بمناسبة مرور 150عاما على ميلاد شاعر الهند رابندراناث طاغور ، قام الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة ، إس .إم .كريشنا وزير الخارجية الهندى بازاحة الستار عن بورترية للشاعررُسمت له فى الهند، من خلال إحتفالية أقامتها السفارة الهندية بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية وذلك ببيت الشعر بالقاهرة ، بحضورسواميناثان سفير الهند فى مصر وسفير فنزويلا وبنجلاديش ود.عماد أبو غازى وزير الثقافة السابق ود. سعيد توفيق الأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة ، وم.محمد أبو سعدة رئيس الأدارة المركزية لصندوق التنمية الثقافية ،وأحمد عبد المعطى حجازى رئيس بيت الشعر. أعرب وزير الثقافة عن مدى سعادته بهذه المناسبة الرائعة فى الاحتفاء بذكرى ميلاد أحد أعلام الأدب فى العالم ، وهو الشاعر الهندى طاغور،التى تُزاح فيها الستار عن لوحته فى بيت الشعر خلال هذه الأيام التى تشهد ربيع الأمة المصرية بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة، مشيراً عبد الحميد إن مصر والهند تعتبران ممثلتا أعرق موجات الحضارة والثقافة فى العالم اجمع ومن العظمة بالمكان أن نحتفى بأعلام الأدب فى كلتا الدولتين بين الحين والأخر ، وأن هذه الأعلام الأدبية تعتبر حجر الزاوية فى إرثنا الثقافى والأدبى التي تمثل جزءاً لا يتجزأ من وجودنا الحديث والمعاصر ،وعلى هذا التراث قامت أجيال جديدة بالبناء ، وهناك أجيال قادمه فى المستقبل سوف تبنى منجزها أيضاً عليه، وفى هذه المناسبة بدأ شاكر بمقتبس من كتابات طاغور وهو "إن الجمال هو ابتسامة الحقيقة عندما تنظر نفسها فى مرآة صادقة ". إن هذا المقتبس كان حافزشاكر الذى أستحثنه على قراءة طاغور مراراً وتكراراُ خلال رحلته الأكاديمية والثقافية ، مضيفاً بأن طاغور كان شخصية متعددة المواهب ، فقد كتب الشعر والقصة القصيرة والرواية، إضافة إلى قيامه بتأليف وتلحين أكثر من ألفى أغنية ،بجانب كونه فناناً تشكيلياً فريداً لقد تأثر فى موسيقاه بالموسيقى الهندوسية وقد كان طاغور الابن الأصغر بين 13 طفلاً ولايمكن تجاهل جهده فى إعادة تشكيل الأدب فى بلاده من خلال أشعاره المرهفة الرائعة ، ومن ثم أصبح الشاعر غير الاوروبى الأول الذى يحصل على جائزة نوبل فى الأدب عام 1913 . جدير بالذكر أن طاغور كان ثورياً فى توجهاته السياسية فقد أدان الإمبريالية وأعرب تماما دعمه للقومية الهندية ، مؤكداً أن لدنيا الكثير عن دوره الأدبى فى تاريخ الهند. وأشار كريشنا عن سعادته بوجوده في مصر ، عندما دخل حي الأزهر العتيق الذي يوجد به بيت الشعر أدرك تماما لماذا يطلق علي القاهرة أو مصر لقب" أم الدنيا " ، مضيفا بأن هذه المدينة أنجبت العديد من عباقرة الشعر ، وأن بيت الشعر هذا البيت التراثي هو المكان المناسب لإحتضان هذا الإرث ، مضيفا بأنه ينتمي لبلاد ذات حضارة قديمة تقدر هذا النوع من التراث ، ولا يزال العالم يتذكر جوروديف رابندراناث طاغور أحد أبناء الهند العظام حتي بعد مرور 70 عاما علي وفاته ليس فقط بسبب ما تركه من أشعار غنائية وأغان شجية وأشكال الدراما الراقصة ، ولكن بسبب أفكارة السديده كأحد رواد الحركة التعليمية ، والأهم من ذلك فلسفته الإنسانية التي كانت تؤمن بأهمية الوحدة بين بني البشر ، في الوقت الذي نحاول فيه أن نحافظ علي هويتنا المتفردة كأفراد وجماعات وتجمعات بشرية وأمم ، وأكد علي الاحتفاء بالقواسم المشتركة التي تجمع بين الأمم ، وفي نهاية كلمته ألقي مجموعة أشعار طاغور التي تحمل اسم " جيتا نجالي " وأشارسواميناثان أن لولا دعم وزارة الثقافة المستمر ، لما أستطاع مركز مولانا أزاد الثقافي الهندي بالقاهرة أن ينظم العديد من الفعاليات والأنشطة منذ مايو 2011 للإحتفال بالذكري 150 لميلاد الشاعر طاغور ، مضيفا أن طاغور كان من الشخصيات البارزة علي مستوي العالم ، حيث كان شاعرا متصوفا ومؤلفا لروايات وقصص قصيرة ومسرحيات وموسيقي ، بالإضافة إلي أن طاغور كان أحد رموز الحركة الوطنية الذين ساهموا في حصول الهند علي إستقلالها ، لقدحصل طاغور علي جائزة نوبل في الأدب عام 1913 وكان محب كثيرا للسفر ، وقام بزيارة مصر في عامي 1878 و 1926 وربطته صداقة بالشاعر أحمد شوقي ، وعندما عرضت وزارة الثقافة المصرية عمل بورترية لطاغور ، تمت الموافقة علي الإقتراح ، وقام المجلس الهندي للعلاقات الثقافية علي الفور باهداء البورترية الخاص لطاغور للشعب المصري متمثلا في بيت الشعر . وأكد حجازي علي أنه ليس غريبا أن تكون صورة الشاعر الهندي طاغور هي أول صورة يزاح عنها الستار في بيت الشعر المصري لتحتل مكانها فيه ، فطاغور ليس شاعرا هنديا فحسب ، ولكنه شاعر حقيقي لوطنه وللعالم كله ، للشرق والغرب ، الماضي والحاضر والمستقبل ، هذه القدرة الفذة تمثل الكل ، نراها في حياة طاغور وأعمالة ، فهو شاعر وكاتب مسرحي وروائي ومغني وفيلسوف ، ومواطن هندي وعالمي ، رجل وقديس ، ولد طاغور منذ 150 عاما ، وقد رحل وعمرة 80 عاما ،وقد زار مصر في العشرينات من القرن الماضي ، وهاهو يزورها من جديد هذا العام وسيظل معنا . أعقب ذلك فقرة غنائية هندية عن فصل الربيع ، بالاضافة لإلقاء مجموعة من القصائد الشعرية شارك فيها محمد ابراهيم أبو سنة ، د . حسن طلب ، محمد سليمان ، السماح عبد الله أنور . وفي ختام الحفل قام وزير الخارجية الهندي باهداء مجموعة من الكتب لرئيس بيت الشعر .