"احذر من طريق الإسماعيلية" فيبدو أنه يتصيد نجوم كرة القدم، لتُكتب عليه آخر صفحات حياتهم، ويكون المحطة الأخيرة لهم في الحياة بتقدير من الله سبحانه وتعالى. تابعت جماهير كرة القدم المصرية خلال الأيام الماضية باهتمام كبير الحادث المؤلم الذي تعرضت له حافلة فريق وادي دجلة على طريق الإسماعيلية بعد خوض مباراة ودية مع الدراويش هناك استعدادا لانطلاق الموسم الجديد. البلجيكي والتر ميوس المدير الفني لفريق وادي دجلة ولكن يبدو أن القدر شاء أن يبدأ الموسم الجديد بفاجعة كبيرة على طريق الإسماعيلية "طريق الموت" حيث اصطدمت حافلة وادي دجلة بسيارة نقل كانت متوقفة على جانب الطريق. وأسفر هذا الحادث المروع عن وفاة "خالد محمد" عامل غرف خلع الملابس بالفريق، وإصابة البلجيكي "والتر ميوس" المدير الفني للفريق بكسر في العمود الفقري سيُجبره على إنهاء مسيرته التدريبية، بالإضافة لإصابات طفيفة تعرض لها عدد من لاعبي وإداريي الفريق. هذا الحادث المروع ليس الحادث الأول الذي يتعرض له لاعبون على طريق الإسماعيلية، فهو يعيد للأذهان حوادث مؤلمة ومروعة وقعت على هذا الطريق وراح ضحيتها نجوم في عالم كرة القدم المصرية. وحاول Shootha.com أن يرصد بعض من هذه الحوادث التي تألمت لها الجماهير المصرية. الراحل محمد حازم نجم الدراويش مع محمود الخطيب الراحل "محمد حازم" نجم الإسماعيلي في الثمانينات، الذي ولد في عام 1960، وانضم للدراويش منذ عام 1971، وشارك مع الفريق الأول لأول مرة في 17 سبتمبر 1977 بالسويس ثم لعب أمام الترسانة وفاز الإسماعيلى 2-1 وسجل حازم الهدف الأول. ونجح "حازم" في التتويج بلقب هداف الدوري الممتاز موسمي 85 و86 برصيد 11 هدفا. وجاء يوم 11 نوفمبر 1986 ليكتب الفصل الأخير في حياة الراحل وهو في قمة تألقه مع الجيل الذهبي للدراويش، كان هذا اليوم هو آخر مباراة يلعبها "حازم" مع الفريق أمام المحلة وانتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، ليستقل بعدها اللاعب سيارته ويركب معه "محمود جابر" المدير الفني الحالي للدراويش، وعلى أغا حارس المرمى، وكان "جابر" يجلس في الأمام بجوار حازم ولكن طلب منه على أغا أن يركب في الأمام لأنه طويل القامة فركب محمود جابر في الخلف مع فاروق حسنين منظم الأبواب بالنادي. وفي الطريق فوجئ حازم بسيارة كبيرة بمقطورة تقف على يمين الطريق بدون إضاءة، وحاول أن يتفاداها فوجد نفسه سيدخل في جزيرة الرمال فارتد مرة أخرى، واختلت عجلة القيادة وانقلبت السيارة إلى الجهة اليسرى أكثر من أربع مرات وتنتقل إلى الجانب الآخر من الطريق، وكانها عائدة إلى الإسماعيلية وقد اندفع خارجها بقوة الصدمة حازم وعلى أغا وطار منظم الأبواب من الباب الخلفي بينما ظل في السيارة محمود جابر متشبثا بالمقعد الأمامي بقوة فنجا من الموت بأعجوبة. وعلى بعد 10 أمتار خلف السيارة المهشمة كان يرقد "محمد حازم" غارقا في بركة من الدماء وقد فارق الحياة، وكذلك "على أغا" حارس مرمى الفريق الذي فارق الحياة بعدها بأيام قليلة في مستشفى المقاولون العرب. الراحل "محمد حسين مرسي" الشهير برضا نجم الدراويش في الستينات لم تكن هذه هي الحادثة الأولى التي يتعرض لها لاعبو الإسماعيلي فمن قبلهم ودع "محمد حسين مرسي" الشهير برضا نجم الدراويش في الستينات ففي يوم 24 سبتمبر 1965 لعب رضا مع الإسماعيلى في مباراة تكريم رأفت عطية والتي اشترك فيها "ستانلى ماتيوز" ساحر الكرة الإنجليزية في ذلك الوقت، وقدم رضا فاصلا من أجمل فنون الكرة وأحرز هدف للإسماعيلي وانتهت المباراة 1- 1. ويسافر "رضا" بعدها للإسكندرية وفي طريق العودة للإسماعيلية يوم الثلاثاء الحزين 28/9/1965، انحرفت سيارة نقل جهته فانقلبت سيارة رضا وفتح الباب الملاصق له فطار في الهواء، وتم نقله للمستشفى ولكن روحه الطاهرة صعدت إلى بارئها على إثر ارتجاج في المخ، ويومها خرجت الإسماعيلية عن بكرة أبيها تحمل نعشه على الأعناق كما حملته وهتفت له عند النصر في المباريات. حافلة فريق وادي دجلة بعد الحادث وتدخلت العناية الإلهية لتُنقذ كلا من "حسام حسن" المدير الفني السابق للدراويش و"وليد بدر" إداري الفريق و"عماد المندوه" مدرب الحراس، بعد أن اصطدمت السيارة التي كان يقودها العميد يوم 13 سبتمبر الماضي بسيارة نقل من الخلف على طريق القاهرةالإسماعيلية الصحراوي قرب مدخل "الإسماعيلية". وجاء حادث حافلة وادي دجلة ليُذكرنا بهذه الحوادث الأليمة التي راح ضحيتها بعض نجوم كرة القدم المصرية عبر التاريخ، وندعو الله أن تكون هذه آخر الأحزان. *