مع بداية انطلاق فعاليات ورش الاستوديو الفنية التى تقيمها مؤسسة روز اليوسف والتى تستمر لمدة 45 يوم فى الفترة من 6 مايو وحتى 15 يونيو فى مختلف المجالات الفنية من "تصوير ورسم وكاريكاتير وديجتال أرت وحروفية " والتى ستختتم فاعلياتها بالاعلان عن جائزة روزاليوسف أقيمت أمس بقاعة المؤتمرات بمقر مؤسسة روز اليوسف ندوة بعنوان "أبعاد المشهد التشكيلى المعاصر داخليا وخارجيا ... وأثر التحولات الفنية الفنية والفكرية العالمية على الحالة التشكيلية المصرية" تحدث فيها كل من الناقد الدكتور خالد بغدادى ، والناقد الدكتور جمال لمعى وأدارت الندوة الناقدة الدكتورة فينوس فؤاد. حيث عرض الفنان الدكتور جمال لمعى مجموعة أعمال فنية من مختلف دول العالم تتناول طبيعة العلاقة بين الفنان والبيئة المحيطة به من حيث التفاعل والتعايش معها مؤكداً من خلال العرض على أن المفاهيم الفنية وطبيعة الفن قد تغيرت عبر القرون المختلفة لتتحول من الفن المرتبط بالرفاهية إلى الفن المرتبط بالضرورة ، كما عرض نماذج عديدة من تحول الفن من لوحة الحامل إلى التفاعل مع القضايا المجتمعية والحياتية واستخدام الفن فى تصميم المبانى الحديثة والمبانى الخضراء ، كما دعى إلى ضرورة الإرتقاء بالأعمال الفنية لتخرج من المفاهيم الكلاسيكية التى تدرس الآن فى الجامعات المصرية وكليات الفنون لتخرج إلى إطار التعبير عن الذات والشخصية الفنية المميزة لكل شخص ينتج فناً ، ولا تتحول من خلال الموضوعات التقليدية إلى نسخ مكررة عديمة الهوية. كما أكد على أن عدم الإلتزام بالقواعد الكلاسيكية فى الفن مثل المنظور والظل والنور هو أهم كا يظهر فى الفن الفطرى الذى يشبه فنون الأطفال من حيث العفوية والتلقائية. وأن مثل هذه الفنون هو الأكثر إنتشاراً فى الغرب الآن ويلاقى رواجاً كبيراً ويقبل عليه الجمهور لإقتنائه. أما الناقد الدكتور خالد البغدادى فقد تطرق إلى تغير مفاهيم الفن من فنون جميلة إلى تشكيلية إلى فنون بصرية ، كما ناقش قضية التعايش بين الواقع والخيال فى الأعمال الفنية ، أو الواقع والمأمول والبحث عن لغة مشتركة بين الفنان والمتلقى تقوم بتيسير عملية التواصل بينهما ، كما رفض أن يقوم الفنان بشرح عمله الفنى للجمهور وشبهه بالمقطوعة الموسيقة الملونة التى لا يطالب فيه الموسيقى بشرح أحاسيسه للمتلقى ، حيث أنه يتفاعل معها كما هى دون أن يعرف لغة النوتة الموسيقية ورموزها. بينما اكدت الناقدة الدكتور فينوس فؤاد على ضرورة أن يوظف الفن فى خدمة المجتمع ويسعى إلى الى تنميته وأشارت إلى أنه فى الفترة الأخيرة تفاعل مجموعة من النحاتين مع فكرة جديدة وهى بناء مجتمعات جديدة ذات طابع فنى يقوم على توظيف الأشكال النحتية فى العمارة الحديثة ، كما أشارت إلى أهمية التنمية الثقافية وتوسيع مفهوم الثقافة البصرية للوصول إلى مجتمع مبدع قادر على التجديد والإبتكار ، كما دعت إلى أهمية التاصل بين الأجيال الفنية المختلفة ، وعدم إعتماد طلاب الفنون على ماتدرسه الجامعات من نماذج كلاسيكية بل عليهم مشاهدة الماعرض المختلفة لمحاولة التفاعل مع الإتجاهات الفنية الحديثة وخصوصاً الفنون المعاصرة التى تعتمد على المفاهيم بصورة كبيرة وتبحث عن لغة جديدة للإبداع الفنى ، حيث أن الإبداع الفنى تحول إلى الإطار التفاعلى وهو الأكثر تأثيراً وتعايشاً فى الوقت الحالى ، وأن له الفضل الكبير فى إزالة الحواجز بين الفن والمتلقى ، مما أدخل شرائح جدية من المجتمع إلى قوائم متذوقى ومبدعى الفنون . وتعد هذه الورش والندوات إضافة جديدة للدور الرائد الذى قدمته ولازالت مؤسسة روز اليوسف العريقة من رعاية للفن والمواهب الشابة.