كتبت فدوى عطية تمتلك شفافية وروحا مرحا عندها قدرة فائقة على السخرية بطفولية وبراءة متناهية في معرضها (حكايات ) للفنانة شيرين مصطفى ... ففي عمل فني تلمح الفتاة بوجهها الطفولي وابتسامة هادئة بفستان ابيض تحمل عروسة صغيرة تحمل وردة حمراء بحلمها تتوسط العمل الفني وحولها الورود وامتدادات أفقية وناعمة والقطة في الجانب الأيمن وخطوط أفقية لا متناهية من الألوان البنية والحمراء والصفراء بتسطيح رائع للألوان بعفوية من فنانة متمكنة من أدواتها حقا ... وتجد في عمل فني آخر الفتاة تلعب وهي جالسة على حصان خشبي وخلفها الحصان الشعبي من فلكور شعبي حيث وراء امراة ورجل بملامح غريبة رغيف العيش والخضراوات وخلفية لونها غامق الشمس فيها وأن البحث عن رغيف العيش يجعلنا في حالة غير متزنة بسخرية وفكاهة لطيفة تداعب مخيلة في حكاية في عمل فني . وفي عمل فني آخر حيوان الحمار ويجر عربة عليها البرتقال وغيره والورد ومن ورائها الاتوبيس ويتزاحم عليه الناس بمختلف الأشكال والأعمار رجال ونساء وأطفال وشكل العسكري الذي يقود الاتوبيس من داخله ومن الجانب الأيمن سيارة صغيرة عن المرور وزحمة المواصلات واللون الأصفر والأبيض والأزرق بدرجاته الفاتحة .. ولون الرمال البني في أرضية العمل الفني فيه اختزال عضوي لأجساد البشر الصاعدة للاتوبيس في تعبير ساخر وحكاية أخرى للفنانة عن أزمة المرور اليومية في حياتنا بضوضائها في واقعية تعبيرية . وفي عمل فني آخر لطفل يلعب على حصان خشبي باندماج وسماعة في أذنه ليستمع للموسيقى بإمعان شديد والخلفية من ورائه المواصلات متمثلة في ميكروباص وتك تك تعبر عن لمحات من شوارعنا وما نمر به يوميا من لحظات مختلفة والألوان الخضراء والرصاصية والزرقاء الفاتحة والبيضاء في مساحات متباينة والمدلول من الطفل الذي يحاول الهروب من الضوضاء بالموسيقى فتشعر بالضحك والابتسامة حين تتأمل ذلك العمل فروح الطفل من ذاتية فنانة تستخدم الواقعية التعبيرية مع استخدام الألوان بفرشاة حساسة جدا وقدرة على التكثيف العالي في حكايتها في المضمون . وفي عمل فني آخر تتأمل أنبوبة البوتاجاز في وسط الحارة الشعبية معلقة البلكونات تعبيرا عن أزمة أنبوبة البوتاجاز وألوان الحارة الشعبية وأفرادها في حالة عشوائية في أسلوب فني تعبيري واقعي بتأثرها بفنون ما بعد الحداثة بتضاد لوني تارة وتناغم لوني تارة أخرى . وهكذا تجد الفنانة شيرين مصطفى في 30 عملا فنيا تبحث تارة عن 25 يناير وعن سيرتها الذاتية وذكرياتها مع عائلتها والحياة اليومية في الشارع المصري من حرية ابداعها وزخم وضوضاء الحارة الشعبية وأزمة المرور وازمة انبوبة البوتاجاز والجري وراء رغيف العيش والخيال اللانهائي من مساحات لونية وخطوط ممتدة لانهائية افقية ومنحنيات ودوائر وزحام البشر وعناصر مختلفة في تكوينات حكاياتها من طيور وأشجار وحروف وحيوانات وعمارات وسيارات وتك تك ووسائل المواصلات ميكروباص واتوبيس والقط والفيل في لوحات مختلفة الحجم والشكل في تكوين متماسك من حياتنا في مصر وهموم قبل 25 يناير وبعدها بسخرية وفطرة طفولية بريئة .. وحكاياتها الممتدة عن الزواج والأسرة المصرية وحكايات العريس والعروسة والطاولة الطائرة في خلفية العمل الفني والسلم والابعاد الايهامية من تكوينات العمل الفني وسلاسة رقيقة فتجدها تارة أعمالها مشرقة مضيئة أثناء الصباح المشرق وتارة اخرى أثناء الظلام في الفتاة التي تلعب على الحصان الخشبي . هي حالة منفردة شاركت في صالون الشباب وحصلت على جوائز منه خمس مرات لتميز اسلوبها فهي بطبيعتها الإنسانية رقيقة وخفيفة الظل لا تختلف عن حكاياتها في معرضها الأخير تبحث عن الجديد دوما . والجدير بالذكر ان معرضها تم افتتاحه يوم23 نوفمبر واتنهى يوم13 ديسمبرالسبت الماضي في قاعة اوبونتو بالزمالك بحضور الفنانين والنقاد