عن هيئة قصور الثاقافة صدر حديثاً المجموعة الكاملة من مذكراتى فى نصف قرن بقلم "أحمد شفيق باشا" وهو رئيس الديوان الخديوى ووكيل الجامعة المصرية الأهلية وصدرت هذه المذكرات فى أربع مجلدات الأول يبدأ من سنة 1873 حتى وفاة الخديوى توفيق فى يناير 1892وبالتالى فهو فى الأساس يشمل بزوغ الحياة النيابية فى مصر والثورة العرابية والاحتلال البريطانى، والمجلد الثانى يبدأ من سنة 1892 حتى سنة 1902 ويتناول عصر عباس الثانى وأحداثه، والمجلد الثالث يبدأ من سنة 1903 إلى سنة 1914 وهى فترة الحروب الأوربية التى أدت إلى الحرب العالمية الأولى فيما بعد، أما المجلد الرابع فهو من سنة 1915 حتى سنة 1923 وهى فترة الحرب العالمية الأولى وقيام الثورة المصرية الكبرى فى سنة 1919 تلك الثورة التى أسست للدولة المصرية الحديثة وقيام دستورها، وتعتبر هذه المجلدات من أهم المجلدات التى رصدت وارخت لهذه الفترة المهمة فى تاريخ مصر. ولد أحمد شفيق باشا فى 28 مايو عام 1860 بحي السيدة زينب ونشأ أحمد شفيق في أسرة كريمة، قريبة من ذوي النفوذ والسلطان، وقد عني به أبوه، فألحقه بالكتاب حتي أتم حفظ القرآن، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة والحساب، واللغة والخط العربي ثم درس اللغات التركية والإنجليزية والفرنسية والألمانية.. التحق بالمدرسة التجهيزية، ثم مدرسة القبة حيث أتم تعليمه الثانوي، ثم سافر إلي فرنسا والتحق بكلية الحقوق عام 1885، كما درس الاقتصاد والعلوم السياسية فلما عاد إلي مصر في أخريات عهد الخديو توفيق عمل سكرتيرًا لنظارة الخارجية ثم رئيسًا لقلم الترجمة بالقصر عام 1893 بعد تولي الخديو عباس حلمي حكم مصر الذي جعله سكرتيرًا خاصًا له، فأوفده في مهام خارجية وأخري داخلية فأثبت فيها كفاءة، ثم أسند إليه رئاسة الديوانين العربي والأفرنجي عام 1905 ثم ترك المعية الخديوية، تولى أحمد شفيق باشا إدارة ديوان الأوقاف الأهلية عام 1910 فأصلح أموره بعد أن أوشك الديوان علي الإفلاس، وبعد نشوب الحرب العالمية الأولي خلع الإنجليز الخديو عباس من منصبه عام 1914، وكان في الآستانة فسافر إليه شفيق ليكون إلي جواره في محنته كما كانت له يد بيضاء في إنشاء الجامعة المصرية، وانتخبه مجلس إدارتها وكيلاً لها وكان شفيق حينما عاد إلي مصر عام 1921 تفرغ للكتابة والتأليف ، وشهدت هذه الفترة بدءًا من تلك السنة إنتاجًا كتابيا كثيفًا إذ انشغل بالكتابة التاريخية كما نشر مذكراته عن الفترة التي عاشها قريبًا من بلاط الحكم.
