ويبقى النفيس نفيساً بلمعانه وقيمته .... حتى لو جاءته الرياح بما لا تشتهيه الأنفس ، حتى لو هبت عليه من العواصف ما كثر ، فهو قادر على الثبات والتحدي. ومصر هي الجوهرة الثمينة التي لا يمكن أن يخفت بريقها ، فكم من عصور عاشتها بحلوها ومرها ، فكانت هي الصخرة التي تحطمت عليها أحلام الطامعين والحاقدين والمغرضين ، ولازالت هي الحضن الدافئ لكل من ضاقت به الحياة . ستبقى مصر هي مصر القوية العظيمة حتى ولو تغير حاكمها فهي التي تحكم ولا تًحكم ، إنها بما تملك من ثروات كثيرة ومتعددة هي التي تحرك العالم ولا تتحرك ، فهي آمنة مطمئنة وهى الشجرة التي يستظل بظلها الجميع ذلك بما فضلها الله وحبا به شعبها فقد قال الله تعالى " ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ". إن ما يحدث الآن في مصر هي محاولة للتقليل من شأنها والنيل من كرامتها ومحاولة لإذلال شبابها العظيم الكريم الذي رفض الذل والهوان ، فقام بثورة أذهلت العالم كله ، ثورة أقل ما يقال عنها أنها ثورة الشرفاء . فعدم انتشار قوات الشرطة بشكل كامل في الشوارع إلى الآن ومنذ قيام ثوره 25 يناير هو تفكير أهوج وأعوج ، هم يحاولون فرض سياسة الأمر الواقع ، يوجهون للشباب رسالة مضمونها إنكم أردتكم حريتكم فها هي ، لكنها من غير أمن ولا أمان ، هم أى " فلول النظام السابق من يناصرون نظام قد أفسدهم " يحاولون نشر الفوضى على يد أفراد مأجورين عرف عنهم البلطجة لنشر الذعر بين المواطنين ، ظناً منهم أن خططهم الشيطانية سوف تنجح ، لكنهم واهمون كما أفكارهم الواهية ، فلن يصلوا إلى ما تمنوا، ذلك بفضل الشعب المصري المترابط القوى، وبفضل لجانه الشعبية التي كونوها بأنفسهم لحماية مقدراتهم . والآن وبعد أن فشلت كل محاولاتهم وخططهم ، وبعد أن اثبت الشعب المصري وعيه باقتدار ، ما المانع أن يعود رجال الشرطة إلى مواقعهم ، بعد أن حفظوا الدرس ووعوه ، يعودون لكن بحلة جديدة وبتعامل جديد يليق بالشعب المصري و يتمشى وطبيعة المصريين ، إن الأمن لن يتحقق على يد رجل شرطه مرتشي ، أو رجل أمن يرهب المواطنين ويخوفهم بسبب أو بغير سبب ، أو قائد شرطه قد سخًر كل من هم تحت قيادته لمصالحة الشخصية . إن مصر بحاجه إلى رجال شرطه شرفاء لا يهمهم في المقام الأول إلا مصلحة وطنهم ومواطنيهم ؛ فقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بأهل مصر خيرا وقال عن جنودها أنهم خير أجناد الأرض.