خرج عن المألوف ... عن عادته كفنان كبير عاشق للألوان المائية بشفافيتها وكيفية التعامل معها باحساسه المفعم باللون برغم صعوبة التعامل معه ففي معرض (هي ) للفنان محمد الطراوي حين نتأمل المعرض تجد نضجا فنيا اكتمل لديه ومعرضا مختلفا عن معارضه السابقة . كما اعتدنا عليه يبحث في أغوار النفس البشرية لدي الفتاة والمرأة المصرية أيا كانت ريفية أو صعيدية أو بدوية من سيناء أو سيوة دائما مختلفة لها كينونتها المتفردة بها . ففي عمل فني بألوان الأكريليك مجموعة من النساء البدويات السينويات يتوسطن العمل الفني بملابسهن الحمراء وهالة من اللون الأبيض من الجانب الأيمن حول السيدات بطبقات من الالوان متوالية فوق بعضها البعض من الأحمر والبرتقالي والاصفر بالفرشاة والسكين على خلفية سوداء في امتداد لا متناهي ووجه رجل وجسده من الجانب الأيسر باللون الأزرق بدرجاته المتفاوتةمن الفاتح والغامق وحوله هالة من اللون الابيض بتعانق وانسجام للألوان بالدمج بين التأثيرية والتجريدية في وجوه النساء والرجل بالاختزال العضوي في العمل الفني ليعبر عن التراث المصري البدوي بحالة توهج ثوري في ذاتية عمله أما في عمل فني آخر بالأكريليك امرأة في مركزية العمل الفني ببعد ايهامي بالألوان الزرقاء والخضراء بتشكيلات هندسية متباينة من المثلثات والمربعات ووحول خصر المرأة حزام من مثلثات النوبة تعبيرا عن النوبة بزخارفها الممتدة عبر الأزمنة المتعاقبة لأن هويتنا لا تنتهي عبر التاريخ بحضارة أصيلة على خلفية من اللون الأصفر والجملي بعمق منظوري وتشابك المفردات النوبية على الخلفية في تجسيم رائع لوجه المرأة النوبية وجسدها لاحداث زخم جمالي وتعبيري دون تحديد ملامح الوجه بالتجريد. وفي عمل فني آخر بالأكريليك امرأة ريفية تحمل البلاص بدرجات متفاوتة من اللون الأخضر تدريجيا من الغامق من اللون الأخضر حتى الفاتح بالفرشاة والسكين بملامس ناعمة وخشنة في دلال للتعبير عن أنوثة المرأة المصرية حتى وهي تعمل بمحاور أفقية ورأسية بحركة أذرع اليدين بحركة نصف دائرية تعطي قوة في تكوين اللوحة على خلفية بلون بيج فاتح زيادة في عذوبة وسلاسة ورقة حركة وجه المرأة الريفية وهي رافعة رأسها لأعلى . وفي عمل فني آخر بالأكريليك أيضا توهج ثوري في وسط العمل الفني امراة مصرية أخرى ريفية تنظر للأمام معتمدا على خطوط ايهامية للون الأحمر بملابسها وطرحتها بالظل والنور من الفاتح للغامق وأمامها مجموعة من الفتيات واقفات بوجوهن باللون الأزرق تدريجيا بدرجاته المتفاوتة على خلفية بلون السماء الأزرق بمساحات متباينة على خلفية العمل الفني ونصف الدائرة الاحمر في أعلى العمل الفني ليضفي ثورة لونية بين اللونين الأحمر والأزرق بوجود وجه من اسفل اللوحة مجرد فيه تسطيح للزخارف النوبية من المثلثات ايضا في تعبير عن تباين وتناغم بين اللونين الأحمر والأزرق في التكوين الماثل أمامنا وفي عمل فني آخر بالأكريليك امرأة جالسة بملابسها الحمراء والزرقاء وايديها متشابكة على خلفية فيها اللون الاصفر والبرتقالي بطبقات متتالية فوق بعضها البعض في حركة دائرية حول المرأة في حالة ترقب وتأمل تتأمل حالها تكون معبرة عن مصر في الوضع الراهن وما تمر به من حزن وفرح . والمعرض يضم 36 عملا فنيا فيه الزخم الثوري للألوان الحمراء والصفراء والزرقاء على خلفيات مختلفة من اللون الأصفر والأزرق والاختزال العضوي للجسد والوجه للفتاة والمرأة المصرية تعبيرا عن مصر بزخارفها وتراثها في سيوة وسيناء والريف والصعيد بوهج الضوء من عتمة اللون بالظل والنور لدرجات كل لون من الفاتح للغامق بتباين وتناغم وانسجام بين الألوان المختلفة بملامس ناعمة تارة وخشنة تارة أخرى بين التجريد والتشكيل الهندسي في أعماله الفنية في قاعة الباب . وجدير بالذكر أن المعرض تم افتتاحه يوم 17 نوفمبر واختتم يوم 27 نوفمبر وقد افتتحه الدكتور أحمد عبد الغني رئيس قطاع الفنون التشكيلية والفنان القدير سمير رافع والفنان الاستاذ الدكتور حمدي عبد الله بكلية التربية الفنية ليبدع ابداعه الفنان محمد الطراوي بنضج فني مكتمل معبر عن هي مصر في ذاتية المراة لتصل قيمة الفن في معرضه لذروتها للاهتمام بتراثنا وموروثونا الفني حتى تعبر مصر لاجمل فن في الدنيا كلها