أكد مؤتمر العمل العربي، في دورته ال43 المنعقدة بالقاهرة، في يومه الأول الأحد، أن مشكلة البطالة أحد أهم المخاطر التي تواجه الوطن العربي، معتبرا أنها سببا في الاضطرابات التي تعرضت لها الدول العربية تحت مسمى «الربيع العربي»، وأنه لا بديل عن الحوار المجتمعي بين أطراف الإنتاج من حكومات وعمال وأصحاب أعمال لتوفير فرص عمل للشباب، وتشجيع المشروعات الصغيرة. من جانبه، قال محمد سعفان وزير القوى العاملة، إن ارتفاع معدلات البطالة والفقر في البلاد العربية تعد رافدا من أهم روافد الإرهاب، ويدفع بشبابنا إلى اليأس ويجعلهم لقمة سائغة لدعاة التخريب والفوضى، الذين يحملون في صدورهم حقداً وبغضا لأي إنجاز يتحقق في مسارات الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وأضاف سعفان، خلال كلمته بالمؤتمر الذي تستمر فعالياته حتى 17 أبريل الجاري، أن ما يشعرنا بالقلق على مستقبل هذه الأمة التغيرات المتلاحقة في أوضاع سوق العمل، وتداعيات ذلك على أمن وسلامة المجتمعات العربية، خاصة مع زيادة معدلات البطالة وكساد الأسواق العربية، مؤكدا ضرورة عمل مراجعة وتقييم حقيقي لمعطياتها وذلك لتعظيم إيجابياتها والعمل على تفادي سلبياتها. وتابع: "الحكومة المصرية وضعت على رأس برنامج عملها الوطني قضايا التشغيل ومحاصرة البطالة وتحقيق العدالة الاجتماعية والتواصل والتعاون العربي، وفتح أسواق عالمية جديدة". ونقل الوزير إلى الحضور تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي، راعي المؤتمر، مؤكدا حرصة دائماً على رعاية وخدمة كل ما يحقق النفع للأمة العربية ، ويعزز التضامن بين شعوبها ودولها ، وتمنياته بأن يكون هذا المؤتمر لبنة البناء والانطلاق الإيجابي لعمل منظمة العمل العربية في مجال اختصاصها، ولتعزيز أفاق التعاون والتكامل بينها وسائر منظومة العمل العربي المشترك. وقال فايز المطيري المدير العام لمنظمة العمل العربية، إن بعض من الدول العربية أنهكتها الاضرابات والاضطرابات، واستطاعت تجاوز أزمتها إلى العمل والإنتاج والتنمية، بينما عانت بعضها من شح فرص العمل وخاصة بين الشباب. وأضاف المطيري، أن أحد الأزمات الرئيسية التي أشعلت فتيل القلق والإضطراب في العالم العربي، هي البطالة، واليوم في لقائنا هذا نناقش سبل حل هذه المشكلة والخروج برؤية حقيقية من أطراف العمل الثلاثة من حكومات وعمال وأصحاب أعمال للعمل والإنتاجية والتنمية. وتابع: "مع تزايد نسبة البطالة وضعف الحماية الإجتماعية والنزوح الجماعي وعدم الاستقرار الأمني في الوطن العربي، عانى الشباب العربي من ضعف التشغيل والبطالة"، مشددًا على ضرورة إعادة النظر في توجهات الدول العربية لإيجاد نموذج تنموي جديد والنظر إلى الإنتاج في إطار التكامل العربي الذي يلبي احتياجات الشباب للعمل اللائق. واختص المدير العام للمنظمة، الشعب الفلسطيني في كلمته بدعوة جميع المسئولين العرب لتوفير جهودهم وتقديم الدعم اللازم لدفع عجلة التنمية في فلسطين وتوفير عمل كريم للشباب الفلسطيني فوق أرضه الحر المستقل. وقال وزير التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية بدولة قطر عيسى بن سعد الجبالي، إن انعقاد الدورة ال43 لمؤتمر العمل العربي يأتي في ظل تغيرات اقتصادية وسياسية عربيًا ودوليًا تستلزم - أكثر من أي وقت مضى - مضاعفة الجهد للعمل العربي المشترك لمواجهة كافة التحديات التنموية خاصة تلك المتعلقة بالقضاء على الفقر وقضايا الضمان الاجتماعي وتوفير فرص عمل للشباب. وأضاف الجبالي، خلال كلمته بالمؤتمر المنعقد بأحد فنادق القاهرة، أن دور منظمة العمل العربية يتمثل في معالجة التحديات التي تواجه الشباب العربي من بينها البطالة وتفعيل سوق العمل لاستيعاب العاطلين ومشاريع صغير مدرة للدخل ودورات تدريبية لهم. وتابع أن تقرير المدير العام لمنظمة العمل العربية تحت عنوان «التحديات التنموية وتطلعات منظمة العمل العربية»، يأتي في مقدمته جدول أعمال المؤتمر لتحقيق طموح وتطلقات شعوبنا في حياة كريمة وفرص عمل لائقة، متابعًا أن جدول الأعمال يتطلب أيضًا بحثًا حول دور الاقتصاد الاجتماعي في زيادة فرص التشغيل لتكامل الأفكار لخدمة قضايا العمل والعمال. في الشأن ذاته، أكد وزير العمل السعودي مفرج الحقباني رئيس مجلس إدارة منظمة العمل العربية، سعي المنظمة لتضفير جهد الدول العربية في كل الأمور التي من شأنها توحيد الصف العربي، مشيرا إلى حرص المنظمة على دعم الشعب الفلسطيني حتي يحصل علي حقه، مطالبا وفود الدول العربية المشاركة لدراسة وتفعيل اتفاق لدعم الشباب الفلسطيني وتحديد برنامج من شأنه النهوض به وتوفير حياة كريمة له. وطالب الأمين العام المساعد لجامعة العمل العربية محمد إبراهيم التويجري، رجال الأعمال بالاستثمار ببلادهم والاستفادة من الخبرات الوطنية الكبيرة، مؤكدا أن المنظمة دورها تنسيقي بين أطراف العمل الثلاثة لتحقيق التوازن بينهم، متابعًا: "ليس من الصحيح القول بأننا نسعى للقضاء على الفقر ولكن يمكن التقليل منه أو الحد منه، من خلال التعاون مع رجال الأعمال، لخلق الوظائف".