لعلك عزيزي القارئ تنزعج من ما سوف أقوله ولكن لابد لك أن تواجه نفسك قبل أن تسير في طريق لا معالم له، ثم ما تلبث أن تكتشف أنك بالفعل تسير في الطرق الخاطئ. عزيزي: حملت القلم ورحت أكتب وكل غايتي أن أبلغ رسالة قد كلفني عقلي بها، وهي عبارة عن كل ما أراه وكل ما يلفت انتباهي من أشياء أو أفعال وسلوكيات سواء أكانت إيجابية هي أم سلبية. فواجبي يا عزيزي تتمثل في إلقاء الضوء على كل ما هو كائن داخل المحيط المجتمعي الذي أسكن فيه. أو الذي ربما لم يحالفني الحظ وسكنته، فأزوره في عالم الخيال بين الحين والأخر. ولكني في كلتا الحالتين أوازن بين هذا وذاك بعقلي أولا ثم أقوم بتمرير ما آل إليه عقلي في البحث على المخ الذي هو بمثابة ( مصفاة ) فلتر لكل ما يجول في خاطري ككاتب. ولا أتجاهل دور القلب الذي يمثل العاطفة والتي هي لمستي الأخيرة أثناء تناول أي أمر. يا لها من مقدمة مملة، ولكنها ضرورية كضرورة الماء والهواء والغذاء في حياة كل منّا. وسأسرد إليك أيها القارئ صاحب اللب السليم أنه من خلال إلمام كل فرد داخل المجتمع بماهية ( العقل ).!، وكيف له أن يفرق بين مفهوم العقل وبين ماهية المخ وكيفية الربط بين الأول والأخير بعاطفة الإنسان والمتمثلة في القلب. ربما يفاجأ الفرد منّا بأنه (عاطفي)، والفرد العاطفي دائما متقلب كتقلب القلب والذي هو المسكن الوحيد والفريد لعاطفة الفرد. أو يفاجأ بأنه صلبٌ نظرا لتحكم المخ في كل حركاته وسكناته بعيداً عن المرونة والتكيف مع كل المتغيرات الحياتية. بقي أن نعرف من هو العاقل؟! العاقل: هو من يستند إلى عقلة في كل حركة وسكنه، وفي كل تفكير وشعور. أراك أيها القارئ تنعتني بالكاتب المجنون..!!! أنا لست من المجانين وسأثبت لك ذلك. تعالى معي ولا تحضر مخك ولا قلبك.، ولكن أحضر معك ( ضميرك )أو إذا صح التعبير، تعالى معي بفطرتك التي فطرك الله عليها، ولنثبت سوياً أن الفرق شاسع بين ما هو ظاهر وما هو باطن بداخل كل منّا. سنبدأ بالظاهر وهو أخر ما توصل إلية أهل العلم سواء أكانوا رجال دين أو علماء أو فلاسفة... وهو أن المخ هو المسؤل الأول والأخير عن عملية التفكير وتوجيه الفرد نحو سلوكياته وأفعاله . هذه وجهة نظر البعض . أما البعض الأخر توصل إلى أن القلب (العاطفة ) هو المسؤل عن توجيه الفرد نحو سلوكيات وأفعال معينة . وكلتا وجهتي النظر خاطئتان من وجهة نظري، ككاتب ومحلل متواضع. تلك هي حلقتي الأولى، فإذا أخذك حب التعلم أو الفضول في معرفة ما هو أتي انتظر مقالتي القادمة والتي سأوضح فيها ماهية العقل وكيف لكل فرد أن يعقل كل أمر يواجهه أثناء مرور قطار العمر أمام عينية .فلعلها تكون البداية ( عقل ). بقلم : الكاتب/ علي عبد السلام علي قابيل