فى محاولة إبداعية جديدة قدمت الكاتبة حنان غانم سهرة إذاعية .. قام بتقديم السهرة الاذاعية (رحمة ) للكاتبة حنان غانم..السيناريست الاستاذ ..محمد الباسوسى ..وايضا الدكتور ...عمر فرج ... المميز فى هذه المحاولة والتجربة الثرية أن حنان غانم تقتحم مشاكل المرأة الشرقية بحرفية واقتدار وتغوص فى أعماق المرأة لتخرج لنا ما خفى علينا .. ففى أعماق الريف المصرى تتعرض المرأة لانتهاكات لا نعلمها نحن أهل المدن ولا تجد المرأة هناك من يدافع عنها ولا من يحاول إظهار الحقائق إنما يصدر الحكم مسبقا وبدون دفاع ولا محاكمة .. وقدمت لنا حنان غانم فى سهرتها الإذاعية مواجهة حقيقة بين الظلم الواقع على المرأة وبين تجاهل المجتمع لها ولحقوقها فى الدفاع عن نفسها. وقال عنها السيناريست ..محمد الباسوسى: لقد تربى وجداننا العربى على الدراما الاذاعية ... والكاتبة حنان غانم اختارت البداية الصعبة لأن الكتابة للاذاعة لها مفردات خاصة .. والجديد ان حنان غانم قررت ان تقدمها مكتوبة للقارئ ..وهذا ما اثار فضولى لقراءة السهرة الاذاعية .. رحمة .. التى تحمل طرحا جديدا يطل من نافذة الريف المصرى الذى افتقدناه كثيرا .. ..عزيزى القارئ ستعيش مع بطلة الحكاية ,, رحمة ,, احداثا مثيرة وربما تنظر الى ابعد من ذلك بعين الرمز وما تعرضت له ,, رحمة ,, من ابشع الصدمات التى تهز كيان المراة العربية , .... محمد الباسوسى ..... السهرة الاذاعية رحمة تناقش قضية هامة تعد من القضايا التى تصلح للنقاش والطرح فى كل زمان وهى قضية القهر الذى يقع على المراة من الرجل من جهة ومن المجتمع من جهة اخرى فرحمة أرملة ريفية لا يشغلها فى حياتها سوى عملها الذى تحبه وتربية أولادها تربية صالحة ويضرب بها المثل فى الاحترام والاجتهاد ولكنها تكون دائما فريسة للطامعين الذين النيل من شرفها شأنها فى ذلك شأنن اى امراة تعيش بدون رجل فى مجتمعاتنا الشرقية ولكن رحمة لم تكن ضحية للطامعين فقط ولكنها ضحية للحاقدين ايضا الذين تمنوا ان يكون لهم مثل مالها من النجاح والسمعة الطيبة ولكنهم فشلوا فى ذالك ولم يجدوا عوضا عن هذا الامحاولة الايقاع برحمة وتلويثها فبين عشيه وضحها تجد رحمة نفسها تحمل فى احشائها طفلا وهى لا تعلم انها قد وقعت فى فخ مؤمرة دنيئة رسمتها باقتدار جاره حقودة بمعاونة عشيقها ونجد ان أحداث السهرة لاثبات برائتها واقناع من حولها انها المراة الشريفة الناجحة التى عاشت بينهم سنوات وهم يشهدون لها بحسن الخلق فهى لاتعلم فى الاساس من اين اتى لها هذا الجنين فقد تم ذلك وهى تحت تاثير مخدر فهى تعلم انها لم تخطئ ولكنها أمام ماساه بمعنى الكلمة فهى لم تجد من يساندها او يحاول الدفاع عنها ولكن فى النهاية تثبت برائتها بترتبات القدر والعادالة الالهية وتعد السهرة الاذاعية رحمة تجربة فريدة من نوعها فى الاتجاة الى نشر السهرة الاذاعية فى كتاب يتثنى من خلالها للمتلقى الاستمتاع بهذا العمل مقروءا ومسموعا ويتثنى ايضا الاحتفاظ بها لسهولة تناولها والاستفاده منها عبر سنوات قادمة حنان غانم عزيزى القارئ بين يديك كتاب هو الأول من نوعه فى عالم الدراما المنشورة . فهو يحوى على صفحاته الدراما الاذاعية (رحمة ) التى تعد أول سهرة اذاعية تنشر فى كتاب وهى بذلك تعتبر إضافة جديدة للمكتبة العربية وخاصة أنها مكتوبة بحرفية درامية عالية الجودة . فالصراع بها من ارقى وافضل انواع الصراع الدرامى . وهو الصراع المرهص المتدرج الذى يصعد بك الى ذروة الحدث دون ملل او كلل مع اتاحة الفرصة للقارئ فى اعمال العقل والخيال . كما ان مؤلفة هذه السهرة استطاعت ان تكتب حوارا سهل وسريع الايقاع ومعبر عن شخصيات العمل الدرامى . حيث تميز حوارها الاذاعى بنقل الحدث كاملا مكتملا باقصر وايسر الكلمات المنطوقة من لسان الشخصيات الدرامية وليس من لسان المؤلفة او لسان شخصية واحدة فى العمل الدرامى _ كما نرى فى مؤلفات درامية كثيرة _ فلسان شخية ( رحمة ) بطلة هذا العمل الدرامى _ يختلف عن لسان شخصية _ (نعيمة ) وماينطق به الحاج محمد , يختلف عن مفردات شخصية ( شيخ الخفر ) وهكذا كل شخصيات هذا العمل الابداعى كما سيدهشك عزيزى القارئ فى مؤلفة هذه السهرة انها استطاعت بحرفية عالية وممتعة فى ان واحد ان ترسم لنا صورة مرئية واضحة ونقية لعالم الاذاعة الغير مرئى .. فهى بحق مكتوبة كما ينبغى ان تكون الكتابة الاذاعية .. فهنيئا لهذه المؤلفة المبدعة على هذا العمل الدرامى . واتوقع لها شأن كبير بين الدراما المصريين اذا استمرت على هذا النهج الابداعى عزيزى القارئ ... ادعوك لقراءة هذا العمل الدرامى الجيد وانا كلى ثقة انك ستستمتع به استمتاعا كبيرا . ولن تندم على الوقت الذى قضيته فى قراءته . فهو عمل درامى ممتع وهادف فى نفس الوقت .. من الجدير بالذكر أن السهرة الاذاعية ( رحمة ) للكاتبة حنان غانم يتم تدريسها الآن للفرقتين الثالثة والرابعة بقسم المسرح بكلية التربية النوعية بجامعة المنوفية ....