فى 25 أغسطس 1930 نشر مقال فى مجلة الف صنف اللى اصدرها بديع خيرى …عن الصيف والتصييف فقال : مع اشتداد الحر فى داخل القطر من جهة وانتقال وزارات الحكومة إلى الرمل من جهة أخرى أدى إلى ازدياد عدد المصطافين فى الإسكندرية وليس لهؤلاء سلوى فيها أكبر من البحر يؤمونه مرة فى اليوم أو مرتين فرارا من قيظ المدينة ورطوبتها وستجد البعض تمدد على الأرض للتمتع بالهواء العليل وللتسلى بمنظر المستحمين والمستحمات وستجد الغادات الحسان يسيرا ذهابا وايابا بطول الشط لاستعراض جمالهن وفى البحر ستجد فريق من الشبان والفتيات يتسلون بلعب الجمباز فى وسط الماءوفى جانب اخر من الشط ستجد مباريات ومسابقات للشماسى والكابينات والمايوهات (يُقيمها الأصدقاء فيما بينهم) وقد دارت عدة مباريات من هذا النوع و فازت بمباراة الشماسى السيدة بهية سالم من سيدى بشر وكانت الشمسية حمراء ومرسوم عليها قلوب بيضاء أما مباراة الكابينات فقد فازت بها كابينة على ثابت المهندس بالبلدية وهى كابينة فى غاية الجمال والنظافة بداخلها ترابيزة يمكن تحويلها إلى سرير ورفوف من البللور وتواليت وبار صغير وسرفيس كامل .وتأتى أخيرا مباراة المايوهات والتى ستنظم لها مسابقة كبيرة تم اختيار عمدة رأس البر الوجيه عبد الحميد صبحى الشيخ لينظمها ويشرف عليها والتوقع ان تفوز فيها السيدة زهيرة شكرى بملكة ميوهات شاطئ جليم لكن إلى جانب مسابقات المايوهات وفى شاطئ ستانلى ستعقد مسابقة ملكة جمال الشاطئ ولكن فى الغالب ستكون مقصورة على العنصر الاجنبى لان العنصر المصرىما يزال محجما عن اقتحام هذا الميدان هذا بالنسبة للشواطئ اما الاسكندرية عموما ستجد فتياتها بلغن الذروة من ناحية لبسهن فأتقن إتقانا جعلهن بحق من أشيك فتيات العالم! وأتقن فن التجميل وفن الرقص وفن الإتيكيت العام. بل أصبحن يعنين كل العناية بتربية أجسامهن تربية رياضية فبدت أجساما فى غاية الانسجام وكتبت المصور فى عدد 21 اغسطس عام 1936 تشهد كورنيش الاسكندرية حركة بناء للعديد من الكازينوهات منذ انشاء طريق الكورنيش عام 1934 والتى اصبحت من الحياة الاجتماعية للمصطافين هناك فأصبحت مقصدا رئيسيا لهم للتمتع بما تقدمه من حفلات وعروض فنية وسينمائية وأطعمة وما تتيحه من فرص لتجاذب أطراف الحديث وقررت بلدية الإسكندرية منح إدارة كازينو سان استفانو إعانة قدرها 15 جنيه ولم تبح لعبة الروليت. واشترطت أن يكون رسم الدخول 5 قروش فقط فى الأيام العادية وسبعة قروش يومى السبت والأحد، وأن تكون سينما الكازينو دون مقابل لمن يدفع رسم الدخول المذكور وتلقى ساحة الباتيناج بداخله إقبالا كبيرا من الفتيات اكثر من الذكور وعندما قرر المحرر الذهاب لتفقد هذه الكازينوهات لتفقد احوال مجتمع المصطافين فعند دخوله الى كازينو سان ستفانو وجد السيدة استر فهمى ويصا وهى تقطع ساحة الكازينو ذهابا وإيابا مرات ومعها مدام محمد محمود خليل بك وكانت ترتدى فستان سهرة اضطرت أن تمسك بذيله الطويل. ثم انضم إليهما محمد محمود خليل بك ودار الحديث بالفرنسية وعندما هم المحرر الدخول الى كازينو الشاطبى سمع ضحكات عالية تدل على انبساط من النوع الحاد وكانت الضحكات للدكتور على باشا إبراهيم وجماعة من الأطباء الشبان.. وقد أعجبوا بالنمر فانبسطوا ونسوا المشارط وأنين المرضى ..وقرر المحرر التشجع والذهاب الى كازينو (الكازينو) وهو مقر الساسة والسياسيين والصحافة والصحفيين. فهناك الحكومة وهناك الوفد وهناك موظفو دار المندوب السامى. وهناك المفوضون السياسيون ثم هناك صاحبة الجلالة الصحافة ممثلة فى جميع أقطابها وعملية التقاط الأخبار من الموائد ومن ساحة الكازينو عملية ظريفة، فإنه ما يكاد الصحفى «يستلقط» خبرا حتى يسرع إلى عاملة التليفون المسكينة فيطلب جريدته ويملى عليها الخبر الخطير وهناك حفلات افتتاح ووداع المصيف التى تنير سماء الإسكندرية و كان من أبرز وأكثر هذه الحفلات حفلة افتتاح صيف الثغر التى اقامها سعادة محمد حسين باشا محافظ الإسكندرية الذى انتقل إلى سراى أسماء هانم حليم حرم المرحوم حسين واصف باشا بمحطة زيزينيا حيث اقام حفلة شاى فخمة فى داره الجديدة دعا إليها أكثر من 350 شخصا من الكبراء الأجانب والوطنيين وكانت بمثابة افتتاح لموسم الصيف فى الثغر.أما عن حفلات الوداع التى تقام فى نهاية موسم الصيف فى شهر سبتمبر عادة فقد جاء الدور على الوجيه عزيز صدقى ليقيم حفلة وداعه للثغر فدعا إخوانه إلى كابينة فى سيدى بشر، وبذل جهده لتكون حفلته أحسن من غيرها وخالف العرف فجعلها ماتينيه واجتمع فيها كرائم العائلات حسبا وشرفا .. واتخذت الجماعة من التلتوار بيست، ودار الرقص على أنغام الجرامفون. وكان الحديث كله بالفرنسية، فلم تكن تسمع لفظا عربيا إلا فلتة هذا هو صيف الثلاثينات …ياترى ايه راى اهل الثغر حاليا فى اللى وصلت له مع جحافل العشوائية اللابشرية