يستعرض تجارب عالمية في تطبيق سياسات السعادة * العدالة والتعليم يحققان السعادة في الدول الاسكندنافية * الدنماركيون يدفعون أعلى الضرائب وهم الأكثر سعادة في العالم * البرامج الترفيهية في جنوبأستراليا مثال يحتذى به في العالم دبي، 10 فبراير 2018– استعرضت الدورة الثانية للحوار العالمي للسعادة أبرز التجارب العالمية في تحقيق السعادة والارتقاء بجودة الحياة. واستضاف الحوار ضمن محور "تجارب عالمية في سياسات السعادة وجودة الحياة"، كلا من معالي ألكسندر ستاب نائب رئيس بنك الاستثمار الأوروبي، رئيس وزراء جمهورية فنلندا الأسبق، ومايك ويكينغ، رئيس معهد بحوث السعادة في الدنمارك، وغابرييل كيلي، مديرة مركز جودة الحياة والمرونة في معهد جنوبأستراليا للصحة والبحوث الطبية. الدول الاسكندنافية وفي جلسة بعنوان "ما هو سر السعادة في الدول الاسكندنافية؟"، تحدث معالي ألكسندر ستاب نائب رئيس بنك الاستثمار الأوروبي، رئيس وزراء جمهورية فنلندا الأسبق، عن دور السياسات التي اعتمدها العمل الحكومي في الدول الإسكندنافية لتحقيق مؤشرات متميزة في مجال السعادة. وتحدث ستاب عن السعادة انطلاقاً من ثلاث نقاط رئيسية هي السعادة الفردية، والسعادة في الدول الاسكندنافية، وكيف سيكون شكل السعادة في المستقبل. فعلى صعيد السعادة الفردية، أكّد ستاب على ضرورة الاهتمام بثلاثة عناصر لتحقيق السعادة على مستوى الفرد، ألا وهي العقل والجسد والعلاقات الاجتماعية، مشيراً إلى أهمية أن يكون العقل متفتحاً وفضولياً لتعلم أشياء جديدة كل يوم والاستماع إلى الغير، وأن يُمنح الجسد الراحة والنوم اللازمين وتناول الأطعمة الصحية، وأن يتم تكوين علاقات اجتماعية وعلاقات صداقة دائمة من شأنها أن تعزز مستويات سعادة الأفراد. أما على صعيد السعادة في الدول الاسكندنافية، فقال ستاب إن هذه الدول تؤكد على أهمية إحقاق الحرية والعدالة الاجتماعية وتوفير منظومة تعليمية ذات جودة عالية، منوهاً بأن الحكومات بإمكانها أن تدفع الجهود قدماً لتحقيق السعادة، ومؤكداً كذلك بأن الدول الاسكندنافية ليست كاملة بحال من الأحوال، لكن ما يميزها هو السعي الدائم لجعل السعادة واقعاً ملموساً. وبالنسبة إلى شكل السعادة في المستقبل، أشار ستاب إلى أننا نعيش عصر الثورة التكنولوجية وبروز تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات وتقنيات الواقع الافتراضي والمعزز. لكن الخطر المتمثل من هذه التقنيات، بحسب ستاب، يكمن في إمكانية تجرد الأفراد من مشاعر الإنسانية والحب والعطف، فضلاً عن بروز العديد من المشاكل الأخلاقية مثل طرق جمع البيانات، والمعلومات الهائلة التي تملكها الآلات عن البشر. وفي هذا السياق، قدّم ستاب عدة نصائح لتعزيز السعادة والتخلص من سيطرة التقنيات ووسائل التواصل الاجتماعي على حياة الأفراد، مثل النوم لثماني ساعات والعمل لثماني ساعات وقضاء أوقات قيّمة مع أفراد العائلة والأصدقاء لثماني ساعات، إضافة إلى قضاء ساعة واحدة كل يوم لمزاولة التمارين الرياضية، وساعة للقراءة، وحصر استخدام منصات التواصل الاجتماعي لساعة واحدة فقط في اليوم. يذكر أن خمس دول اسكندنافية هي الدنمارك والنرويج وآيسلندا وفنلندا والسويد تصدرت المراتب الأولى في مؤشر السعادة العالمي خلال السنوات الأخيرة، وبرزت كأكثر الدول سعادة في العالم. السعادة حول العالم وفي جلسة بعنوان "البحث عن السعادة حول العالم" تحدث مايك ويكينغ، رئيس معهد بحوث السعادة في الدنمارك، عن تجربة الدنمارك التي حققت أعلى المراكز العالمية في تصنيف السعادة العالمي. وقال ويكينغ: "إن معهد أبحاث السعادة في كوبنهاغن يستخدم النتائج العملية التي يتوصل إليها لنشر السعادة ورفع مستويات جودة الحياة في المجتمع." وتناول ويكينغ التجربة الإسكندنافية في تحقيق السعادة بالإجابة عن ثلاثة أسئلة رئيسة: كيف نتعلم من أكثر الناس سعادة حول العالم، كيف ننشر السعادة بين الشعوب، كيف نجعل الأفراد محركي التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم موضحاً أن الشعب الدنماركي استطاع أن يحقق هذا المستوى من السعادة رغم الطقس البارد الذي تعيشه الدنمارك في معظم أيام السنة ويدفع الدنماركيون ضرائب هي الأعلى على مستوى العالم، إلا أنهم لا ينظرون إلى الضرائب على أنها عبء على كاهلهم، بل استثماراً في تحسين جودة الحياة والتعليم وتحقيق المساواة بين جميع أفراد المجتمع سواء كانوا أغنياء أو فقراء، أو رجالا أو نساءً مما جعل الجميع ينعمون بحياة سعيدة وفق أعلى المعايير العالمية. ولفت إلى أن غالبية سكان مدينة كوبنهاغن يستخدمون المواصلات العامة والدراجات الهوائية للذهاب إلى أماكن عملهم حيث قامت الحكومة بالاستثمار بشكل مكثف في تطوير البنية التحتية سواء للمشاة أو أصحاب المركبات، مما ساعد الناس على الاستغناء عن مظاهر الرفاهية والبذخ المبالغ فيه مما قلص لديهم الشعور بالتوتر والقلق على مستقبلهم. واستعرض ويكينغ بعض قصص النجاح في تحقيق السعادة الذاتية وتعزيز القيم الإيجابية وإيجاد أفضل الأساليب لإسعاد المجتمعات معتبراً إياها مصدر إلهام له في مسيرة حياته، فأصحاب هذه القصص أصبحوا أبطالا في مجتمعاتهم من خلال إحداث تغيير إيجابي وتحسين جودة حياة الآخرين. جنوبأستراليا وتحدثت غابرييل كيلي، مديرة مركز جودة الحياة والمرونة في معهد جنوبأستراليا للصحة والبحوث الطبية، عن تجربة جنوبأستراليا في السعادة، واستعرضت بعض نتائج أبحاث السعادة التي توصلت إليها عبر ثلاثة عقود من الدراسة. وذكرت عدداً من الأنشطة الإيجابية التي تعزّز الشعور بالسعادة مثل مساعدة وإسعاد الآخرين، والتحلي بالإيجابية، وكتابة رسائل الامتنان، والرياضة، وتعداد النعم. وأكدت غابرييل كيلي على دور علم النفس الايجابي في تعزيز الصحة العقلية والقدرة على الصمود في مواجهة التحديات مما يساعد على الحد من الأمراض النفسية ويعمل على تحسين جودة حياة الافراد وتنمية الكفاءة الذاتية لديهم. وأوضحت أن البرامج الترفيهية التي تقدمها جنوباستراليا الى مواطنيها تشكل نموذجاً للحكومات وأنها قابلة للتطبيق في جميع دول العالم، كما ركزت على أهمية التعليم ونسبة عدد المتعلمين كمقياس لجودة الحياة في المجتمع. واختتمت كيلي حديثها بالقول: "لقد قمنا بتطبيق خطة متكاملة من أجل تعزيز جودة الحياة في مجالات وقطاعات مختلفة منها القطاع التعليمي، المؤسسات الإصلاحية، ومصانع السيارات ولمسنا نتائج إيجابية". يذكر أن غبرييل كيلي، تعمل كمديرة برنامج مدينة ايدليد للابتكار، وشغلت منصب نائب الرئيس الأول لمؤسسة هيلس أكود التي تتخذ من مدينة نيويورك مقراً لها وتعمل في مجال تصنيع منتجات تعنى بالصحة واللياقة البدنية. ويأتي الحوار العالمي للسعادة في دورته الثانية ضمن فعاليات الدورة السادسة للقمة العالمية للحكومات التي تنظم في الفترة من 11 إلى 13 فبراير. وشارك فيه 500 مسؤول حكومي وعالِم وخبير في شؤون السعادة من دول عربية وغربية ومؤسسات عالمية، في 25 جلسة مُتنوعة، ركزت على سبل تعزيز المعارف والخبرات في مجالات السعادة وجودة الحياة، وبحثت آليات تعزيز التعاون بين الحكومات والمؤسسات الدولية والمجتمعات من أجل صياغة سياسات حكومية تكرس ثقافة السعادة والإيجابية في جميع ممارساتها. في جلسة حوارية بعنوان "تجارب عملية من العالم" الحوار العالمي للسعادة يستعرض مخرجات "التقرير العالمي لسياسات السعادة" * جيفري ساكس: يجب الانتقال من مرحلة "كيف تسعد نفسك" إلى "كيف تحقق السعادة لنفسك والآخرين * جون هيليويل: ارتفاع معدلات الدخل ليست شرطاً للسعادة في كل المجتمعات دبي، 10 فبراير 2018: أطلق الحوار العالمي للسعادة اليوم السبت، التقرير العالمي لسياسات السعادة الأول من نوعه، الذي أعده البروفيسور جيفري ساكس مدير مركز التنمية المستدامة في جامعة كولومبيا، والبروفيسور جون هيليويل البروفيسور الفخري في علم الاقتصاد بجامعة بريتش كولومبيا، ومجموعة من الخبراء العالميين في علم السعادة. وأكد الخبيران العالميان على أن تعزيز مفاهيم السعادة يتطلب الانتقال من مرحلة "كيف تسعد نفسك" إلى "كيف تحقق السعادة لنفسك والآخرين؟"، واستعرضا أبرز ما توصل إليه التقرير العالمي لسياسات السعادة في جلسة بعنوان "التقرير العالمي لسياسات السعادة: تجارب عملية من العالم"، أدارها ريتشارد كويست الإعلامي في قناة "سي.إن.إن" الأمريكية. وقال ساكس: "يسعى التقرير العالمي لسياسات السعادة إلى تلبية الحاجة إلى تحقيق السعادة على مستوى الأفراد والشعوب والاستجابة لتطلعات المجتمعات في حياة سعيدة. ويقدم التقرير أفكاراً وآليات تسهم في إسعاد الشعوب وترتقي بمستوى واقعهم المعيشي." وشدد ساكس على أن الحكومات يجب أن تأخذ على عاتقها مهمة النظر في الأدلة والتوصيات التي يقدمها التقرير على عدة مستويات في ظل التغيرات المتسارعة التي يعيشها عالمنا اليوم، موضحاً بأن التقرير يكشف أهمية أن تسعى الحكومات إلى توفير بيئة داعمة لتحقيق السعادة عبر الاستماع إلى مواطنيها وتلبية تطلعاتهم وتعزيز التفكير الإيجابي في المجتمع. وأكد على أن تبني مفاهيم السعادة يتطلب الانتقال من مرحلة "كيف تسعد نفسك" إلى "كيف تحقق السعادة لنفسك والآخرين". من جهته، اعتبر جون هيليويل البروفيسور الفخري في علم الاقتصاد بجامعة بريتش كولومبيا أن الحوار العالمي للسعادة يشكل انطلاقة للعمل لتحقيق السعادة على مستوى الأفراد والشعوب، موضحا أن التقرير يقدم أفضل الممارسات والسبل لتحقيق السعادة حيث يتطرق إلى السياسات التي تساعد الحكومات على الخروج بأفكار ورؤى واضحة تحقق السعادة ومستقبلاً أفضل لشعوبها، إضافة إلى تسليط الضوء على الآليات التي تسهم في ترسيخ مفاهيم السعادة وبناء مجتمع سعيد. وأضاف أن مفهوم السعادة يتطلب الاهتمام بالصحة النفسية للأفراد حيث أن العديد من أصحاب الثروة يعانون من الكآبة والإحباط والانهيار العصبي مما يؤدي بالبعض إلى الانتحار، فزيادة الثروة وارتفاع معدلات الدخل لا تعنى بالضرورة السعادة، ولذا علينا أن نفكر بأفضل السبل التي ترفع جودة الحياة والبيئة المادية والصحة النفسية والذهنية للأفراد حتى لا تؤدي الثروة والنمو الاقتصادي إلى التعاسة بدلاً من أن تحقق السعادة للشعوب. ولفت بأن الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي له تداعيات سلبية لأنها تقود الشباب تدريجياً إلى العزلة الاجتماعية والتي هي سبب رئيس في اخفاض معدلات السعادة. وشدد هيليويل على ضرورة دراسة الأدلة والمؤشرات التي يقدمها التقرير في هذا الصدد لتجاوز التحديات التي تشكلها التقنيات الجديدة. ستة مواضيع حيوية ويستعرض التقرير، ضمن ستة مواضيع حيوية، تأثير الصحة العقلية والنفسية للأفراد على سعادتهم، ويكشف أن التكلفة الباهظة للعلاجات النفسية تبدو ضئيلة مقارنة بالنتائج العظيمة التي تحققها هذه العلاجات من حيث تمكين الأفراد من ممارسة حياتهم الطبيعية والشعور بالسعادة في علاقتهم مع محيطهم، فتكاليف العلاج تتطلب %0.1من الناتج الإجمالي العالمي، لكن القيمة الحقيقية للصحة النفسية للأفراد أكبر بكثير من هذه النسبة. التعليم الإيجابي ويتطرق التقرير إلى عدد من الأمثلة المُلهمة من 11 دولة حول العالم عن التعليم الإيجابي الذي يؤسس لثقافة الإيجابية والسعادة. ويبحث التقرير مسألة تضمين برامج التعليم ممارسات تحفيزية مثل: تشجيع الطلبة على كتابة خطابات عن أسباب الرضا، وكيفية التعامل مع المواقف غير المرغوب فيها، واستكشاف مميزات الشخصية وكيفية الاستفادة منها، والتعبير عن المشاعر والتعاطف مع الآخرين، وحل المشاكل والتفكير النقدي. بيئة العمل ويتناول التقرير علاقة السعادة بنسبة الرضا عن الوظائف التي يؤديها الأفراد مشيراً إلى ارتفاع نسبة الشعور بالرضا والسعادة بين الأفراد في الدول الصناعية المتقدمة مما يشير إلى أهمية الأمان الوظيفي في تحقيق السعادة. ويكشف التقرير عن أهم 12 مطلباً للرضا الوظيفي أهمها: العلاقات الجيدة مع زُملاء العمل، والشغف بأداء المهام الوظيفية. السعادة الشخصية ويتطرق التقرير إلى سعادة الأفراد الشخصية والتي ترتبط بشكل مباشر بمشاعرهم تجاه محيطهم الاجتماعي، ويبحث مسألة العلاقات الاجتماعية مع الجيران والأصدقاء والحياة الأسرية، وكيفية تطوير السياسات لتقوية أواصر هذه العلاقات، مثل: إطلاق المبادرات الاجتماعية، وتعزيز انتماء الأفراد لمحيطهم، وإصدار القوانين التي تسمح للأفراد العاملين بقضاء المزيد من الوقت مع عائلاتهم. المدن الذكية ويخصص التقرير حيزاً هاماً للتكنولوجيا المستخدمة في تطوير المدن الذكية ويستلهم من نماذج أفضل السياسات المُتعلقة ببناء المدن السعيدة من خلال دراسة 15 مثالاً لسياسات السعادة حول العالم، مع الأخذ في الاعتبار 7 عناصر ضرورية لسعادة المدن وهي إمكانية قياس ردود أفعال الأفراد تجاه السياسات المُعتمدة، والاقتصاد، والمجتمع، والعمل الحكومي، وإمكانية التنقل، والبيئة، وأدوات تمكين السعادة. ويفيد التقرير بأن قياس السعادة والتقييم المستمر لجودة الحياة ضروريان لتحسين نوعية السياسات حيث يساهمان في تحديد أثر السياسات المعتمدة والإجراءات اللازمة لتطويرها. قياس السعادة واتباع النهج التجريبي وفي تحليل للأسباب التي أدت إلى تحول في نظرة الحكومات إلى مسألة السعادة وأهميتها في حياة الشعوب وأثرها على استدامة الازدهار، يشير التقرير العالمي لسياسات السعادة إلى أن أحد أهم الأسباب يتمثل في تنامي الوعي بضرورة اعتماد مقاييس جديدة للتنمية بحيث لا تقتصر على نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي. من هنا حرص معدو التقرير على النظر في جميع جوانب الحياة اليومية الخاصة بالأفراد لإعطاء نظرة شاملة عن السعادة وجودة الحياة تثري عمل الحكومات في وضع السياسات المناسبة. ويستعرض التقرير مُختلف السياسات والمعايير التي اعتمدتها الدول حول العالم في قياس السعادة وجودة الحياة، مع الأخذ في الاعتبار المبادئ المعتمدة من قبل منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في قياس السعادة. ويوكد التقرير في عدة فصول منه على أهمية اتباع النهج التجريبي لقياس السعادة، بهدف زيادة المعرفة العلمية بشأن السعادة ولأن هناك مواضيع، مثل التعليم والسعادة الشخصية، لا يمكن قياسها إلا بالتجربة ويشير التقرير إلى أن تقييم السياسات من وجهة نظر علمية عن جودة الحياة يحدث فرقاً إيجابياً كبيراً، خاصة إذا ركز التقييم على أثر السياسات في تحقيق السعادة. ويطرح أمثلة هامة عن سياسات واعدة ومبتكرة، اعتمدت على تحفيز أفراد المجتمع على التعاون مع بعضهم بعضاً لتحسين مجتمعاتهم المحلية. وعلى الرغم من أن هذه التحسينات اقتصرت على توطيد العلاقات الشخصية بين أفراد المجتمع الواحد، إلا أن سياسة التعاون داخل مجتمع محلي يمكن تطبيقها لتحسين قطاعات مثل الصحة، والتعليم، وأماكن العمل. التنسيق والهدف المشترك وحسب التقرير هناك ثلاثة مبادئ أساسية لتنسيق السياسات بين المؤسسات: أولاً: التعاون بين الوزارات خاصةً تلك التي تضع السياسات وتلك التي تنفذها؛ ثانياً: تحدد المؤسسات -بالتعاون مع بعضها البعض- أياً من السياسات هي الأكثر نجاحاً من أجل إعطائها الأولوية؛ وثالثاً: إصدار وتطبيق أجندة خاصة بالسعادة تكون جوهراً للتعاون بين الحكومات بهدف توفير هدف عام ومُشترك بين الحكومات. ويورد التقرير العالمي لسياسات السعادة الأسباب الرئيسية التي قد تعيق اعتماد سياسات السعادة في الحكومات وأبرزها: غياب قوانين مُلزمة، وعدم كفاءة آليات قياس السعادة، وعم القدرة على التكيف مع السياسات الجديدة. ويمكن التغلب على هذه التحديات بسهولة من خلال إشراك جميع صناع السياسات في عملية صياغة وبلورة سياسات السعادة. ويأتي الحوار العالمي للسعادة في دورته الثانية ضمن فعاليات الدورة السادسة للقمة العالمية للحكومات التي تنظم في الفترة من 11 إلى 13 فبراير. وشارك فيه 500 مسؤول حكومي وعالِم وخبير في شؤون السعادة من دول عربية وغربية ومؤسسات عالمية، في 24 جلسة مُتنوعة، ركزت على سبل تعزيز المعارف والخبرات في مجالات السعادة وجودة الحياة، وبحثت آليات تعزيز التعاون بين الحكومات والمؤسسات الدولية والمجتمعات من أجل صياغة سياسات حكومية تكرس ثقافة السعادة والإيجابية في جميع ممارساتها.