لجان البرلمان تواصل مناقشة مشروع الموازنة.. التموين والطيران والهجرة وهيئة سلامة الغذاء الأبرز    اليوم.. «محلية النواب» تناقش طلب إحاطة بشأن إزالة 30 عقارًا بالإسماعيلية    الريال السعودي يواصل التراجع مقابل الجنيه بالبنك الأهلي اليوم الثلاثاء    بنك مصر يوقع عقد قرض طويل الأجل ب 990 مليون جنيه مع إيديتا للصناعات الغذائية لتمويل خطوط إنتاج جديدة    ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة بمستهل تعاملات اليوم    محافظ جنوب سيناء: نسعى للنهوض بالسياحة العلاجية وشرم الشيخ تتميز بتنوعها السياحي    طهران تصدر تحذيرات مشددة للدبلوماسيين الإيرانيين في الخارج    آخر مستجدات جهود مصر لوقف الحرب في غزة والعملية العسكرية الإسرائيلية برفح الفلسطينية    مبعوث أممي يدعو إلى استئناف المحادثات بين إسرائيل وحماس    زلزال يضرب محيط مدينة نابولي جنوبي إيطاليا    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى 49570 جنديًا منذ بداية الحرب    10 لقطات لا تنسى في موسم الدوري الإنجليزي 2023-2024 (صور)    رقم تاريخي لعدد أهداف موسم 2023/24 بالدوري الإنجليزي    الحالة الثالثة.. التخوف يسيطر على الزمالك من إصابة لاعبه بالصليبي    بشير التابعي: معين الشعباني لم يكن يتوقع الهجوم الكاسح للزمالك على نهضة بركان    أول صور لحادث سقوط سيارة من أعلى معدية أبو غالب في المنوفية    بالأسماء، إصابة 18 عاملًا في انقلاب ميني باص بالشرقية    موعد عرض مسلسل دواعي السفر الحلقة 3    داعية إسلامي: الحقد والحسد أمراض حذرنا منها الإسلام    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 21-5-2024    جهات لا ينطبق عليها قانون المنشآت الصحية الجديد، تعرف عليها    التأخيرات المتوقعة اليوم فى حركة قطارات السكة الحديد    موعد إجازة عيد الأضحى 2024 في مصر: توقيت وقفة عرفات وعدد أيام العطلة    تراجع سعر الفراخ البيضاء واستقرار البيض بالأسواق في منتصف الأسبوع الثلاثاء 21 مايو 2024    حمدي الميرغني يحيي ذكرى رحيل سمير غانم: كنت ومازلت وستظل أسطورة الضحك    تعليم الوادى الجديد تحصد المركز الثامن بالمسابقة البحثية للثقافة الإسلامية    بعد رحلة 9 سنوات.. ماذا قدم كلوب لفريق ليفربول؟    جامعة أسيوط الجديدة التكنولوجية تنهي كافة الاستعدادات لامتحانات الفصل الدراسي الثاني    ننشر بالأسماء ضحايا حادث العقار المنهار بالعياط    براتب 5000 جنيه.. وزارة العمل تعلن عن وظائف جديدة بالقاهرة    قبل طرحه في السينمات.. أبطال وقصة «بنقدر ظروفك» بطولة أحمد الفيشاوي    ضياء السيد: مواجهة الأهلي والترجي صعبة.. وتجديد عقد معلول "موقف معتاد"    عاجل.. مصرع شاب إثر غرقه بمياه نهر النيل بمنشأة القناطر    فرصة للشراء.. تراجع كبير في أسعار الأضاحي اليوم الثلاثاء 21-5-2024    مندوب فلسطين أمام مجلس الأمن: إسرائيل تمنع إيصال المساعدات إلى غزة لتجويع القطاع    أحمد حلمي يتغزل في منى زكي بأغنية «اظهر وبان ياقمر»    وزير الصحة: صناعة الدواء مستقرة.. وصدرنا لقاحات وبعض أدوية كورونا للخارج    وزير الصحة: مصر تستقبل 4 مواليد كل دقيقة    «في حاجة مش صح».. يوسف الحسيني يعلق على تنبؤات ليلى عبداللطيف (فيديو)    الطيران المسيّر الإسرائيلي يستهدف دراجة نارية في قضاء صور جنوب لبنان    منافسة أوبن أيه آي وجوجل في مجال الذكاء الاصطناعي    الأنبا إرميا يرد على «تكوين»: نرفض إنكار السنة المشرفة    المقاومة الفلسطينية تستهدف قوات الاحتلال قرب مفترق بلدة طمون جنوب مدينة طوباس    «سلومة» يعقد اجتماعًا مع مسئولي الملاعب لسرعة الانتهاء من أعمال الصيانة    انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق شقة سكنية بالعمرانية    «الداخلية»: ضبط متهم بإدارة كيان تعليمي وهمي بقصد النصب على المواطنين في الإسكندرية    الدوري الإيطالي.. حفل أهداف في تعادل بولونيا ويوفنتوس    دعاء في جوف الليل: اللهم ابسط علينا من بركتك ورحمتك وجميل رزقك    ميدو: غيرت مستقبل حسام غالي من آرسنال ل توتنهام    موعد عيد الأضحى 2024 في مصر ورسائل قصيرة للتهنئة عند قدومه    رفع لافتة كامل العدد.. الأوبرا تحتفي وتكرم الموسيقار عمار الشريعي (تفاصيل)    مصطفى أبوزيد: تدخل الدولة لتنفيذ المشروعات القومية كان حكيما    أطعمة ومشروبات ينصح بتناولها خلال ارتفاع درجات الحرارة    حظك اليوم برج الميزان الثلاثاء 21-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    على باب الوزير    بدون فرن.. طريقة تحضير كيكة الطاسة    تأكيداً لانفرادنا.. «الشئون الإسلامية» تقرر إعداد موسوعة مصرية للسنة    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سلسله اسرار عالم المخابرات و التجسس **Y&M**
نشر في شموس يوم 16 - 12 - 2013


مقدمة ....
اذا كانت المعرفة اشكل ضرورة للأنسان كي يواكب عصره كعنصر واع و مؤثر في دائرة وجوده فلعل معرفة عالم المخابرات تشكل ضرورة قصوى بامتياز لإنسان العصر ذلك انه مما قيل في الجاسوسية عن حق انها تقرر مصائر الشعوب ..
ان المتداول من مواد إخبارية في وسائل الاعلام و النشرات التى بمتناول الناس يبقي الى حد بعيد بمثابة القشور لبواطن الأمور التي يجري تقريرها خلف الأبواب المغلقة في عالم مستتر بعوازل من تسمياتها (( الأمن القومي )) وما شابه . و تبقي تلك القرارات و وسائل تنفيذها من اسرار الدول التي لا يفشى بعضها إل بعد مرور زمن محدد و بعضها الآخر قد لا يفشي ابداً للعموم و تبقى معرفته حكراً على قلة من أصحاب الصلة المباشرة به ....
علماً بأن الجاسوسية لم تعد تقتصر اليوم علي عالمي السياسة و الدبلوماسية و الأمن فقط بل باتت تشمل عوالم العلوم و الاقتصاد و سائر شؤون الحياة ... و في هذه السلسله سنحاول إماطة اللثام عن الكثير من تلك الاسرار التي تعني مباشرة مصير كل انسان و التي ليس بمقدور من لا يطلع عليها ان يواكب علي دروب الحياة بأى شكل من الاشكال مثل اؤلئك الذيم تسنت لهم معرفتها .....
**Y&M** التسميات و التعريف **Y&M**
الاستخبارات و المخابرات و الاستقصاء و الجاسوسية و المكتب الثاني و الشعبة الثانية و الأمن القومي .. كلها اسماء تتشابه في المضمون للدلالة على نشاط يتشابه في الجوهر :
(( العمل سراً في حقل معين للأطلاع على اسرار هذا الحقل و نقل المعلومات المكتشفة بوسائل مختلفة الى الجهة المكلفة . و قد يكون هذا الحقل من قبيل العلوم او التجارة او الصناعة او الفنون او حتى الشؤون الدينية و بخاصة من قبيل الشؤون العسكرية و السياسية و الأمنية و كل ما يتصل بالحكومات و الجيوش و الادارات الرسمية و شبة الرسمية ى كافة انحاء العالم )) ...
و بتحليل معاني التسميات يتضح لنا ان كلمة استخبارات و كلمة مخابرات متصلتان من جذر (( خبر )) ذات المعاني العديدة المصدر فيها الخبر اى العلم بالشئ و من هذا المصدر : (( خَبُر و خبَر و خُبراً و خِبراً و خُبرةُ و خِبرةً و مَخُبرةً و مَخبَرةً الشيء و به )) و علمه بحقيقته و كهنه و خبّره و أخبَرَه الشيءَ و بالشيء : أعلمه إيّاه و أنبأه به : أمّا فعل خابَرَ فيستعمله البعض بمعنى كالمه و باحثه و منها المخابرة بواسطة الهاتف و سواه أما كلمة تخبَّر الأمر فتعمي علمه بحقيقته و تخبّره تعني سأله الخبر و اختبر الشيء معناها ايضاً علمه بقيقته و استخبره تعني ما تعنيه كلمة تخبّره أمّا الخَبرُ و الخبِر من الرجال فهو العالم بالخبر و الخبَر و جمعها اخبار و أخابير فمعناها ما ينقل و ما يُتحدث به . كما هو معلوم و الأخباريّ هو من يدون الأخبار و يسردها فهو أشبه بمراسل الصحف و أجهزة الإعلام اليوم أمّا المخبر فبلغة اليوم هو الكلف باعمال ستخباراتية ....
اما الجاسوسيّة فمصدرها الجَسَس و إدغاماً الجسّ و معناها البحث عن الأخبار و الأمور و تفحصها و الجاسوس و جمعها الجواسيس هو الذى يتجسس الأخبار و المعلومات ثم ياتي بها و الجاسوسية هي مهنة الجاسوس كما تعني في الوقت نفسة (( منظمة تؤلفها الدول في بلادها لتتجسس لها اأخبار و تستطلعها و تاتيها بها )) و في المقابل هناك منظمات (( ضد الجاسوسية )) التي تجعل لمعاكسة عمال الجاسوسية ..... و قد اعتبر باحثون (( المصدر : صالح محمود عابدين - المخابرات و الأمن و الجاسوسية )) ان التجسس مهنة قديمة قدم وجود الجنس البشرى و تعتمد على ذكاء الأفراد القائمين بها .....
و يفسر (( القرطبي )) التجسس بأنه هو (( البحث عما يكتم عنك )) و الجاسوس يُسمّى (( عيناً )) لأن عمله بعينيه أو لشدة اهتمامه بالرؤية و استغراقه فيها و كأنّ جميع اعضاء جسده صارت عيناً ... كما ورد في دائرة المعارف الاسلاميه ان كلمه (( الجاسوس )) تدل على المعني المعروف و هي ترد متلازمة مع كلمة (( عين )) ك (( عين الرقيب )) و من ثم فإنه لا يمكن في جميع الأحوال ان نميز بين الكلمتين و لا يكاد المرء يستطيع ان يناقش احداهما دون الرجوع الى الأخرى على ان الظاهر هو ان كلمة (( جاسوس )) تستعمل بصفة أخص للدلالة على ال (( عين )) الذى يُرسل بين صفوف العدو و قد عرفت الجاسوسية بانها (( مهنة الجاسوس )) ......
**Y&M** القوانين العسكرية عن التجسس **Y&M**
تتحدث القوانين العسكرية عن (( التجسس )) بمعناه الحديث حيث اصبحت التسمية تعني نوعاً من اعمال العمل الاستخباري و هدفه البحث و الحصول على المعلومات المختلفة في دولة ما و نقلها (( بطرق سرية )) من مكانها الي مكان اخر بواسطة عملاء دولة اخرى و هو احد الانواع المختلفة من النشاطات المتعلقة بالأمن الوطني و القومي و السياسة الخارجية التي تمارسها الدولة و تنبع اهميتها من ان القرارات تتخذ بناء على توافر معلومات معينة ....
في اللغتين الفرنسية و الانجليزية اصل التسمية Espionnage من فعل Espionner الفرنسي و To spy الانجليزى اللذين يعنيان : مراقبة الآخر بسرية في أفعاله و أقواله لنقل تقرير حولها أو لغاية شخصية . أما التسمية الحديثة فأصبحت تقرن بالذكاء و أصبحت منظمات التجسس تحمل أسماء Intelligence و أصبح اسم الجاسوس بالإنجليزية Intelligencer عوضاً عن spy . أما في اللغة الفرنسية فقد أعطي مفهوم الأمن كبديل لكلمة تجسس و أصبحت أجهزة الاستخبارات تحمل وصف Securite فيقال : Direction Generale de Securite du Territoire و اختصاراً D.G.S.T أى المديرية العامة للأمن الداخلي و يقال أيضاً : Direction Generale de Securite Exterieure و اختصاراً D.G.S.E أي المديرية العامة للأمن الخارجي .
أما تسمية الشعبة الثانية و هي شعبة الاستعلام و الاستخبار العسكري في الجيوش فقد جاءت مباشرة بعد الشعبة الأولى التي تختص بالإدارة و الأفراد و قبل الشعبة الثالثة التي تختص بالتدريب و العمليات و الرابعة المختصة باللوجستية و التجهيز و الخامسة التي تعنى بالإعلام و التوجيه و العلاقات العامة . ثم أطلق مجازاً على الشعبة الثانية اسم المكتب الثاني . و قد مرت تسميات دوائر الاستخبارات و الجاسوسية في العالم بأطوار مختلفة نورد أمثلة عنها في ما يلي : (( المصدر : Andrew Christopher & Gordievsky Oleg , Le KGB 1917 - 1990 dans le Monde )) ....
* ففي الاتحاد السوفياتي السابق أنشئ في كانون الأول عام 1917 م جهاز مخابرات باسم (( المجلس الروسي الاستثنائي من اجل المعركة ضد الثورة المضادة و التخريب Tcheka )) و في شباط عام 1922 م أنشئت (( الهيئة الشعبية للعمل الداخلي N.K.V.D )) التي سرعان ما ألحقت بها ال (( tcheka )) و ألحق الجهازان في ما لعد ب (( اللجنة الشعبية لأمن الدولة N.K.G.B )) سنة 1941 م قبل إنشاء (( الوزراة السوفياتية لأمن الدولة M.G.B )) سنة 1946 م و كانت قد أنشئت في تموز 1923 م (( مديرية أمن الدولة الموحدة السياسية O.G.P.U )) و دمجت بال (( N.K.V.D )) باسم (( G.U.G.B )) في تموز عام 1934 م كذلك دمجت بنفس الجهاز (( N.K.V.D )) و في سنة 1947 م أنشئت في الاتحاد السوفياتي (( مديرية التجسس الخارجي )) اتي تحولت سنة 1951 م إلي (( لجنة الاستعلام K.L وضمت ال M.G.B و ال G.P.U )) و في اذار 1953 م دمجت ال K.I مع (( وزارة الشؤون الداخلية السوفياتية M.V.D )) و في اذار 1954 م أنشئت (( لجنة أمن الدولة )) الشهيرة باسم ال (( K.G.B )) و في ال (( K.G.B )) اقسام ملحقة بها مثل (( مركز الجاسوسي المضادة و الأمن Ligne K.R )) و (( مركز الاستخبارات السياسية Ligne P.R )) و (( مديرية المخابرات العلمية و التكنولوجيا Ligne X )) و (( الدعم العملاني و التقني O.T )) و (( الموت للجواسيس Smersh )) و (( تنسيق المعطيات العملانية و التأسيسية S.O.U.D )) كل ذلك بادارة (( المديرية العامة الشيوعية لل K.G.B )) و اختصار تسميتها (( P.D.G )) .....
* و في إسبانيا دعي جهاز المخابرات (( دائرة أمن إسبانيا الجمهورية S.I.M )) ....
* وفي أفغانستان كان اسم جهاز المخابرات (( دائرة الأمن الأفغانية K.H.A.D )) ....
* و في ألمانيا كان اسمها (( دائرة الأمن S.S.D )) و (( دائرة استخبارات رئاسة الأركان الألمانية Abeweher )) . و في المانيا الغربية بعد تقسيم الدولة أنشئت (( دائرة الجاسوسية شبة الرسمية Gehlen Org )) قبل انشاء (( دائرة الأمن المضادة للجاسوسية B.F.V )) و (( دائرة التجسس الألمانية B.N.D )) و أنشئت في المانيا الشرقية (( دائرة الأمن S.S.D )) .....
* و في انغولا سميت (( مديرية الأمن الأنغولية D.I.S.A )) ....
* و في بريطانيا سميت (( قيادة الاتصالات الحكومية G.C & C.S )) و (( دائرة المخابرات السرية S.I.S )) ثم (( دائرة الأمن البريطانية M.I.5 )) و (( جهاز المخابرات البريطانية M.I.6 )) التابع لوزارة الخارجية و (( العمليات الخاصة التنفيذيه S.O.E )) .....
* و في يلغاريا (( مديرية الأمن البلغارية D.S )) .....
* و في بولونيا في خلال الحرب العالمية الثانية سميت (( الجيش الداخلي البولوني Arma Krajova )) و اخنصاراً (( A.K )) ثم انشئت (( دائرة الأمن البولونية U.B على يد ال S.B )) ....
* و في تشيكوسلوفاكيا سميت (( دائرة الأمن التشيكوسلوفاكية S.T.B )) .....
* و في رومانيا سميت (( مديرية الأمن الرومانية Dispora )) و (( دائرة التجسس الرومانية D.I.E )) .....
* و في فرنسا أنشئت دائرة استخبارات تحت اسم (( دائرة التوثيق الخارجي و المضادة للجاسوسية S.D.E.C.E.K )) خلفتها (( المديرية العامة للأمن الخارجي D.G.S.E )) و قسم تجسس مضاد تحت اسم (( قسم المراقبة الإقليمية D.S.T )) ....
* و في الموزمبيق سميت (( دائرة أمن الموزمبيق S.N.A.S.P )) ...
* و في هنغاريا سميت (( دائرة الأمن الهنغارية A.V.O )) قبل انشاء ال (( A.V.H )) .....
* و في الولايات المتحدة الامريكية سميت (( دائرة الأمن العسكرية A.S.A )) ثم (( وكالة أمن القوات المسلحة A.F.S.A )) و (( مكتب الخدمات الاستراتيجية O.S.S )) قبل انشاء (( وكالة الأمن القومي N.S.A )) و (( وكالة المخابرات المركزية C.I.A )) و (( مكتب المباحث الفيدرالي F.B.I )) ......
* و في يوغوسلافيا سميت (( دائرة الأمن اليوغوسلافية O.Z.N.A )) قبل انشائها باسم (( U.D.B.A )) .......
و كثيراً ما يطلق علي رجال المخابرات و الجاسوسية الذين يعملون في الخفاء اسماء تشنيعية كالأشباح مثلاً أما تسمية عميل فقد غدت غير مرغوب في استعمالها من قبل أهل المخابرات و ان كانت في الاساس ترجمة لكلمة Agent الفرنسية و الانجليزية و ترجمتها الحرفية (( وكيل )) و (( معتمد )) و (( مأمور السلطة )) إضافة إلى (( مخبر سري )) أي جاسوس . ز لا تزال كلمة (( الجاسوس )) الى اليوم كلمة غير مستحبة رغم ان الدول قد جعلت مؤسسات التجسس الوطنية المعتمدة في مرتبة لائقة .. و يلاحظ ان كلمة (( عميل سري )) لا تعني جاسوساً بالمعنى الشامل فالعميل السري هو من يعمل لحساب دولة بناء على طلب هذه الدولة و سواء كان موظفاً او متطوعاً فإنه في نظر الدولة التي تستعمله (( عميل )) حتى لو خان بلده من اجلها .. الوحيدون الذين يفرقون بين عميل و عميل هم الانجليز فتقاليدهم التي تفرق دائماً بين ما هو انجليزي و غير انجليزي دفعتهم الى تسمية العميل الغريب (( مخبراً )) و وحده البريطاني بنظرهم يستحق لقب عميل ......
التجسس اسطورة في نظر الكثيرين أو هو موضوع تندّر و تسلية للبعض الآخر و سرّ غامض يجتذب فضول البعض الآخر ... و هو في اكثر الحالات كلمة سحرية تحمل أكثر من الرومنطيقيّة و اللامعقول . و ربما عاد السبب في ذلك الى روايات التجسس التي تمجد و تجمل و تبالغ و تقلّل من أهمية هذا الموضوع .. على أنّ أخطر أسلحة التجسس هو انتفاء فكرة وجوده الواقعي من ذهن الناس ....
عرف الإنسان منذ وقت سحيق و ممعن في القدم أنشطة المخابرات و الجاسوسية و خاصّة جمع المعلومات و تحليلها و لقد نهضت الشعوب و الأمم و قامت و تقوّضت دعائمها اعتماداً على مدى إتقانها لفنون الحصول على المعلومات التي تحتاج إليها في بقائها و حياتها و مدى حسن استخدامها لها ....
ليس هنالك أي شيء جديد بشأن العمل الخفي و يمكن تتبع و اقتفاء آثاره في الزمن الغابر بدءاً من الفكر العسكري و السياسي للجنرال الصيني (( صن تسو )) في سنة 500 ق . م مروراً بالفكر الميكافيللي الذي توصل في القرن السادس عشر الى نتيجة مؤداها ان ثمة أسلوبين للتغلب على العدو هما (( القوة و الخداع )) .....
و قد وجدت الجاسوسية في العالم من اجل تمكين جهه من الجهات من الأطلاع سراً على احوال جهة او جهات أخرى و اسرارها و استكشاف ما يمكن استكشافة سراً من شئون معينة لدى تلك الجهات .. و يمكن ان تكون الجهة موضوع التجسس عدوًّا او صديقاً او حليفاً او على أي مستوى اخر من مستويات العلاقات الاجتماعية بين الجماعات و الشعوب و المؤسسات السياسية و العسكرية او التجارية و الاقتصادية او حتي العلاقات الشخصية بين شخص و اخر بما في ذلك العلاقات الحميمة منها إلا ان ابرز اعمال التجاسوسية تبقي تلك المتعلقة بالشؤون العسكرية و الحربية لذلك تطورت تسمية اجهزة الاعمال الجاسوسية مع الايام الي تسميات يتلازم معها نعت الامن ... ففي البدء كان التجسس العسكري هو الاهم و كاد ان يكون محصوراً في الغالب بحقبات الحروب اما تنوع اعمال المخابرات فقد تطور مع تطور الحضارات و المجالات و صراعها ....
و بالإمكان اختصار كل هذه الأنواع من الاستخبار و الاستعلام بكلمة واحدة هي (( الجاسوسية )) .. غير ان أعمال الجاسوسية قد تطورت في حقبات مبكرة من التاريخ الى ما يتخطّى الاستعلام و الاستخبار أصبحت تطال عمليات يكلف الجواسيس القيام بها داخل نطاق الجهة المتجسس عليها من تلك الأعمال :
* ما هو تخريبي عملاني كما هي الحال في قصة (( حصان طروادة )) التي سنروي حكايتها علي سبيل المثال لاحقاً ....
* و منها ما هو نقل وثيقة او غرض معين خلسة من نطاق الآخر الى حيز الفريق الذي يعمل الجاسوس لصالحه ....
* و منها ايضاً ما هو نوع من بث الشائعات في صفوف الفريق الآخر لمصلحة الفريق المتجسس .....
هذه الاعمال قد عرفتها الجاسوسية منذ القديم قبل ان تتطور كثيراً إلى أعمال متعددة المهمات كما باتت عليه في العصر الحاضر و لعل اكثر الجواسيس خطوره على مستوي العالم هو المتمثل في الشبكة العنكبوتيه (( النت )) التى استطاعت ان تتغلغل داخل المجتمعات و الشرائح الطبقية في كافة انحاء العالم .. على انه مهما تطور العلم و تقدمت التقنيات يبقى الإنسان الفرد هو الممارس الأساسي لفنون اللعبة .....
و في مطلق الأحوال و العهود و المهام يفترض بالجاسوس الذي يكلف القيام باي نوع من تلك الأنشطة ان يتحلى بمواهب عديدة ليس أقلها الذكاء و الالتزام و سرعة الخاطر و اتقان فنون التمثيل و المعرفة و القوة البدنية في أحيان كثيرة و الدراية و الشجاعة و الكتمان و الصلابة و الهدوء و أن يكون حسن السيرة بحيث لا يثير الشبهات حوله و متحرراً من القيود العائلية و الاجتماعية و غير ذلك من الصفات و المواصفات التي لا يمكن للإنسان ان يمتهن الجاسوسية من دون ان يكون متمتعاً بها .......
**Y&M** النظرة الاجتماعيَّة إلى الجواسيس و المخبرين **Y&M**
في الواقع يُظلم الجواسيس بتعميم الوصف الشنيع عليهم . فصحيح أن (( التجسس ليس لعبة القساوسة )) كما قال (( الين دالاس )) ذات يوم و هو مدير سابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (( المصدر : فولكمان إرنست - الجواسيس عملاء سريون غيروا مجرى التاريخ )) .
و صحيح ان هناك جواسيس باعوا أنفسهم و وطنيتهم و انتماءهم مقابل حفنه من المال فأضحوا يعملون ضد اوطانهم و ابناء جلدتهم لصالح الاعداء احياناً إلا أن هنالك اخرون منهم تدفعهم وطنيتهم و التزامهم بأنتمائهم لخوض المخاطر و اقتحام غمار الأخطار في سبيل الكشف عن أسرار العدو فهؤلاء ايضاً جواسيس لذلك لا يصح تعميم الإساءة إلى كل من يعمل في نطاق الجاسوسية و تحويل معني الكلمة الى شتيمة غير أن العقلانية تغيب غالباً عن معنى المفردات فيصبح معنى السوء ملازماً لكلمة او تسمية اطلقت في الأساس على مضمون ليس فيه أي سوء ......
و بالرغم من أنه ليس بمقدور كل إنسان أن يكون جاسوساً إذ أنه من المفترض أن يكون المكلفون بمهام الجاسوسية الخطيرة أن يتمتعوا بمزايا خاصة كالجرأة و الشجاعة و الصبر على المكاره و الذكاء و الحكم الصحيح إضافة إلى البراعة في الوصول إلى المعلومات من مصادرها الحقيقية و الابتعاد عن السكر و المخدرات و ما شابه ... فكثير من الباحثون يقولون ان الجواسيس من وقت إلى آخر يتعرضون للشتائم و التكريم و الاحترام و التجاهل و المدح و الذم و هذه مشألة تتصل بوجهة النظر الفردية إلى حد كبير . و مما له دلالته في هذا المجال هو ان (( ناثان هيل )) الجاسوس الأمريكي خلال الحرب الثورية يلقى تكريماً من أهل بلده بسبب عبارته الشهيرة (( يؤسفني أنني لا أملك غير حياة واحدة أقدمها إلى بلدي )) فيقام له احتفال سنوي بمناسبة إعدامه على أيدي البريطانيين و لكن و جهة نظر البريطانيين في أمر (( ناثان هيل )) مختلفة تماماً و هي ناشئة بالضرورة عن تفكيرهم في عدد الجنود البريطانيين الذين ماتوا نتيجة المعلومات الاستخباراتية التي قدمها إلى الجنرال (( جورج واشنطن )) . و بالمثل فإن الجاسوس السوفياتي (( ريتشارد سورغ )) جرى تكريمه من خلال إصدار طابع بريد تذكاري في موسكو بعد حوالي 25 عاماً من إعدامه على أيدي اليابانيين . و لكن الألمان لم يقدموا على مثل هذا التكريم أبداً ذلك أن الآلاف من رجالهم الشباب ماتوا في الثلوج حول موسكو في شتاء 1941 م على ايدى القوات السيبيرية التي انتقلت غرباً للقيام بمذبحة الألمان ذلك الانتشار للقوات السيبيرية ما كان يمكن أن يحدث لو لم يكتشف (( سورغ )) أن اليابانيين قرروا عدم القيام بهجوم على الاتحاد السوفياتي .. (( المصدر : فولكمان إرنست - الجواسيس عملاء سريون غيروا مجرى التاريخ )) .....
أما و قد أصبحت أجهزة المخابرات و الجاسوسية معتبرة بمثابة العمود الفقري لأي نظام دولة و لأمنها على كافة الصعد فباتت الدول تبذل غالياً ثمن الوصول الى حيازة مؤسسات مخابراتية تجسسية على المستوى المطلوب لتخريج رجال و نساء اكفاء جديرين جديرين بصفة (( العميل )) او (( الجاسوس )) و بالقيام بمهامهم الخطيرة بالتزام و أمانة تجاه دولتهم . و منهم من يمضي سنوات طويلة في مدارس و معاهد و مؤسسات قبل انخراطه في السلك و تسلمه مهامه و مع هذا فإن بعض الآباء مازالوا لا يرغبون في أن يكون أبناؤهم جواسيس . غير أن هذا لا يمنع من أن يكون كثيرون من خريجي مدارس الجاسوسية و مؤسساتها قد تدرجوا في المناصب الرسمية حتى بلغوا أرفعها على الاطلاق ....
و من الملاحظ في العصر الحديث أن العاملين في الحقل المخابراتي عموماً قد أصبحوا يتمتعون بمكانة لائقة في مراتب المستويات الاجتماعية . غير أنه إجمالاً (( نادراً ما يلقى الرجال و النساء الذن يعملون في العالم السري للجاسوسية التقدير الذي يستحقونه )) كما يقول بعض الباحثين في شؤون الجاسوسية في العالم .. (( المصدر : رافيف دان . و ميلمان يوسي - كل جاسوس أمير )) ...
غير ان التعريف الكلاسيكي بالعميل كما يعلمه مدربه فهو تعريف خال تماماً من الاعتبارات الإنسانية و في بعض الأجهزة الاستخباراتية يجري تلقين رؤساء العملاء ما يلي : -
(( يجب ان تمضي معه الساعات و ربما الأيام و أن تعلمه كل ما يحتاج إلى معرفته و تراجع معه تمارينه و تساعده و تبني معه علاقة اجتماعية و تتفرج على صور عائلته و تعرف اسماء اولاده و اعمامهم . لكن العميل ليس انساناً و يجب الا تفكر به هكذا . ان العميل مجرد سلاح و وسيلة لتحقيق غاية مثل بندقية الكلاشنيكوف .. هذا كل ما في الامر اذا كان عليك ان ترسله الى المشنقة فلا تفكر بالأمر . ان العميل دائماً رمز و ليس شخصاً )) ... (( المصدر : طوماس غوردون - إنحطاط الموساد . اغتيالات و اكاذيب و ارتزاق )) .....
و علي العموم ينظر الى عملاء أجهزة المخابرات المزروعين في الخارج من قبل الدولة التي ارسلتهم على أنهم يقومون بدور وطني مقدس .. بينما ينظر اليهم على انهم خونة بالنسبة لقوانين الدولة التي يعملون فيها .. وعند اكتشافهم يقدمون للمحاكمة و غالباً ما تصدر الأحكام بإعدامهم ... و كانت حملة رامية الى تكريم الجواسيس السوفيات و تعظيمهم قد بدات جديا بعد تنحية (( خروتشوف )) عن الحكم بثلاثة أسابيع و ذلك عندما منح وسام بطل الاتحاد السوفياتي بعد الوفاة في 5 تشرين الثاني - نوفمبر 1964 الى (( ريتشارد سورج )) الجاسوس الشهير للسوفيات في اليابان خلال الحرب العالمية الثانية ....
و حوالي الحقبة نفسها نشرت صحيفة (( كومسومولسكايا برافدا )) الناطقة بلسان الشبيبة الشيوعية سلسلة من احدى عشر حلقة عن مقاومة التجسس و عن جدارات بعض الشباب و الشابات السوفيات في المحافظة على سلامة الوطن ... و الدعاية للجواسيس العاملين في خدمة الاتحاد السوفياتي انتقلت الى صناعة الافلام كذلك فالفيلم السوفياتي الناجح في تلك الايام كان (( مجرم الدولة )) حيث كانت البطولة في القصة لشاب جميل مقدام ينتمي الى الاستخبارات السوفياتية فيما كان فيلم اخر برمته يمجد قصة (( ريتشارد سورج )) .. ثم جاء فيلم ثالث لفت الانظار انذاك و هو (( سر الرئيس )) و العبرة التي تركها الفيلم في اذهان السوفيات الذين شاهدوه هي ان القوات السوفياتية المسلحة اصيبت بالانكسارات منذ 1941 م و حتي 1943 لان ستالين تجاهل المعلومات الاستخباراتية القيمة التي كان عملاء الاستخبارات السوفياتية يحصلون عليها وسط الاخطار المحدقة بحياة كل منهم ....
وفق ذلك انطلقت موجة عارمة في الاتحاد السوفياتي من الكتب و القصص الجاسوسية منذ عام 1965 الى حد ان الكاريكاتور في بعض المجلات كان عن التجسس و مكافحة التجسس ... (( المصدر : وود جان - جواسيس للبيع )) .
و يقول باحثون انه في اللغات الاجنبية تسميات متشابهة لفظاً و معني لكلمة جاسوس . فهى بالفرنسية Espion و بالإنجليزية Sppy و بالإيطالية Seponi و بالإسبانية Espion و بالروسية Shpion و بالالمانية Spion اما معني الكلمة فتتفق جميع الدول على قول انه اسم لشخص يراقب و يكشف اخبار فريق او شخص لحساب فريق اخر على ان التعمق في تفاصيل المعني يبرز فروقات اساسية فالجاسوس في المفهوم السوفياتي مثلاً هو من يقوم بعمل ضد الدولة و يعتبر عمله هذا جريمة كبرى جزاؤها بالغ القسوة . اما الذى يجمع المعلومات من دولة خارجية ليرسلها الى السوفيات فهو ليس بجاسوس على الاطلاق و انما هو (( بطل قومي )) ......
و يوجد مثل هذا التحيز في جميع الدول بلا استثناء و مطالعة عدد كبير من المؤلفات و المنشورات الامريكية حول موضوع التجسس تثير الضحك الساخر ... فالاميريكيون يصفون الجواسيس السوفيات بانهم (( بلا اخلاق و لا مبادئ )) و قد يكون الامريكيون على حق و خصوصاً ان مقاييس جميع الاجهزة السرية لا مكان فيها للأخلاق و مبادئ الفروسية ... لكن ما يضحك هو كون المخابرات المركزية الأمريكية CIA هي الأخرى لا تقصر عن أي مخابرات اخرى على صعيد اغفال (( الأخلاق و المبادئ )) ......


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.