المذيعة التونسية فاتن ألصالحي، شخصية تونسية تتمتع بمؤهلات علمية عليا ومتعددة، وهي مثقفة جداً، وعلى سعة واطلاع كبيرين، معدة ومقدمة برامج سياسية وثقافية وحوارية متعددة في الإذاعة الوطنية التونسية، وتحب الصداقات والتواصل الاجتماعي، تؤمن بالصدق كثيراً، تبحث عن التوازن، وتتصرف دوماً بعقلانية، وترغب أن تكون حيادية بكل شيء. @ الرجاء التعريف بشخصيتك للقاريء، جنسيتك ومكان إقامتك، وطبيعة عملك والعمر والحالة الاجتماعية والمستوى التعليمي، وهواياتك المفضلة ؟؟؟ أنا فاتن ألصالحي، تونسية متحصلة على شهادة الماجستير، في العلوم الثقافية، وباحثة في الدكتوراه، وأستاذة جامعية بالمعهد العالي للعلوم الإنسانية، اشتغلتُ بقسم الأخبار بالإذاعة الوطنية التونسية، ومعدة ومقدمة برامج ثقافية، وسياسية في إذاعة تونس الثقافية، من ابرز هوايتي الدراسة، والبحوث، اعشق السفر، والترحال، واكتشاف الجديد، وأحب الصداقات والتواصل، رغم تباعد المسافات، وأحب الحياة والنجاح، ولا استسلم لليأس مهما كانت الصعوبات والحمد لله. @ ما هي الأفكار، والقيم، والمبادئ، التي تحملينها، وتؤمني، بها وتدافعي عنها؟؟ وهل شخصيتك قوية وجريئة وصريحة، ومنفتحة اجتماعياً ومتفائلة؟؟؟ قوة الشخصية والجرأة، يحددها متابع أفكاري وأعمالي، وحصصي في برامجي، ولك، يمكن أن أتحدث عن الصدق في أداء عملي، وتقديم وجهات النظر المختلفة، عبر طرحي للمواضيع السياسية، والثقافية، في الإذاعة، في بعض الأحيان، لا أحقق كل الرضا عما أقدمه، لأن الكمال لله، ولكن أسعى بكل جهد، ومحاولة الاجتهاد، أن ارضي ضميري قبل إرضاء الناس، لأنه يهمني دائماً، أن أكون متصالحة مع ذاتي، وابحث عن التوازن، وأتصرف بعقلانية، وأجهد نفسي، لأن أكون حيادية في طرح المواضيع، والاستضافة لشخصيات تونسية، وعربية في شتى المجالات. @هل أنت مع حرية المرأة، اجتماعياً، واستقلالها اقتصادياً، وسياسياً؟؟؟ ما أصعب أن تتحدث المرأة عن المرأة، ولكن أقول لك إن المرأة في تونس، تتمتع بمجموعة من المكاسب، وأمامها كثير من التحديات، لأجل الوصول إلى التحرر، والى تحقيق الذات، كينونة المرأة، وأتحدث هنا، عن ذاتي تواقة إلى نصرة المرأة، في الإنعتاق، وفي الخروج من بوتقة الجهل، وإنصاف حقها، وحريتها، كفاح المرأة في تحقيق ذاتيتها، وبلوغ أهداف حريتها، طريق طويل، طويل، ولكن لا بأس على وضع المرأة، ما دام هناك علم وقلم وصبر وكفاح. @هل أنت مع الديمقراطية، وحرية التعبير، واحترام الرأي، والرأي الآخر، والتعددية السياسية، وحرية الأديان، وسياسة التسامح في المجتمع ؟؟؟ كيف لا أدعو للحرية، والديمقراطية، والتعددية، وأنا اشتغل في مجال الإعلام الطامح دائماً، للديمقراطية والساعي إلى تقديم وجهات النظر المختلفة، نختلف بالضرورة ولكن لابد ان نأتلف، وعلى كل حال أمام. العرب الكثير والكثير لفهم معنى الديمقراطية والتعددية، والاختلاف حتى نصل إلى المضمون الحقيقي، ما زلنا في مرحلة بحث متواصل، بل في حيرة كبيرة، عندما نطرح موضوع الديمقراطية، بمشتقاتها في العالم العربي. @ هل أنت مع ظاهرة الصداقة، والحب، والزواج، عبر صفحات، التواصل الاجتماعي؟؟؟وهل تعتقدي أن الشبكة العنكبوتية نعمة أو نقمة على الإنسان؟؟؟ التواصل الإنساني لا يوجد أروع منه، فالتواصل الاجتماعي جزء من التواصل الإنساني والصداقات والحب والزواج مهما كانت الطريقة في الوصول إليها جميلة، سواء عن طريق المباشر، او الهاتف، او قنوات التواصل الاجتماعي; المهم في النوايا الحسنة، ولكن كل شيء إذا زاد عن حده، انقلب الى ضده، والتواصل الافتراضي سلاح ذو حدين والحذر واجب. @كمذيعة ومقدمة برامج إذاعية، ما هي في رأيك، أهم مواصفات المذيعة الناجحة؟؟؟ بالنسبة لي، المذيعة تبحث دائماً، عن النجاح، ولكن بخطوات ثابتة، ومقاييس النجاح مرتبطة بطموحات الإعلامي، وبحثه المتواصل، وتكوينه المستمر، وتقبل الرأي المختلف، وعدم الرضاء بكل ما يقدمه الإعلامي، لأن الغرور، يُذهب النجاح، ويُذهب الناس عنا. @هل هناك في رأيك، اختلاف في المواصفات الشخصية، بين المذيعة في التلفزيون والمذيعة في الإذاعة؟؟؟ ليس هناك اختلاف كبير، فقط الصورة في التلفزة، والصوت في الإذاعة، والشخصية هي، هي، مهما كانت نوعية البرامج، وطريقتها، ولكن هناك بعض الفوارق، في طريقة عرض الخبر بين الإذاعي والتلفزيوني. @هل في رأيك، أن للجمال في المذيعة التلفزيونية، أهمية خاصة، لجذب المشاهد لمحطة تلفزيونية في حد ذاتها، أم هذا موضوع ليس له أهمية عند المشاهد؟؟؟ طبعاً، الشكل مهم، خاصة في التلفزيون، لأنه يركز على الصورة، والمشاهد بدرجة أولى يسعده وجود جمال في مقدم التلفزة، ولكن سرعان ما ينسى الجمال، إذا لم يجد المادة المقدمة مقبولة، والاهم عندي من كل هذا، هو الحضور الذهني، لإبلاغ المعلومة والتميز عن الآخرين. @ هل تعتقدي مدام فاتن أن دور الإذاعة، بدأ يتلاشى مع ظهور المحطات الفضائية، وظهور الشبكة العنكبوتية، وصفحات التواصل الاجتماعي؟؟؟ منذ زمن، قلنا أن الإذاعة، ستلغي وتنهي الصحف والإعلام المقروء، ومن زمن، قلنا أن التلفزة، ستلغي الإذاعة، وفي هذا الزمن، قلنا ونقول، أن التكنولوجيا والفيس بوك، والمواقع الاجتماعية، ستلغي الكل، ولكن لم يحدث من كل هذا شيء، فالكل يحافظ على نفسه، وينافس الآخر، وتبقى المتابعة والنجاح بنسبية، يبقى لكل مجال قيمته. @هل تطورت الإذاعة بوسائلها وأهدافها، مع ظهور الشبكة العنكبوتية؟؟؟ أكيد، أن الإذاعة طوَّرتْ نفسها، وتحاول دائماً أن تتطور أكثر، في ظل المنافسة، وهذا من باب التجديد، لتقديم الجديد للمستمع. @ما هي أهم البرامج الإذاعية التي تركز عليها الإذاعة التي تعملي بها، ولمن توجه حديثها غالبا من فئات الشعب؟؟؟؟؟ أنا اشتغل في إذاعة تونس الثقافية، وأكيد إنها إذاعة مختصة، وموجهة، نهتم فيها بالثقافة، وبرامجي كانت منوعة، بين الثقافي والسياسي، لدي مجموعة من البرامج، منها المقهى الثقافي، وحصة حوارية، وأشرعة الليل، برنامج طربي وشعري، ومرايا برنامج مختص في علم الاجتماع والنفس، وبيتنا العربي استضيف فيه شخصيات إبداعية عربية، في مختلف المجالات، وكان لي برنامج عنوانه: ثورة، وبعد اهتم به بالواقع السياسي التونسي والعربي. @ من هم في رأيك، أهم متابعي الاستماع للإذاعة من فئات المجتمع بشكل عام، وألم يلغي التلفزيون دور الإذاعة تقريبا؟؟؟ قلت لك، انه لا يمكن لشيء أن يلغي شيئاً آخر، للإذاعة وسط جملة من الإذاعات مستمعيها، وللإذاعة أمام التلفاز محبيها، وإنا شخصيا اعشق الإذاعة، ولو انه جاءت فرصة في التلفزة، لا ارفض، ولكن حبي الأول هو للإذاعة. @ما هي أحلامك وطموحاتك التي تتمني تحقيقها؟؟؟ طموحاتي أن يعم السلم والسلام، والأمن والأمان، لتونس الحبيبة، والأوطان العربية، أتمنى النصر للعروبة، والخير كله لنا، أتمنى لنفسي النجاح، وان يغمر أهلي ونفسي دائماً الحب، والحياة، والفرح، وان انجح أكثر على المستوى الوطني، وكذلك العربي، و يا رب احفز ألامه العربية من كل شر، ومن كل ظلم وحرب، وان يبعد عنا الهم والغم، وتزول الشدة لتمتلئ قلوبنا وعقولنا بالحب والعلم.