مع بداية الستينيات، وانتشار المصانع داخل حى حلوان، حدث نوع من الزحف العمرانى من العمال إلى حلوان، وبدأت صفوة المجتمع فى هذه الضاحية فى الرحيل، كما جاء على لسان على بيومى، خبير تقييم عقارى. يقول بيومى إن الخريطة السكانية للمنطقة ظلت فى هذا التحول، ليصبح أغلب سكان حلوان من عمال المصانع، بعد أن كانت مقصد باشاوات القرن الماضى، وصفوة المجتمع، إلا أن احتكار عمال المصانع للضاحية البعيدة لم يدم طويلا. «مع بداية الثمانينيات، تم تركيب فلاتر على المصانع، بدأ يظهر نوع جديد من الإسكان يستهدف إسكان الطبقة فوق المتوسطة». وجود المصانع حرم ملاك الأراضى والعقارات فى حلوان لسنوات من التمتع بالثراء السريع، الذى يحصل عليه أقرانهم من ملاك الأراضى فى المعادى، والتى تبعد عن ضاحية حلوان بضعة من الكيلومترات، «وظلت أسعار الأراضى فى حلوان أقل من مثيلاتها على النيل فى كورنيش المعادى، بسبب وجود المصانع»، كما يقول على بيومى. ليست المصانع فقط هى السبب فى عدم صعود أسعار العقارات، فى رأى عزة محمد، ربة منزل. «المعروف عن حلوان أنها منطقة معزولة، تقل فيها وسائل المواصلات، إلا من مترو الأنفاق، الذى يلعب دور وسيلة المواصلات الحيوية والأساسية، وإذا تعطل يصعب على سكان حلوان الانتقال منها». المترو يحدد السعر «أسعار العقارات فى حلوان ارتفعت بنسب كبيرة منذ ما يقرب من 10 سنوات، مع زيادة حركة العمران، وانتشار سلاسل المحلات الشهيرة، والتوسع فى بيع السيارات الخاصة بالتقسيط من خلال البنوك، مما سهل على شريحة كبيرة من المواطنين من السكن فى حلوان»، كما تقول عزة. تقول عزة أيضا إن أسعار الشقق والعقارات تزداد فى الشوارع القريبة من محطات المترو، بصفة خاصة، وتقل تبعا مع البعد عن المترو، وتصل أسعار الشقق فى الأبراج القريبة من محطة مترو حلوان إلى 200 ألف جنيه، للشقق ذات التشطيب اللوكس، وبحيث لا يقل سعر المتر عن 6 آلاف جنيه، وتقل أسعار الشقق كلما زادت المسافة إلى محطات المترو، أو كانت فى شوارع داخلية بجوار المترو. يتراوح سعر المتر للوحدة السكنية غير المشطبة ما بين 1500 إلى 1800 جنيه للمتر، فى منطقة مثل وادى حوف، بينما ترتفع أسعار العقارات بشكل أكبر فى الشوارع الرئيسية المجاورة لمحطة حلوان، والتى تشهد حركة بناء كبيرة لأبراج على أنقاض الفيللات التى تم هدمها. المعادى أغلى ورغم ارتفاع أسعار العقارات مؤخرا، من وجه نظر عزة، يقول بيومى إن أسعار العقارات فى حلوان تقل عن أسعارها فى المعادى، فعلى سبيل المثال فإن سعر المتر فى قطع الأراضى الكبيرة على كورنيش المعادى يتراوح بين 25 و35 ألف جنيه للمتر، إلا أن هذه الأسعار تقل كثيرا بالنسبة لأراضى كورنيش حلوان، حيث تتراوح أسعار المتر ما بين 10 و15 ألفا على الأكثر، بالنسبة للمساحات الكبيرة. وتنخفض أسعار العقارات فى حلوان فى أماكن عرب غنيم، وعزبة الوالدة، والصف، حيث تبدأ أسعار الشقق التمليك فى هذه المناطق من 5 آلاف جنيه. وبالنسبة لأسعار الإيجار الجديد يبدأ فى حلوان من 650 جنيها للشقة. وشهدت حلوان خلال الثلاث سنوات الماضية طفرة فى أسعار العقارات، حيث كانت أسعار الشقق التمليك فى المناطق القريبة من محطات المترو فى الشوارع الرئيسية تبدأ من 160 ألفا على الأكثر، كما أن أسعار الشقق التمليك فى الأماكن المنخفضة كانت لا تزيد على 30 ألف جنيه على الأكثر. المرحلة المقبلة «انتقال المصانع من حلوان، سيؤدى إلى توفير مواقع أراضٍ متميزة» طبقا لبيومى. يقول على بيومى إن انتقال المصانع فى الغالب سيؤدى إلى وجود تخطيط عمرانى جديد للمنطقة، وغالبا ستخصص منطقة الكورنيش للإسكان السوبر لوكس، يليها المستويات الأقل، كلما امتدت المساحات العمرانية للداخل. ويبدو انتقال المصانع من حلوان لن يؤثر على أسعار العقارات فى الوقت الحالى، حيث إن انتقال هذه المصانع لن يتم إلا بعد مرور 15 سنة، كما جاء فى قرار النقل، وبالتالى فإن أى تغير ايجابى من نقل المصانع لن يشعر به سكانها، الذين اعتادوا التعايش مع غبار الأسمنت.