" أنا مش نبي ولكني بأسعى عشان أكون يادوب بشر من يوم ما ع الدنيا وعيت وأنا مش سعيد " بهذه الأبيات الشعرية لعمر نجم بدأ الشاعر السماح عبدالله الأمسية الشعرية التى أقامتها هيئة الكتاب برئاسة د. أحمد مجاهد بمناسبة إصدار مجلد يضم أعمال عمر نجم الشعرية الكاملة عن سلسلة الأعمال الكاملة بالهيئة المصرية العامة للكتاب ،وشارك في الأمسية مايسة زكى رفيقة درب عمر نجم ، والشعراء محمود بطوش ومحمود الشاذلى ، وأدارها السماح عبدالله . وقال : الليلة نحن في حضرة عمر نجم .. الشاعر الذي سطع كالشهاب وأضاء كالشهاب ورحل سريعا كالشهاب. وتابع السماح : يضم المجلد كل نتاجه الشعري والمتمثل في دواوينه الأربعة : وفى حوار الحقيقة، سعيد يعني هابي، غياب الحضور حضور الغياب وتغريبة عمر نجم. والديوانان الأخيران صدرا بعد رحيله مباشرة، الأول غياب الحضور حضور الغياب نشر بخط يده، والثاني تغريبة عمر نجم ضم القصائد التي كتبها في الفترة التي قضاها في المملكة العربية السعودية والتي لم لم تزد عن العام الواحد، ولا شك أن عمر نجم صاحب جملة شعرية مضيئة في شعرية العامية المصرية، كما أنه لا شك أن التأريخ الأدبي لمشهد الشعر العامي في مصر يؤكد على فرادة تجربته وأصالتها وانحيازها للفقراء. ولد عمر نجم بمحافظة سوهاج عام 1956 وحصل على بكالوريوس التجارة من جامعة عين شمس عام 1978 ودبلوم المعهد العالى للنقد الفنى 1990عمل صحفيا منذ تخرجه في الجامعة مبتدئاً بمجلة "صباح الخير" ، وفى عام 1985 التحق بالهيئة المصرية العامة للكتاب ليشارك فى تأسيس مجلة "القاهرة" التي عمل سكرتيرا لتحريرها ، ثم انتقل للعمل في مجلة المسرح سكرتيرا فمديرا لتحريرها، الذين زاملوه في هيئة الكتاب مثلي يستطيعون أن يؤكدوا أنهم لم يروه إلا ضاحك السن فرح الحركة طيب القلب محبا للحياة، وكثير من المبدعين الجدد وقتها يذكرون مساعدته لهم ووقوفه بجانبهم وانتصاره لموقفهم الفني ،أما عن الموقف السياسي فقد كان عمر نجم كمعظم أبناء الصعيد ناصري الهوى، وحتى رحيله المفاجيء في منتصف التسعينيات نجده في قلب حركات التظاهر المطالبة بالحق والعدل والجمال. أما فنيا فقد انضم عمر نجم إلى هذا الفريق من الشعراء الذين يرون البساطة متكأ حقيقا للإبداع ويتخذون الوضوح وسيلة أسمى للتواصل مع المتلقى، لذا فقد كان نجم الأمسيات الشعرية التي يقيمها معرض الكتاب وكانت ليلته ممتلئة بمحبي شعره ومعجبيه، وكان يرى الإيقاع ضروريا ويرفض كل دعاوى شعراء الحداثة العامية التي جنحت لقصيدة النثر ، أربعون عاما فقط هي عمر عمر نجم في هذه الدنيا لكنها في الموازين أثقل من مائة عام، وفي الشعر دائمة الخلود فالشعراء لا يموتون تبقى قصائدهم ويبقى حسهم الإنساني وتبقى كلماتهم سارية في وجداننا. وبدأت مايسة زكى كلمتها باستعادة شعر وصوت عمر نجم بتسجيل صوتى لقصيدة "انا مش نبى" ،وعن الأعمال الكاملة التى أصدرتها هيئة الكتاب قالت مايسة : وددت ان يصدر هذا الكتاب كما كان يصدر فى حياته بنفس صور ورسوم أصدقائه سامى امين وتاج ففكرة الاصدار تحديدا ليست جمع الدواوين فحسب وانما تسجيل للمرحلة كاملة وان يجمع شعرعمر نجم والرسومات التى ألهمتها هذه الأشعار ، وأضافت مايسة : بالنسبة لى اصبح مختلفا عن مجرد أعماله الكاملة وانما للمرحلة كلها ، والجزء الثانى سيكون سيناريو كاملا لكنه لم ينفذ اسمه "قراطيس" ، وجزء لمقالاته ، وجزء حوارات وتحقيقات يظهر توجهه السياسى والفنى ،وهناك جزء أخير عن المسرح . محمود بطوش : الشاعر الحقيقى لايموت وهو موجود بشعره ، وهناك ظاهرة مهمة جدا فى شعر نجم حيث يكتب القصيدة العامية بالأداء الصوتى فمعظم أشعاره مكتوبة أقرب ما يكون للأداء الشفهى واعتقد ان ذلك لم يأتى بالصدفة معظم الكلمات تنطبق مع النطق فالعامية تعنى التبسيط عكس فؤاد حداد عندما قال الحياة ابسط من شعرى وانما عمر طبيعته بسيط وجاء شعره مثل عبد الرحيم منصور واحيانا الابنودى جزء من شخصية مصر وشعرالعامية عند عمر رسالة ومعظم المربعات تكون منفصلة ومعظم الرباعيات كذلك والقصيدة عند عمر كاملة وانما تستطيع ان تقسمها لرباعيات ، وأضاف بطوش : عمر شاعر عامية اصيل ابن ثقافة شعرية معينة ورؤية شعرية عميقة ويفهم معنى شعر العامية فى مصر ، وفيما يخص المسرح فكتاباته فى النهاية تصب فى نفس المجال الذى يصب فيه الشعر ، لم ينتصر الواقع المزيف ولم يستسلم عمر لثمة انتصار مزيف للواقع وفى نفس الوقت لم ينهزم رغم عدم انتصار أحلامه . واختتمت الأمسية بقراءات من أشعار عمر نجم حيث قرأ الشاعر السماح عبدالله قصيدة " المواعيد " من ديوان وفى حواريكى الحقيقة ،وأخيرا قرأ الشاعر محمود الشاذلى قصائد "النخيل" ، و"شهادة الميلاد" ، وقصيدة بالفصحى "وتوارى خلف الحجب مصب".