قال عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة «الشروق»، إن وزارة الداخلية دخلت في صراع مفتوح وصدام مجاني مع كل الصحفيين، بما فيها عدد كبير من المواطنين المؤيدين للشرطة والحكومة والرئيس عبدالفتاح السيسي، لافتا إلى أن "الحكومة هي من سيدفع هذا الثمن الباهظ"، على حد قوله. وأضاف حسين خلال لقائه في برنامج «صباح أون»، المذاع على قناة «أون تي في»، اليوم الإثنين، أن "وزارة الداخلية لم تتعامل بشكل سياسي في عدد من القضايا والأزمات خلال الفترة الماضية ولذلك كانت الخسائر فادحة وكارثية، وأبرز مثال على ذلك الأزمة التي حدثت في مستشفى المطرية في شهر فبراير الماضي، حيث لم تسرع الشرطة في إحالة أمناء الشرطة المعتدين على أطباء المستشفى إلى النيابة حتى ترسل رسالة أنها لا تتستر على أحد، فكانت النتيجة تنظيم الكثير من الأطباء لوقفات احتجاجية للمطالبة بأشياء عديدة تخطت أزمة المستشفى لتتجاوز مطالب بتغيير سياسة وزارة الصحة كلها". وقال: "أتمنى أن يتم اتخاذ قرار سريع باحتواء أزمة نقابة الصحفيين، حتى لا تتطور ونصل إلى موقف لا يُحمد عقباه". وتابع: "أزمات أمناء مستشفى المطرية وجزيرتي تيران وصنافير ونقابة الصحفيين تكشف عن كوارث تتعلق بطريقة إدارة وإخراج العديد من القضايا المهمة. نحن نتحدث عن الأسلوب ولم نصل إلى المضمون الذي يحتاج بدورة لنقاش أكثر عمقا"، متسائلا: "لماذا الإصرار على هذه الطريقة؟.. لو أنفق الإخوان المسلمين وأعداء الحكومة المليارات للإضرار بسمعة الحكومة والشرطة، لما نجحوا في الإضرار بها بقدر ما فعلت وزارة الداخلية نفسها في حادث الأمس". وأوضح رئيس تحرير جريدة «الشروق»، أن "جهود الحكومة في إنجاز عدد من الإنشاءات والمشروعات، يتم هدرها ونسيانها بسبب أمور صغيرة لا يتم إخراجها بشكل صحيح"، مضيفًا: "الصحفيون ليس على رؤسهم ريشة، والمطالبة بعدم حبسهم تكون في قضايا النشر فقط، وهذا لصالح المجتمع كله، حتى يتمكن من توفير معلومات سليمة وكاملة للرأي العام، ويستطيع المسؤول اتخاذ القرار الصحيح". وأشار إلى تأثير هذه الأزمة على صورة مصر عالميًا، قائلا: "ما سيصل إلى الرأي العام العالمي أن الشرطة المصرية اقتحمت نقابة الصحفيين دون أي تفاصيل أو ملا بسات أخرى، والحكومة المصرية ستأخذ وقتًا لتصحيح الصورة وأشك أنها ستتمكن من ذلك". واستكمل: "أخشى أن تكون هناك محاولات لكسر نقابة الصحفيين، خاصة بعد تظاهرات يوم 25 إبريل، ولكن التاريخ يثبت أنه لا أحد استهدف النقابة وانتصر، فهي منبر للحريات ولكل المصريين، كما أنها رمز يدافع عن كل المواطنين بما فيهم رجال الشرطة الذين يضحون بحياتهم من أجلنا". يُذكر أن، نقابة الصحفيين قد أصدرت بيانًا، صباح اليوم الإثنين، أدانت فيه اقتحام قوات الأمن لها والقبض على الصحفيين عمرو بدر ومحمود السقا، مؤكدة أنها "واقعة مشينة وعار لا يمكن التخلص منه إلا بإقالة وزير الداخلية". من جانبها، ردت الوزارة على اتهامها باقتحام نقابة الصحفيين، ببيان رسمي يؤكد صدور أمر ضبط وإحضار بشأن هذين الصحفيان، مؤكدة أنهما سلما نفسيهما عند توجه الأمن للنقابة.
