وسط اجواء لاتشبه مثيلاتها في مدينة الحلة الفيحاء، وبحضور جمهور لافت، شهدت قاعة الود للفنون حفل افتتاح معرض الخزافة زينب الركابي (مرايا النفوس) عصر يوم الخميس 12/18 ويتواصل حتى يوم السبت القادم، وذلك بحضور الدكتور شفيق المهدي مدير عام دائرة الفنون التشكيلية وعدد كبير من اساتذة وتدرسيي اكاديمية الفنون الجميلة في محافظة بابل ووسائل الاعلام والقنوات الفضائية. ويأتي اقامة المعرض ضمن النهج الجديد لدائرة الفنون التشكيلية بأهمية مزج الثقافات بين المحافظات العراقية وتشجيع الفنانين والفنانات على التجوال بفنهم بعيدا عن اسوار بغداد العاصمة، وتبادل الخبرات ليكون الفن متاحاً للجميع وسلاحاً قوياً لدحر هجمة الارهاب وكل قوى الشر التي تحاول اعدام صور الحياة في البلاد. يقول الدكتور والتدريسي في اكاديمية الفنون الجميلة عاصم عبد الامير بعد تجواله بين اروقة المعرض:" تدفع زينب خزفياتها بأتجاه النحت لتمحو عنا نظرتنا السالبة عن الخزف الاستعمالي، ثمة جدل بين كتلها الخزفية والفضاء الذي غيبه الخزف طوال قرون. واضاف:" معرضها يؤهلها كي تقلب رؤيتنا التقليدية عن هذا الفن وتسعى للاخذ به نحو الجمال المشع، مرحى لها ولفنها الجميل. وشهدت قاعة الود للفنون عرض نحو 25 عملاً فنياً لوجوه عبرت فيها الركابي عن الظواهر السلبية الموجودة في المجتمع العراقي ، كالكذب والرياء والازدواجية، وذلك عبر تهشيم وتفكيك اجزاء الوجه للتعبير عن دواخله. الفنان التشكيلي باسم العسماوي مدير دار الود للفنون قال:" فرحنا ورحبنا كثيراً بمشاركة الركابي التي كسرت بها اليوم ذكورية القاعات الفنية في بابل، وكان معرضها هوالمعرض النسوي الاول، اذ ان القاعة لم تشهد اقامة معرضاً لفنانة سواء من محافظة بابل او من اي محافظة اخرى، ونتامل ان يكون ذلك فاتحة خير لمشاركة فنانات اخريات. واضاف:" هناك فقر كبير في مشاركة الفنانات وكذلك من حيث حضورهن لمثل هذه الامسيات، والفنانة الركابي استطاعت اليوم ان ترسم حضورها الفني الطاغ من خلال اعمالها المميزة. وتاسست دار الود للفنون في عام 2002 وكانت كالحلم في بداياته، لكنه اصبح حقيقة وواقع في عام 2010 ، وهو يجمع لم الفنانيين ويحتوي ابداعاتهم. الاستاذة في كلية الفنون الجميلة انوار الماشطة، قالت عن المعرض:" اسعدني المعرض كثيراً، ولانه يأتي من فنانة قادمة من بغداد فذلك يعني لنا الشيء الكثير. وعبرت عن استيائها من قلة النشاطات والمشاركات الفنية للفنانة البابلية، وعزت السبب الى الظروف المجتمعية وسوء الاوضاع الامنية في البلاد عموماً، لكننا بحاجة الى تشجيع الفنانات كي ينشطن لاقامة مثل هذا المعرض. وعبر الدكتور شفيق المهدي مدير عام دائرة الفنون عن سعادته بمستوى نجاح المعرض واقبال الجمهور عليه ، وقال:" نحن هنا نتعكز بجيل جديد من الفنانات والفنانين، ممن يسعون للحياة والاحتفاء بالثقافة والفن، تحدياً جميلاً لمن اراد اعدام الحياة والمدن والانسان العراقي، وقد خابوا وفشلوا وها نحن نقدم لهم البرهان بسلاح الثقافة والحضارة العراقية الاصيلة." اما الدكتور سلام حربة عضو الهيئة الادارية للنقابة الوطنية للصحفيين العراقيين في الحلة، فقال :" فخر كبير لنا اليوم ان تحتضن دار الود ببابل معرض الفنانة زينب الركابي بوجوه تحمل في ثناياها حقيقة وجود الانسان، وتقلباته. وعن نجاح معرضها، قالت الفنانة زينب الركابي:" لااخفي ان هناك قلقاً كبيراً انتابني قبل العرض، كون ان فناني بابل يمتازون بالرؤية الجادة للفن ورأيهم تجاه اي فنان يحدد تاريخه ومكانته ، كذلك بسبب البيئة المحافظة لهذه المدينة، لكن قلقي تبدد بالحضور الكبير للمعرض وثناء معظم الحضور وتجاوبهم مع المعروضات ولمست منهم تشجيعا ً كبيراً للتواصل. وشكرت الركابي في ختام حديثها، الدكتور شفيق المهدي مدير عام الفنون التشكيلية لاتاحته الفرصة ليتجول معرضها في بابل وفي النية تجواله في محافظات اخرى في المستقبل. الجدير بالذكر ان المعرض سيشهد اقامة ندوة نقدية يوم السبت القادم يحاضر فيها الدكتور عاصم عبد الامير بحضور عدد من استاذة كلية الفنون الجميلة والفنانين والمثقفين.