أكد محمد عبد المجيد هندي، رئيس الاتحاد المصري للعمال والفلاحين، إن 40% من الخضراوات والفاكهة التي يتناولها المصريون مسممة، وتسبب الفشل الكلوي والكبدي الوبائي وسرطان الرئة وتليف الكبد وأمراض القلب وتشوه الأجنة والإجهاض المتكرر للحوامل... إلخ. وأضاف رئيس الاتحاد، في تصريح خاص ل"البوابة نيوز"، أن هذه كارثة صحية وبيئية كاملة الأركان، تلقى بظلالها على ملايين المواطنين، وتزيد من معاناتهم من جراء تناول الخضراوات والفاكهة، والمزروعات المروية بمياه الصرف الصحي والصناعي غير المعالج في عدة محافظات، دون أدنى رقابة حكومية من الجهات المسئولة، وكل يوم تتجه مئات العربات محملة بالخضراوات والفاكهة الطازجة للأسواق، وتتسبب دون أدنى علم من المواطن في تزايد الأمراض المزمنة، التي أصبحت معلما من معالم مصر ومنها الفشل الكلوي والكبدي الوبائي وسرطان الرئة وتليف الكبد وأمراض القلب. وأشار إلى انتشار زراعة الخضراوات والفواكه ومحاصيل الغذاء بهذه الطريقة، كالخيار والطماطم والبقدونس والجرجير والخس والبامية الخضراء والكرنب والباذنجان والفول البلدى والخوخ والعنب والمانجو والأرز والقمح، والتي يقبل عليها الزبائن الذين يتشوقون إلى كل ما يحمل الطابع الفلاحي، ليضمنوا مذاقه الشهي وخلوه من الهرمونات المسببة للعديد من الأمراض المزمنة. وأوضح "هندي" أن التقارير الصادرة عن الاتحاد المصرى للعمال والفلاحين تكشف أن الشرقية تأتى في مقدمة هذه المحافظات، وأن هذه الظاهرة بدأت منذ 25 عاما غير أنها استفحلت بشدة في السنوات الأخيرة، كما أن التقارير والإحصائيات الصادرة عن معهد الأورام تشير إلى إصابة 100 ألف مواطن بالسرطان سنويًا بخلاف الأمراض الأخرى، ومن الأسباب الرئيسية للإصابة بهذه الأورام السرطانية استخدام مياه الصرف الصحى غير المعالج في عملية الرى. وطالب "هندي" كل الجهات والمؤسسات الحكومية والمواطنين التكاتف معا لمواجهة تلك الكارثة المحدقة التي تفتك بالمصريين، وأضاف رصد الاتحاد هذه الكارثة وأسباب اعتماد الفلاحين على هذه المياه والأخطار التي تسببها تلك المحاصيل التي يتم ريها من المصارف والترع المتفرعة منها، ويطلق عليها "ترع الدمار الشامل، المزارعون يؤكدون أنهم يضطرون لاستخدام مياه الصرف الصحي والزراعي الملوثة غير المعالجة والتي تحتوي على الكثير من المنظفات الكيماوية في ري زراعتهم، بعد أن أصبح وصول مياه رى غير ملوثة لأراضيهم ضربا من الخيال، مما يتسبب في تلف خصوبة الأرض وجعلها غير صالحة للزراعة وضعف إنتاجها، أمام مرأى ومسمع المسؤولين، فبعض المناطق بالشرقية لابديل لها عن ذلك، مثل قرى مركز بلبيس وبعض قرى مراكز هيها وأبو كبير والحسينية وكفر صقر وأولاد صقر وقرى العزيزية والصنافين وميت سهيل وميت بشار وعزبة الباشا وكفر الشاعورة ومرعى وكفر شلشلمون وسنهوا وسنهوت وبنى هلال والبلاشون وغيرها من قرى مركز منيا القمح، وقرى بردين وفرسيس وصان الحجر والزنكلون وعزبه طحيمر بمركز الزقازيق، وقرى القطايع وإكوه وصفط زريق وتل القاضى وفرغان بمركز ديرب نجم. وأوضح المزارعون أن جفاف الترع وعدم وصول المياه إليها في معظم شهور السنة يضطرهم إلى الري من المصارف والرشاشيح والترع المتفرعة. وطالب "هندي" بضرورة إنشاء محطات لمعالجة مياه الصرف الصحي والزراعي وإعادة استخدامها في الزراعات غير المثمرة "الخشبية" حتى لا تتسبب في أذى للإنسان أو الحيوان، مضيفًا أن هناك 8 مليار متر مكعب من مياه الصرف الزراعي على مستوى الجمهورية يتم إعادة استخدامها دون وجود أي ضرر على المزروعات أو الإنسان أو الحيوان، ولكن الضرر الرئيسى يكون من استخدام مياه الصرف الصحى والصناعى، والكارثة الكبرى تكمن في مياه برك الأكسدة بالعاشر من رمضان، وهو ما يجب محاربته بكل الوسائل.