بوابة شموس نيوز – خاص الأندلس هى نلك البقعة التى فتحها طارق بن زياد بامر من الخليفة الاموى الوليد بن عبد الملك بعد ان عبر المضيق الذى يعرف الان باسمه والتى تقع الطرف الغربي من أوروبا، وتشمل الآن ما يسمى أسبانيا والبرتغال، ويفصلها عن قارة أفريقيا مضيق جبل طارق. …….. استمر التاريخ الاسلامى للأندلس من عام 91ه / 711م عندما تمكن عبد الرحمن الداخل من تاسيس الخلافة الامويه فى الاندلس بعد ان فرهاربا من بطش العباسيين حتى سقوط غرناطة 897ه/ 1492م وهي الفترة التي امتدت نحو ثمانية قرون. ….. تكونت خلال تلك الفترة عدة ممالك نتيجة للحروب اهلية طاحنه بين الأمراء الأمويين الذين تنازعوا الخلافة فيما بينهم، ومن اشهرهذه الممالك {- طليطلة… قُرْطُبَة… شَذُوْنَة … مُرْسِيَة… إِشْبِيْلِيَة … مَالَقَة … غَرْنَاطة } وغيرها …. أما مملكة غرناطة والمسماة أيضا بإمارة غرناطة (630 ه – 897 ه / 1233 – 1492م)، فهى إمارة اسلامية تأسّست على يد ابن الأحمر سنة 1238 بعد معركة العقاب وسقوط دولة الموحدين ، بعد عدة صدامات مع الأسبان تمتعت غرناطه باقتصاد مزدهر بفضل موقعها الجغرافي المتميز، الذى مكنها من الدفاع عن نفسها، كما سمح لها بالحفاظ على علاقات تجارية بينها و بين الممالك المسيحية في شبه الجزيرة الايبيرية و مسلمي المغرب تميزت غرناطة بجماله فقد كانت أجمل مدن العالم بشوارعها النظيفة وميادينها الرائعة وحدائقها الغنّاء، ومبانيها وقصورها الجميله لعله من ابرزها قصر الحمراء الذى كان عالما مغلقا على نفسه، كما اشتهرت مساجدها باستخدام الرخام، وتجميل صحونها بحدائق الفاكهة، وإقامة المآذن منفصلة عن المساجد . كثر في غرناطة إنشاء المدارس ومعاهد العلم، وارتقت الصناعات والفنون، فازدهرت صناعة السفن والأنسجة والورق، والفخار والذهب، وصناعة الحلي، وتطورت صناعة الأسلحة، فظهرت المدافع والبنادق دب الضعف في أوصال دولة الإسلام في الأندلس، فانقض عليها ملوك قشتاله: "فرديناند الخامس" و"إيزابيلا"، وحاصرا بقواتهما غرناطة حصارا شديدا، وقاما بتكليف ثلاثين الف رجل بتدمير الحقول التي تمد غرناطة بالغذاء ليكتسحوها. فأتلفت الطواحين ومخازن الغلال ودور الفلاحين والكروم وغياض الزيتون والبرتقال. كما حاصر القشتاليون ملقا لمنعها من ارسال المؤن فاضطر سكانها لتناول كل ما تقع عليه أيديهم من الخيل والكلاب والقطط، وكانوا يموتون بالمئات من الجوع أو المرض. وأرغمها فرديناند على أن تسلم بلا قيد ولا شرط، حتى تستسلم المدينة .. ….. في ظل هذه المحنة القاسية راى أبو عبد الله محمد" سلطان غرناطة وبعض وزرائه ضرورة التسليم؛ حفاظا على الأرواح . واضطر الى التفاوض فى سرية خشية ثورة أهالي غرناطة، وحتى تحقق غايتها المرجوة , وانتهى الفريقان إلى وضع معاهدة للتسليم، وافق عليها الملكان في 21 من المحرم 897ه= 25 نوفمبر 1491 بشروط محتواها : ان يسمح لأهل غرناطة أن يحتفظوا بمالهم ولغتهم وزيهم ودينهم وشعائرهم…… ولهم أن يحتكموا إلى شريعتهم وقضائهم …..ولا تفرض عليهم ضرائب إلا بعد ثلاث سنوات …. وان يؤخذ منهم ما كان يجبيه الحكام المسلمون ….وللمسلمين حق الهجرة من المدينة إذا شاءوا، ويجب أن توفر وسائل المواصلات لمن يرغب في العبور إلى إفريقية الإسلامية. … وفي الوقت الذي كانت تجري فيه مفاوضات التسليم، عُقدت معاهدة سرية أخرى، مُنح فيها أبو عبد الله وأفراد أسرته ووزراؤه منحًا خاصة بين ضياع وأموال نقدية. وما إن تسربت أنباء المعاهدة السرية حتى عمّ الحزن ربوع غرناطة، واكتست الكآبة نفوس الناس، واشتعل الناس غضبا مما حققه السلطان وخاصته من مغانم ومكاسب .و سرت بين الناس الدعوة إلى الدفاع عن المدينة مما اضطر السلطان أبو عبد الله محمد" الى تسليم المدينه قبل موعدها المحدد ، وخشي السلطان من تفاقم الأحوال وإفلات الأمر من بين يديه، فاتفق مع ملك قشتالة على تسليم المدينة قبل الموعد المحدد وركب مع أقاربه وفرسانه الخمسين، متجها الى إمارته الجبلية الصغيرة التي كان عليه أن يحكمها تابعاً لقشتالة . ….. وفي هذا اليوم استعد الجيش القشتالي لدخول المدينة، وأطلقت المدافع في قصر الحمراء طلقاتها إيذانا بالاستعداد للتسليم، وارتفع فوق البرج الاعلى لهذا القصرصليبا فضيًا كبيرًا، كان يحمله الملك "فرديناند" خلال معاركه مع المسلمين. وأعلن المنادي بصوت قوي من فوق البرج أنّ غرناطة أصبحت تابعة للملكين الكاثوليكيين. …. وباستيلاء القشتاليين على غرناطة طُويت آخر صفحة من تاريخ دولة المسلمين في الأندلس، وقُضي على الحضارة الأندلسية الباهرة وآدابها وعلومها وفنونها. …… وكم من الأعين امتلأت دموعا وحسرة على مجد كان ثم زال في الأندلس اميمه حسين