حينما تغمرنا السنين وتطول بنا دروب الحياة ونحن نلهث وراء أحلامنا نلاحقها وربما نكاد أن نمسكها بأيدينا ونحققها تأتينا رياح الحياة بعكس ماكنا نشتهي ونتمنى ونتذكر أحلامنا وأمانينا وهي شيئاً فشيئاً تلاحق بعضها بأرشيف الذكريات . حينما نقَلب صفحات العمر ونرجع للوراء ونتذكر من منا كان يتمنى من منا كان يحلم ومن منا وضع نصب عينية هدف وسعى بدهاليز الحياة وخاض غمار قحالتها فى سبيل السعى وراء هدف نبيل بالحياة ومن أجل هذا ترك ورائه الغالي والنفيس فى سبيل تحقيق هذا الهدف وتجرى السنين ويشتعل الرأس شيباً وهو ماضاً فى سبيل تحقيق حلمه ومن ثم يجد حلمه يأخذ دورة بأرشيف الذكريات بعد أن ضاع العمر وأستنزفت كل طاقته وقتها ننظر للحياة بلا معنى كما لو كنا يوما ما نجدف بكل قوتها للوصول لشاطىء من شواطىء الحياة كما لو كنا نسعى للوصول لمرسَى من مراسي الأمان وفجأة تجد نفسك بلا مجاديف بموج عالي كالجبال ومن ثم تنظر فلا تجد شاطىء أو بر للأمان وقتها ينتابك إحساس بسخرية الأقدار وتقارن بحديث خفي بينك وبين نفسك هل كنت على غير الصواب هل كان الهدف غير مشروع وبحثت وتيقنت بأنك كنت على خير الصواب بمشروعية هدفك ولن تقصر بشىء إذن هناك شىء ما خطأ وأي إن كان الخطأ فهل العقاب يكون ضياع أحلام كانت يوما ما بمثابة المصير فى سعادة أبدية وراحة بال بالحياة الدنيا وما هى السعادة الأبدية بنظر القارىء بعد عناء السنين أى رجل أي أمرأة يسعى لهدف بالحياة ألا وهو الأستقرار بتأدية رسالة الحياة من تكوين أسرة وتعليم أبناء وأسعادهم بقدر المستطاع ألن تكون السعادة فى أن يرى أي أب وأي أم فى حدود رسالتهم داخل نطاق سيطرتهم الأسرية بأن يروا أبنائهم سعداء أو يروا من أحبوهم سعداء أهذا حلم غير مشروع طالما بُذل أقصى طاقة فى سبيل تحقيق هذا الهدف وبالنهاية توضع هذه الأحلام بأرشيف الذكريات إنها الحياة . فالنقل اللهم لاتجعل الدنيا أكبر همنا وهذا يجبرني على أن أسأل نفسي أهذا حلم من أحلام الدنيا . وهل عندما الأنسان يحلم لغيرة أو لأسعاد غيرة وتتمثل لأبن أو لبنت أو لزوجة ويسعى بالأرض فى سبيل توفير السعادة لهم أو مريض قد بذلت كل مافي وسعك لإنقاذة ومن ثم تجده هو من كان يتمارض بمحض إرادته . أو غصن شجرة رويته وعانيت من أجله ومن ثم تجده يجف وييبس وقد كان كل خوفك هو يكمن بخوفك بضعف قدرتة على مقاومة هبوب الرياح العاصفة بطبيعة الحياة أو أمثلة كثيرة مفادها الكثير من المعاني السامية التى إن دلت فلا تدل على حب النفس بل حب الغير وحينما تجد الغير هم من كانوا يسعون بحفظ أحلامك بأرشيف الذكريات دون تحقيقها وقتها يشعر الأنسان بسخرية غريبة وخيبة أمال وهو يرى من أضاع عمره من أجل سعادتهم هم من يضعون الحلم بأرشيف الذكريات وياليتهم يعرفون حينما تمر السنين ويزيلون غبار السنين من على أرشيف الأحلام التى يوما ما كانت سبب لتغيير مسار حياتهم هل يتذكرون وهل تنفع الذكرى أم سترتسم على شفاهم أبتسامة مسحوبة بدمعة ندم يعبرون بها على فقدان حلم يوما ما كان لإسعادهم أو ربما العكس فاللأجابة على هذا ندعها للأيام هي الحَكَم فتلك الأيام تتداول بين الناس أما أصحاب الأحلام المؤرشفة فاليتجهوا للخالق هو خير معين وقدير بأن يجعل أحلامهم تتحقق بالعالم الأخر عالم الغيب والشهادة ونسأل الله أن يعطيهم الصبر والسكينة ................. إنه هو الرحمن الرحيم .