من يمنح – الآن – الفؤاد سكينة الدفء البعيد ؟ و يعيد ترتيب المساء و نجمنا لاه يعانق سطوة الأفق الشريد و البدر أعلن في المدائن غربة و أناخ صمتا فوق سارية النشيد و نسائم الشوق المعربد في المدى سفكت هدوء النبض و اعتلت الفؤاد و ما تشظّى من وريدي يا أنت ... يا حلم الصباح و موطن النور البهيج ألم يحن مطر الضياء مبددا ليل النجيمات البعيد إنّي أهادن كل فجر صبوتي و أعيذها من غربة و كآبة و أعود أحلم في سمائك ناقشا نبض الصباحات السعيد عيناك فاتحة الرحيل إلى الجمال و منتهى أمل النوارس للشطوط و زقزقات الوصل في مدن البعاد و همسة الأشواق في القلب العميد عيناك خاتمة التصوف و الوصول و دوحة سكبت بهاء الشوق طارت للرضا بعد انتصار الأنس في قلب المريد عيناك نفحة طائر سكب الغناء و هزّه سحر البحار فراود الشمس البعيدة ملقيا همس الغروب على الدروب فسالمت خطو الشريد عيناك أمن لا يواعد خوف درب أو تشرد خطوة و تزفّ آيات الأمان إلى الشرايين التي تاقت هطول الدفء تنتظر البشارة فاجعلي للقلب حظا في البريد زفّي مواسم بهجة تحوي الغريب و غرّدي فوق الجبين بقبلة و على العيون توضئي من دمعنا هيّا نقيم وضاءة تسري بكل كياننا و نعود ننهل ننتشي شوق المزيد إنّي عشقتك ما قصدت و لم أزل في سكرتي متدثرا بالنور أرقص هائما فتعطري بدمائنا الغراء و احتملي الجنون و سافري في العمق موّار الحنين و لملمي عطش الغريب و عانقي فجر الرؤى هيّا احتفي بالنيل و الفجر المحلق أعلني موت الجفاف بسكة القلب الشريد عيناك ... ما كل من عشق الجمال مغامر و أنا الغريق ببحر دفئك لم أزل نبع الجنون و سندباد الشوق و العشق المكلّل بالندى و إليك أرحل معلنا بدء المقام على الضياء بعزة تحوي مزيدي