ألتراس (Ultras) هي كلمة لاتينية تعني الشيئ الفائق أو الزائد، وهي فئة من مشجعي الفرق الرياضية والمعروفة بانتمائها وولائها الشديد لفرقها وتتواجد بشكل أكبر بين محبي الرياضة في أوروبا وأمريكا الجنوبية. أول فرقة ألتراس تم تكوينها عام 1940 بالبرازيل وعرفت باسم "Torcida" ، ثم انتقلت الظاهرة إلى أوروبا وبالضبط إلى يوغوسلافيا ثم كرواتيا وبالتحديد جمهور "Hajduk Split" والذي كان أول من أدخل هذا النوع، وتميل هذه المجموعات إلى استخدام الألعاب النارية أو "الشماريخ" كما يطلق عليها في دول شمال إفريقيا، وأيضا القيام بالغناء وترديد الهتافات الحماسية لدعم فرقهم، كما يقومون بتوجيه الرسائل إلى اللاعبين، وتقوم هذه المجموعات بعمل دخلات خاصة في المباريات الهامة، وكل ذلك يضفي بهجة وحماس على المباريات الرياضية وخاصة في كرة القدم. على نفس نمط الألتراس الأوروبية بدأت تتشكل مجموعات فى بعض الفرق المصرية تسمي نفسها الألتراس وكانت البداية في النادي الأهلي وبالتحديد في شهر فبراير 2007 ثم تشكلت أيضا ألتراس زملكاوي في إبريل من نفس السنة. وبدأت فكرة إنشاء الألتراس فى مصر بين مجموعة من الأصدقاء الذين ينتمون لتشجيع الأهلي حيث كانوا يشاهدون كليبات وصور للألتراس العالمى ويحلمون باليوم الذى يصبح فى مصر مثل مايحدث فى العالم وقرروا أن تكون البداية لأول دخلة في تاريخ مصر عن طريقهم, وفي مارس 2007 اكتمل تصميم أول بانر للألتراس الأهلاوى, وكان أول ظهور للألتراس فى المدرجات بظهور البانر لأول مرة في مباراة الأهلى وإنبي في الدوري العام ويومها حدثت مشكلة كبيرة مع الأمن بسبب هذا البانر ورفضوا أن يتم تعليقه ولكن فى النهاية نجح الألتراس الأهلاوي فى تعليقه بعد مشادات كبيرة, وفي مايو من نفس العام قام ألتراس الأهلي بالاعتراض على تصرفات إدارة النادي فى طرح تذاكر مباراة المئوية مع برشلونة وتم رفع لافتات سوداء اعتراضية فى أول عشر دقائق من مباراة بتروجيت فى الكأس. وكانت أولى دخلات الألتراس فى أغسطس 2007 فى مباراة الأهلي وحرس الحدود بالدوري على ستاد المكس, ومن مبادىء الألتراس الأهلاوي: _ الولاء التام للنادي الأهلي والوقوف بجانبه فى جميع المواقف . _ حضور أكبر عدد من مباريات الفريق الداخلية والخارجية . _ تشجيع الفريق طوال فترة المباراة دون انقطاع . _ الولاء التام لجروب ألتراس أهلاوي . _ تمويل الجروب تمويلا ذاتيا عن طريق المنتجات ومايدفعه الأعضاء شهريا . _ عدم التعامل الأمنى _ إنكار الذات حيث إن البطل هو الجروب وليس الأفراد مهما كان تأثيرهم . مواقف ألتراس أهلاوى السياسية : كان لألتراس الأهلي مواقف سياسية كثيرة نظرا لما تعرض له الجروب من قمع شديد على يد رجال الداخلية عامة وقوات الأمن المركزي خاصة ممادفعهم لضرورة المشاركة السياسية سواء أثناء ثورة 25 يناير أو مابعد الثورة فى أحداث الهجوم على مبنى أمن الدولة, أو فى أحداث ماسبيرو فى أكتوبر الماضي, أو أحداث شارع محمد محمود والمواجهات المباشرة بينهم وبين قوات الشرطة, وأخيرا فى أحداث مجلس الوزراء وذلك للمطالبة بحقهم وحق الشعب دون الانتماء إلى أي تيار سياسي أو ديني, وقد قاموا بتأليف عدد من الأغاني التي يعبروا بها عن غضبهم من تصرفات رجال الداخلية منها أغنية "حرية" وأغنية "ياغراب يامعشش" وكان نتيجة ذلك أن حدثت مناوشات بين الألتراس وبين رجال الشرطة فى كثير من المباريات أشهرها ماحدث فى مباراة الأهلي وكيما أسوان فى سبتمبر الماضي فى كأس مصر واعتقلت الشرطة وقتها عدد كبير من مشجعى الألتراس يتراوح أعمارهم مابين "16 إلى 20 عاما" وطالبت جماهير الألتراس وقتها إدارة الأهلي بالإسراع فى اتخاذ الإجراءات للدفاع عن المقبوض عليهم والإفراج عنه, وبعد أن أُفرٍج عنهم هدأت الأجواء بين الألتراس والشرطة ولكن ظلت هناك فجوة وضغينة بين الطرفين إلى الآن . نبذة عن ألتراس زملكاوي : تأسس ألتراس زملكاوي "الوايت نايتس" في إبريل 2007 ولُقب بالفرسان البيضاء كما لُقب بالأخوة فى الدم, ويتكون شعار الرابطة من ثلاث وحدات رئيسية بتكاملها تصنع معنى أكبر وأعمق لكل وحدة منفردة وهما: _ الإطار الخارجي لشعار النادي وقد تم وضعه فى الخلفية ليدل على الكيان الذي يدافع عنه الوايت نايتس . _ خوذة محارب وهو يمثل جماهير الزمالك الملقبة بالفرسان البيضاء وقد تم وضعه فى المقدمة ليوحي أن جماهير الزمالك هى خط الدفاع الأول عن النادي . _ سيف مقبضه أول حرف اختصار اسم المجموعة ليكون سيفا مسلطا على أعداء الزمالك . وقد اشتهر الألتراس الزملكاوي بمؤازرته للزمالك في كل الأوقات وفي أحلك الظروف واستمر في مساندته للفريق رغم استمرار الإخفاقات, وكان للمجموعة دور كبير في التعبير عن مشاعر الغضب والاستياء بأساليب مختلفة وأشهرها لافتة كُتب عليها (فقدتم الرجولة.. فقدتم تعاطفنا) وذلك للاعتراض على أداء اللاعبين وقمع الأمن. مواقف ألتراس زملكاوي السياسية : كان لألتراس الوايت نايتس دورا سياسيا هاما ومشاركة فعالة مثل نظيره الأهلاوي والسبب أيضا كان قمع رجال الأمن مما دفعهم إلى الثورة للمطالبة بحقوقهم كمواطنين مصريين وكمشجعين لنادي مصري فكان لهم دورا عظيما فى ثورة 25 يناير وقد استطاعوا أن يكونوا يدا واحدة مع ألتراس الأهلي رغم مابينهم من خلافات ومشاغبات على مستوى التشجيع ولكن نداء الوطن كان فوق كل اعتبار. وبعد تنحي مبارك احتفلا معا بالثورة فكانت كل رابطة تغني أغانى المجموعة الأخرى فى مظهر حضاري جميل وقد شاركوا أيضا فى أحداث شارع محمد محمود وكانوا درعا قويا للثوار ونظموا الكثير من المسيرات منددين فيها بالحكم العسكري للمدنيين, وشاركوا فى أحداث مجلس الوزراء فى ديسمبر الماضي, وقاموا بتأليف عدد من الأغاني معبرين بها عن غضبهم تجاه تصرفات رجال الداخلية ومن أشهر الدخلات التى قام بها الوايت نايتس دخلة مباراة الزمالك الأخيرة مع الداخلية وذلك بأن لبس جمهور الوايت نايتس أقنعة فانديتا فى إشارة واضحة عن تضامنهم مع شباب الثورة وعلى ضورة استكمال الثورة . ولكن هل سيتذكر الألتراس روح وأخلاق الميدان أم سيعود مرة أخرى لمهاتراته وشغبه وسبه للفرق المنافسة ؟؟ *