الملازم والقرويات الثلاث مسرحية من فصل واحد تأليف : هوارد باركر ترجمة : ربيع مفتاح \"في يوم حار،يجلس الضابط(الملازم )علي الكرسي،عيناه مغلقتان ثلاث نساء –في وضع ذل وانكسار- يدخلن عليه وهن يرتدين ملابس الريف\" الضابط:(عيناه مغلقتان)- رأيت بعيني،وأنتن تركعن وتلمسن الأرض القذرة بالجباه-ولم تفكرن-حتى في الملابس التي أصبحت رمادية بفعل التراب . وهذا الصباح أخرجتن الملابس لغسلها وكيها ثم قمتن بالتقاط الأزهار ناحية الجبل...وأنت أيتها المرأة،أما زلت محتفظة بنقائك وطهرك منذ ليلة الزفاف،وهل هذا هو زيك القومي؟ (يفتح عينة محملقا فيها)-أنا لست على دراية بملابس الفلاحين في هذه القرية –انهضي فأنا مجرد ملازم ولست إلها- ومع ذلك-وهذا سر أفكر أن أكون إلها وهذه أشياء يجب ألا تشغلن أنفسكن بها(ينهض ويتجه إليهن)لدي نية كاملة في تدمير القرية وقتل كل العذارى في القارة ومهما كانت جودة نسيج هذه الملابس الداخلية فإنها لن توقفنى (يلوح بيديه مهددا ) دافعن عن أنفسكن،فأنا لست متغطرسا إلى الدرجة التي أحتقر فيها الدفاع ورغم ذلك فلن أتزحزح عن موقفي خطوة واحدة المرأة الأولي:لقد ولد طفلى الأول أعمي،وكان الله عالما بي،فوجد عملأ في القرية بين المواشي التي أحيت صوته،فكثر اللبن علي يديه أكثر من أي شخص آخر،فإذا ما دمرت القرية،فسوف يتوه ويسقط في مصرف أو خندق ويموت. الضابط: لا أوافقك الرأي أنا إذا دمرت القرية فسوف ينبغ ابنك، إنك تصفين لي موهبة نادرة يتمناها أي فلاح ويدفع مالا كثيرا في سبيل الحصول عليها،إن ابنك يخسر فرصا ثمينة في مثل هذا المكان الصغير حيث يبقي قانعا بحبك وعطفك . إنك تقفين في طريقه بطيبتك،ألم تأخذي ذلك في الاعتبار؟وحين تنطلق نيران المدفعية فإنها ستحرر هذا الأعمى،وكما تقولين إذا كان يملك مثل هذه السلطة علي الحيوانات فإنها ستساعده ولا تخشي عليه من خندق أو مصرف. المرأة الثانية: يبدو أنك ممن لا تحركهم الشفقة،ولذا لن أعدد عليك العراقيل ولا الأيام التي قضيتها في صناعة سقف البيت،ولا عن آلاف الساعات التي قضيناها في ردم البئر ولا حفر المصرف كي نوقف الطوفان في الشارع الرئيسي،والنساء اللائي ذهبن لترميم الكنيسة وما فعلة الرجال ،ولا المشاكل التي واجهتنا في بناء السجن الصغير،أعلم أن كل ماذكرته لن يحركك ولكن أضيف . لو أنك اعتقدت في نفسك الإلوهية –وفي هذه اللحظة ..قبلناك إلها-رغم وجهك القبيح وقلبك الأسود –أليس من صفات الآلهة أن تكون أرواحهم سليمة ومداركهم واسعة حتى يكونوا أفضل من البشر العاديين،لمن العمى إذن ؟يبدو أنه لابد أن نتعود علي ذلك وخاصة بعد فرار قواتنا. الضابط: إنني أتوجس من محدودية فكرتك عن الإلوهية وذلك لا يعني اهتمامي بالفضيلة وحين أشعر بأنني إنسان فوق العادة،أعفي نفسي من كل الشفقة والمسئولية ولا أستجيب إلا لقوانين التاريخ ولابد أن أنجز ذلك ببساطة شديدة حتي لاتتأثر مقدرتي علي التفكير،إن لديّ منزلا في العاصمة ولا بد أن نكسب هذه الحرب حتي أستمتع بالراحة والسلام ، إنها براعة منك أن تقنعيني بالشفقة والإنسانية-ولكن الألهة بالتحديد-فوق كل هذا الإحساس والوعي أما انت باعتبارك فانية فتتمسكين بذلك. المرأة الثالثة:تستطيع أن تعاشرني إذا أردت (ينهض الضابط ويسير حولها في تأمل) الضابط:أعتقد أنك تقدمين لي-أولا-ما أستطيع أن أحصل علية منك ببساطة،ثانيا،هذا الشيء قد أخضعته لطبيعتي الفلسفية. المرأة الثالثة:أولا....إنك لن تستطيع إرغامي على ذلك ،ثانيا...أري من خلال شفتيك المرتعشتين أنك لم تستطع أن تخضع أي شيء الضابط:كيف تتصورين الصفقة التي يمكن أن تكون بين الإله والمعبود؟أعترف أن إذعانك عن رغبة سوف يجعل المعاشرة تختلف نوعا ما عما إذا تمت بالقوة،وأعترف أيضا أنه لا يوجد أدني شك أنني لن أستطيع أن أوقف صيحة الأجيال القادمة والتي ستطالب بإهدار دمي، لا ترفعي ثيابك ومع ذلك يجب أن استمع بك وأدمر القرية،وفي مثل هذه الصفقات –(تسقط الجونلة)-والآن أقسم بشرفي قد جردت نفسي من ثلاث قناعات:القناعة بإظهار الشفقة علي الضعفاء ،والقناعة بأن أجمّل روحي ،والقناعة بأن يكون لي طفل من امرأة لن أراه ثانية وكما ترين أنا لم تفسدنى السلطة ،ولذا لابد أن أكون الها،وحين ننتهي من....سأعطي الأمر للعريف بطرد كل الناس خارج القرية (صمت : النساء يخرجن السكاكين من تحت الملابس) آه ...هذا هو اليأس نفسة!!مناظرة صعبة المرأة الأولي:أنت تتفوق علينا بالكلمات ،وسوف تكسب جميع المناظرات ونحن لابد أن ننفذ القرية،وبعد أن نقطع رقبتك ،سوف نذهب للعريف ونقطع رقبته،وستموت كالكلب الذليل وندفنك ونرمي بسلاحك عند الجرف،ونستمتع برؤية النباتات وهي تنمو بكثافة حول قبرك الضابط:هناك مغالطة أود أن أوضحها. المرأة الثانية:انك تتكلم من أجل انقاذ حياتك ونحن لن نسمعك . الضابط:أنا أملك اختيارا،وهدفي في الحياة أن أفكر وأعبر عن الحقيقة ،والحقيقة أن الجنود يحومون مثل الدبابير حول المربي،واذا ما وضع جندي تحت السكين فسوف يأتي الجنود الآخرون وينتقمون،ولا بد من أن تفقدن القرية وستخسرن حياتكن أيضا. المرأة الثالثة:نحن القرية والقرية نحن. المرأة الأولي: إن ما تقولينه حقيقي ولكن لابد من الفعل. الضابط: كيف تعرفن الحقيقة وترفضن أن تعملن بها؟إن هذا الأمر يحيرني المرأة الثالثة:رجل مثلك يموت متحيرا،لن يكون ذلك أمرا سيئا،وربما نتمتع معا بالمعاشرة إياها!! (يقتربن منه ويطبقن عليه ويقتلنه) العريف يا....(يلذن بالفرار،والعريف يطاردهن بسلاحه......) يا.....(يجري خلفهن ،يسمع صوت طلقات ثلاث)