الجمال مطلقا وليس نسبيا والقائل بغير هذا اما جبان بالسليقة أو جبان بالخبرة المكتسبة وسأشرح لك قارئى كيف ؟ بداية فان صاحب هذه المقولة ينشز عن القاعدة العامة فى الاحساس بالجمال وشواهده ولأؤكد ذلك أتساءل هل هناك فى كل هذا العالم من هو يختلف حول جمال لوحة الموناليزا لدافنشى ؟ من منا يختلف حول جمال مارلين مونرو أو بريجيت بادرو أو اليزابيث تايلور أو صوفيا لورين .. أو فتحية العفيّة ذات النهود الشقية .. بالطبع لاأحد.. فبين كل هؤلاء الجميلات قاسم مشترك وان اختلفن فى شواهد هذا الجمال .. فان لم يكن الأنف كالنبقة لتزين الوجه بخدود وردية .. ولو لم تكن العينان حوراوتان لترامى سواد الشعر كالليل على روافد الوجه.. وان لم يمتد القد ممشوقا لازدان الصدر بنهود الطاليان.. المهم الجمال هو الجمال لايختلف عليه اثنان والسؤال الملح لماذا اشتهر لدينا نحن المصريين دون خلق الله جميعا هذا القول المأثور مادام الجمال مطلقا وليس نسبى ؟ واجابة دقيقة وصادقة تتطلب صراحة شديدة مع النفس.. فلو سألك أحدهم مالهذه الخيمة السوداء التى كانت بجوارك أنت وأولادك ليلة أمس لزجرته لتوك قائلا: خسئت بل هى عيناى وروح قلبى ومهجتى انها حقا زوجتى ونهرته بالسؤال المأثور قائلا له : ألم تعلم بأن الجمال نسبى ؟ أعلم جيدا أنك تقولها ومرارة القول فى حلقومك.. بل وأنت متأكد تمام التأكد أنك تكذب على نفسك فلاهى لديك عينيك ولاروح قلبك ولاهى مهجتك ولكنك قد أثرت السلامة بعقل يعلم عواقب القول الوخيمة من قائمة منقولات وغيرها من أليات خراب الديار.. ومن هذا المنطلق نظل نضحك على أنفسنا ونرتل أيات الحب الكاذبة على زوجاتنا ولولا القهر المجتمعى لفضح الرجال مشاعرهم وقالوا فيهن ماقاله مالك فى الخمر ولاتأخذ قارئى العزيز مأخذ الجد لماقاله المطرب التونسى الشهير لطفى بوشناق حينما غنى أغنيته الشهيرة لامونى اللى غاروا منى وقالولى ايش عاجبك فيها قلت للى جهلوا فنى خدوا عينى شوفوا بيها فلان أم عياله كانت فى انتظاره بكواليس المسرح ساعتها ممسكة بيديها قائمة منقولاتها ودفتر شيكاتها البنكى ومن ثم كان ماقاله درءا للمفاسد وجلبا للمنافع وعندما سأله البعض عن مدى صدق تعبيره بقوله خدوا عينى شوفوا بيها أجاب على الفور أنه لم يقصد بقوله هذا أن يعطيهم عينيه ليروا جمالها ولكن الحقيقة هى أن يأخذوا عينيه حتى لايراها مرة ثانية !! أليس بعد هذا التوضيح من قال بنسبية الجمال كاذب؟!