كتاب التجليات الروحية في الإسلام "نصوص صوفية عبر التاريخ" للكاتب د. جوزيبى سكاتولين – أحمد حسن أنور ... تصدير الأستاذ الدكتور حمد الطيب شيخ الأزهر... من إصدارات الهيئة المصرية العامة للكتاب .. والكتاب في 684 صفحة .. يقول الأستاذ الدكتور أحمد الطيب : أن الكتابة في التصوف عامة، وفي التصوف الإسلامى خاصة، ليست سهلة ولا ميسورة، وأن الحكم له أو عليه أمر بالغ الصعوبة، إذا أريد لهذا الحكم أن يجيء ثمرة لنظر دقيق فى تراث التصوف من ناحية، وفي مقاصد الأديان وآفقها المتعالية من ناحية أخرى. وما لم يتأهل الباحث للسير فى هذين الحقلين على على هدي من نور العقل ونور القلب معاً فإن نتائج بحثه لا تنجو من القلق والإضطراب إن لم نقل: من التضارب والتناقض. ويضيف الطيب : ولعل السبب في ذلك أن التجربة الصوفية في جوهرها تجربة ذاتية، متفردة غير قابلة للتكرار أو الاشتراك، وأن اللغة على اتساعها كثيراً ما تعجز عن الإفصاح بمكنونات هذه التجارب وأسرارها المعقدة، ومن أئمة التصوف أنفسهم من لفتوا إلى هذا الملحظ وهم يتحدثون عن صعوبة "تعريف التصوف"، وقرروا أنه لا مطمع فى تحديد معناه تحديداً جامعاً مانعاً، لتبدل أحوال الصوفيوتغير إرادته وتعدد أذواقه ومواجيده، وأن غاية ما يقال في هذا الباب إنما هو إشارات وعبارات تومئ من بعيد إلى معنى يقع خلف العبارات والإشارات. يبدأ الكتاب بعرض مقدمة عن التصوف وتعريف التصوف الإسلامي، ثم مصدر التصوف الإسلامى. يقول الكاتب : هذا الكتاب يجمع عدداً وافراً من النصوص التى تمثل أهم الشخصيات والتيارات الصوفية مما يعتبر الحقبة الكلاسيكية للتصوف الإسلامى، أى من القرن الأول إلى القرن السابع الهجري، وما يقابل من القرن السابع إلى القرن الثالث عشر الميلادي. وقد رأينا من الأفضل أن يتم عرضها بترتيب تاريخي لإبراز التعاقب الواقعي للأشخاص وأفكارهم وتبصراته. وكذلك فضلنا أن نجعل المتصوفة يتكلمون هم عن أنفسهم من خلال نصوصهم، فلا نكون نحن المتكلمين عنهم. إن كتاب التجليات الروحية في الإسلام "نصوص صوفية عبر التاريخ" فى الحقيقة رحلة روحية رائعة أخذنا فى الكاتب لنغوص فى أعماق الفكر الصوفي وعرض الصوفية وتجليات المتصوفة، فأمتعنا ونقلنا لبعض الوقت من المادية إلى الروحانية.