وهناك أخطاء تتعالج لكن لن تنهار الدولة.
• هل تسىء أحكام الإعدام الجماعية لصورة مصر خارجيا؟
هذا ما نواجهه فى الدول الخارجية، ويكون أول سؤال موجه لنا عن الأحكام الجماعية، ولا نريد أن نعلق على أحكام القضاء، ولكنها تسىء لنا بالفعل، والرئيس السيسى فى مؤتمر مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل شرح فيه آلية حكم الإعدام، والبعض يعتقد فى الخارج أننا «معلقين المشانق»، وكان لها تأثير كبير على نجاح زيارته لألمانيا.
• كيف تُقيم أداء حزب النور فى البرلمان؟
دور عظيم، وأرتاح معهم جدا، ومشاركتهم فى اللجنة جيدة.
• كيف رأيت أحكام الحبس فترات تتراوح بين عامين و5 أعوام على 151 شابا بسبب قضية الجزيرتين تيران وصنافير؟
الحكم الذى صدر ليس من أجل الجزيرتين، ولكن بسبب مخالفتهم لقانون التظاهر، وسيتم تعديله داخل مجلس النواب، وتأخير التعديل بسبب القوانين الكثيرة التى يراجعها البرلمان.
• هل وصلت وثائق تيران وصنافير إلى البرلمان؟
لم تصل حتى الآن، ووزير الشئون القانونية مجدى العجاتى صرح بأنها خلال 10 أيام، وسنتعامل مع الأمر بشكل علمى وليس عاطفى، مفيش حاجه محسومة، هيكون فى جلسات استماع ومناقشة، ونحن نعبر عن نبض الشارع المصرى، ولابد التفرقة بين نقطة التنازل أو إعادة الأرض، وخلال دراستى للقانون الدولى فإن تيران وصنافير سعوديتان، واللجنة التى ستشكل ستحسم هذا الجدل، وإذا كانت إعادة أرض لا تحتاج إلى استفتاء.
• كيف ستتعاملون مع حل أزمة السياحة وعودتها مرة أخرى بشكل جيد لمصر؟
السياحة صناعة جاهزة للتدوير، ولكنها تحتاج إلى قدر من الأمن والتفهم، من الدول الأجنبية، وتحديدا روسيا، التى تأخرت فى عودة السياحة لمصر، وأرى أن هناك مغالاة فى تقدير موقفها، وغير قادر على تفسير ذلك.
• متى يعود بث جلسات البرلمان؟
لم نحدد حتى الآن، وأنا مع عودة بث الجلسات، ووقعت على طلب بعودته، ولكن هناك نوابا يرفضون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.