جامعة سوهاج تحصد المركز الخامس في المسابقة القومية للبحوث الاجتماعية بحلوان    مرصد الأزهر :السوشيال ميديا سلاح الدواعش والتنظيمات المتطرفة    اللجنة العامة لمجلس النواب تختار سحر السنباطي رئيساً للمجلس القومي للطفولة والأمومة    بدء الجلسة العامة لمجلس النواب لاستكمال مناقشة الحساب الختامي    أسعار العملات العربية مقابل الجنيه بالبنك الأهلي اليوم الأربعاء    ‫الإسكان: إجراء قرعة علنية للمتقدمين لحجز شقق بمشروعات جنة والإسكان المتميز يوم 15 و 16 مايو    محافظ سوهاج يتفقد إجراءات التقدم بطلبات التصالح على مخالفات البناء    فيراري تطلق أيقونتها 12Cilindri الجديدة.. بقوة 830 حصان    ماليزيا: الهجوم على رفح يؤكد نوايا الاحتلال في مواصلة الإبادة الجماعية للفلسطينيين    سلطات الاحتلال تعيد فتح معبر كرم أبو سالم    كييف: روسيا تفقد 477 ألفا و430 جنديا في أوكرانيا منذ بدء الحرب    زعيم كوريا الشمالية يرسل رسالة تهنئة إلى بوتين    "فينيسيوس أمام كين".. التشكيل المتوقع لريال مدريد وبايرن قبل موقعة دوري الأبطال    "لابد من وقفة".. متحدث الزمالك يكشف مفاجأة كارثية بشأن إيقاف القيد    أتربة ورمال وتحذير للمواطنين.. الأرصاد: تقلبات جوية وارتفاع الحرارة لمدة 72 ساعة    طلاب أولى ثانوي بالقاهرة: لا أعطال بمنصة الامتحان على التابلت والأسئلة سهلة    بالأسماء.. إصابة 4 أشقاء في حادث غصن الزيتون بالشرقية    إسعاد يونس تحتفل بعيد ميلاد عادل إمام بعرض فيلم "زهايمر" بالسينمات    بعد بكائها في "صاحبة السعادة".. طارق الشناوي: "المكان الوحيد لحكاية ياسمين والعوضي مكتب المأذون"    الصحة: علاج 900 ألف مواطن بمستشفيات الأمراض الصدرية خلال 3 أشهر    صحة مطروح تطلق قافلة طبية مجانية بمنطقة وادى ماجد غرب مطروح اليوم    "تجميد اتفاقية السلام مع إسرائيل".. بين العدوان المباشر والتهديد الغير مباشر    مواد البناء: أكثر من 20 ألف جنيه تراجعًا بأسعار الحديد و200 جنيه للأسمنت    البورصة المصرية تستهل بارتفاع رأس المال السوقي 20 مليار جنيه    سيد معوض: الأهلي حقق مكاسب كثيرة من مباراة الاتحاد.. والعشري فاجئ كولر    شوبير يوجه الشكر لوزير الشباب والرياضة لهذا السبب| تفاصيل    "لم يسبق التعامل بها".. بيان من نادي الكرخ بشأن عقوبة صالح جمعة    تعرف على قيمة المكافآة الخاصة للاعبي الزمالك من أجل التتويج بكأس الكونفدرالية (خاص)    معاك للتمويل متناهي الصغر تخاطب «الرقابة المالية» للحصول على رخصة مزاولة النشاط    يقظة.. ودقة.. وبحث علمى    أوقاف الغربية: حظر الدعوة لجمع تبرعات مالية على منابر المساجد    الإفتاء تعلن نتيجة استطلاع هلال شهر ذي القعدة لعام 1445 هجريا الليلة    مجدي شطة يهرب من على سلالم النيابة بعد ضبطه بمخدرات    بعد إخلاء سبيله.. مجدي شطة تتصدر التريند    خلال 24 ساعة.. تحرير 463 مخالفة لغير الملتزمين بارتداء الخوذة    صفحات غش تتداول أسئلة الامتحان الإلكتروني للصف الأول الثانوي    سها جندي: نحرص على تعزيز الانتماء في نفوس أبناء الوطن بالخارج    أسرار في حياة أحمد مظهر.. «دحيح» المدرسة من الفروسية إلى عرش السينما    «قلت لها متفقناش على كده».. حسن الرداد يكشف الارتباط بين مشهد وفاة «أم محارب» ووالدته (فيديو)    قصور الثقافة تحتفل بعيد العمال في الوادي الجديد    لبلبة و سلمي الشماع أبرز الحضور في ختام مهرجان بردية للسينما    اليوم العالمي للمتاحف، قطاع الفنون التشكيلة يعلن فتح أبواب متاحفه بالمجان    «الإفتاء» توضح الأعمال المستحبة في «ذي القعدة».. وفضل الأشهر الأحرم (فيديو)    «القاهرة الإخبارية»: إصابة شخصين في غارة إسرائيلية غرب رفح الفلسطينية    تقرير: مشرعون أمريكيون يعدون مشروع قانون لمعاقبة مسئولي المحكمة الجنائية الدولية    «النقل»: تصنيع وتوريد 55 قطارا للخط الأول للمترو بالتعاون مع شركة فرنسية    هيئة الدواء تقدم 12 نصيحة لمرضى الربو    تتخلص من ابنها في نهر مليء بالتماسيح.. اعرف التفاصيل    "المحظورات في الحج".. دليل لحجاج بيت الله الحرام في موسم الحج 2024    برج العذراء اليوم الأربعاء.. ماذا يخبئ شهر مايو لملك الأبراج الترابية 2024؟    الصحة: تقديم الخدمات الطبية لأكثر من 900 ألف مواطن بمستشفيات الأمراض الصدرية    حكم حج للحامل والمرضع.. الإفتاء تجيب    للمقبلين على الزواج.. تعرف على سعر الذهب اليوم    "كفارة اليمين الغموس".. بين الكبيرة والتوبة الصادقة    عزت إبراهيم: تصفية الوجود الفلسطيني في الأراضي المحتلة عملية مخطط لها    «إنت مبقتش حاجة كبيرة».. رسالة نارية من مجدي طلبة ل محمد عبد المنعم    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    أختار أمي ولا زوجي؟.. أسامة الحديدي: المقارنات تفسد العلاقات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العالم العربي بين نوعين من الثورات

عندما انهزمت( الدولة العثمانية)والتي كانت تفرد جناحيها على القارات الثلاث( أسيا وإفريقيا وأوروبا)وتفككت وانهارت على أيدي الغزو الصليبي بعد(الحرب العالمية الأولى)والتي كانت تشكل (الإطار السياسي الجامع لآمة الإسلام)فأول ما قام به هؤلاء الغزاة الصليبيون هو شق الأمة الإسلامية الواحدة إلى أمتين,فصرنا (الأمة العربية)و(الأمة الإسلامية) ومن اجل تثبيت هذا الشق في جسد الأمة الواحدة أنشئوا(القومية العربية) لتكون في مواجهة الإسلام وبديلا عنه وكإطار سياسي بديل للدولة الإسلامية,وشقوا العالم الإسلامي إلى عالمين(عالم عربي)و(عالم إسلامي)وذلك لمنع وحدة المسلمين من جديد,وبعد ذلك قاموا بما هو اشد حقدا وخطورة حيث قاموا بتفتيت ما عرف بالعالم العربي بعد(الحرب العالمية الأولى)وتحويل هذه الفتات إلى دول ودويلات ومشيخات وإمارات منزوعة الإرادة لا يرقى بعضها إلى مستوى الحارات في بعض المدن في العالم الإسلامي,ورسموا لها بالفرجار والمسطرة والقلم حدودا,ووضع على كل حدود راية وعلامة سُميت ب(علم الاستقلال) لتميز الفتات عن بعضه,وعين على هذا الفتات قادة وزعماء وحكام أطلقوا عليهم ألقاب ومسميات مختلفة,وأنشئوا جامعة تحفظ هذا الفتات وتمنع توحده سموها(جامعة الدول العربية)وما هي إلا مفرقة للأمة العربية,وأوكلوا لها مهمة الحفاظ على هذا التفتيت والتقسيم والانشطار,والعمل على إجهاض ومحاربة أي محاولة لإعادة تجميع هذا الفتات وإعادته إلى ما كان عليه,والعمل على ترسيخ التفرقة بين أبناء الأمة الواحدة وتجذ ير مفهوم الهويات القطرية التي تعبر عن هذا الفتات المبعثر وإغراء العداوة والبغضاء بين من يحملونها من اجل أن لا تقوم للأمة قائمة ومن أجل أن يتهيأ المناخ المناسب والواقع النتن والقذر لنشوء الكيان اليهودي في فلسطين,فبدون هكذا واقع سياسي وجغرافي وديمغرافي كان لا يمكن لهذا المشروع أن ينجح أو يستمر,فكان هذا الواقع بجميع أبعاده هو الذي وفر لهذا المشروع مقومات الوجود,وهذه الدول الفتات ذات الأشكال المنتظمة وغير المنتظمة أصبحت تشكل خارطة عالمنا العربي التي رسمها(سايكس الإنجليزي وبيكو الفرنسي)حيث اقتسمتا بريطانيا وفرنسا بموجب ما عرف(باتفاقية سايكس بيكو)هذه الخارطة بعد(الحرب العالمية الأولى)فكانت بريطانيا صاحبة النصيب الأكبر من العالم العربي,لذلك كانت معظم الدول في العالم العربي خاضعة وتابعة للإرادة البريطانية وتسيرها كيف تشاء.
واستمر هذا الحال إلى أن جاءت( الحرب العالمية الثانية) التي استمرت ما بين عامي 1939- 1945 والتي كانت من نتائجها انهيار(النظام الدولي القديم)الذي نشأ بعد الحرب العالمية الأولى والذي تزعمته بريطانيا وفرنسا ونشوء نظام دولي جديد كان من ابرز نتائجه ظهور الولايات الأمريكية والإتحاد السوفيتي على مسرح الأحداث الدولي,واحتلت الولايات المتحدة دور اللاعب الرئيسي في صناعة وإدارة الأحداث وتراجع دور بريطانيا وفرنسا إلى الخلف,والذي مكن الولايات المتحدة من لعب هذا الدور هو أن بريطانيا وفرنسا خرجتا من الحرب مهلهلتين مترنحتين مفلستين وخصوصا فرنسا التي هُزمت في بداية الحرب واحتلها(هتلر)من البداية ولم تتحرر من ألمانيا إلا والحرب على وشك الانتهاء,وان الولايات المتحدة الأمريكية كان لها الجهد الأكبر في دحر قوات دول المحور(ألمانيا واليابان وإيطاليا)ولولا هذا الدور لكان من الصعب تحقيق الانتصار,ونتيجة لهذا الدور وجدت الولايات المتحدة الأمريكية نفسها في المكان والزمان والقدرة على فرض إرادتها على بريطانيا وفرنسا وإجبارهما على التنازل عن مناطق نفوذهما في العالم وخصوصا في العالم العربي, ومن أجل هذا الهدف عُقد(مؤتمر يالطا)الشهير على البحر الأسود في عام 1945 والذي حضره رئيس الوزراء البريطاني( تشرشل) ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية( فرانكلين روزفلت)ورئيس الاتحاد السوفيتي(ستالين)وكانت نتيجة هذا المؤتمر هو إعادة توزيع مناطق النفوذ في العالم بين هذه الدول الثلاث وحصلت الولايات المتحدة على النصيب الأكبر.
وما أن انتهت(الحرب العالمية الثانية)وبعد عدة سنوات وفي نهاية عقد الأربعينيات ومطلع الخمسينيات من القرن الماضي حتى بدأ تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في(مؤتمر يالطا)وهو إعادة توزيع النفوذ بين(دول الحلفاء)المنتصرة في الحرب,والسؤال المطروح في هذه الحالة كيف ستقوم الولايات المتحدة بنقل مناطق النفوذ البريطاني والفرنسي إلى نفوذها وسيطرتها؟؟هل بالاحتلال العسكري المباشر كما فعلت بريطانيا وفرنسا؟؟؟ أم هل بالسيطرة غير المباشرة وذلك عن طريق تعين حكام جدد في هذه المناطق يقومون بالدور المطلوب منهم وبما يخدم مصالح الولايات المتحدة وبما ينوب عن الاحتلال العسكري المباشر؟؟؟فتفتق ذهنها الشيطاني عن وسيلة خبيثة وآمنة وممكن أن تخدع بها الشعوب بسهولة وتغطي على حقيقتها,وهذه الوسيلة هي(الانقلابات العسكرية المغلفة بغلاف ثوري)وكان هناك ثلاثة أشخاص في الإدارة الأمريكية مشهورين حينذاك ينفذون الإستراتيجية الأمريكية الجديدة هم(((جون فوستر دالاس وزير خارجية أيزنهاور وآخيه ألن دالاس مدير ومؤسس المخابرات الأمريكية المركزية و ضابط المخابرات الأمريكي الشهير يومئذ كيرمت روزفلت الذي كان يشرف على تنفيذ الانقلابات وبطلها الحقيقي ))).
فبدأت أمريكيا تنقل مناطق النفوذ البريطانية إلى سيطرتها ونفوذها بواسطة هذه الوسيلة,فشهدت المنطقة سلسلة من الانقلابات المتتابعة بدءاً من انقلاب(حسني الزعيم في سوريا)عام 1949 ومروراً بانقلاب( 23 يوليو) وبقية الانقلابات التي شهدتها معظم الدول العربية إلى غاية مطلع السبعينيات من القرن الماضي حيث استكملت الولايات المتحدة عملية نقل المنطقة من الحضن البريطاني إلى حضنها مع بقاء بعض الأنظمة دون قلبها ولكنها نقلت ولائها من بريطانيا إلى أمريكا,وبقيت بعض الجيوب المحدودة جدا في بعض المناطق تتبع النفوذ البريطاني حتى أن بريطانيا في النهاية صارت تتبع السياسة الأمريكية,ومن اجل أن تنطلي الحيلة على الشعوب أطلق على هذه الانقلابات اسم(الثورات) وعلى منفذيها(بالثوار والضباط الأحرار ومجالس قيادات الثورات وصارت تعرف بالأنظمة الثورية التقدمية)وما هي بثورات بل اغتصاب للسلطة وما هم بالضباط الأحرار بل بالضباط الأشرار,وما هم بمجالس قيادات ثورات بل عصابات من المجرمين والقتلة والسفاحين والجهلة والخونة والعملاء الحاقدين على الآمة وعلى دينها وتاريخها,
ومن أجل أن يُغطوا على حقيقتهم الإجرامية والخيانية ومن اجل أن يذروا الرماد في عيون الشعوب وتخدير وعيها وتغييب فكرها وكما هو مرسوم لهم من قبل أسيادهم ملئوا سماء العالم العربي بالأغاني الحماسية المفعمة بإنتصارتهم وبطولاتهم وإنجازاتهم الوهمية وأطلقوا الشعارات الرنانة والبراقة مثل(الوحدة والحرية والاشتراكية وتحرير فلسطين والتقدمية والثورية ومحاربة الاستعمار والرجعية)وبناءا على هذا الكذب والخداع والتضليل الذي ساد في تلك الفترة أطلق كثير من الكتاب والمثقفين والمفكرين المزيفين التافهين والذين غيب عقلهم ووعيهم إعلام الثورات المزيفة على عقدي الخمسينات والستينات(زمن النهوض والثورة والتحرر العربي والعزة والحرية والكرامة العربية)ولكن حقائق الأمور تقول أن المقدمات أعطت النتائج,فكان نتيجة كل ما ساد في هذين العقدين(هزيمة وكارثة وعار وذل وهوان اغرب من الخيال)حيث أن هذه الأنظمة هزمت في عام1967 في سويعات من الزمن وبخيانة واضحة المعالم,فلا يمكن أن يصنع هكذا هزيمة وبهذا الشكل المهين إلا من كان خائنا وعميلا وأكبر دليل على ذلك قرار تلقي الضربة الأولى الذي اتخذه زعيم انقلاب 23 يوليو في ذلك اليوم المشئوم ,حيث أن هذه الهزيمة كشفت حقيقة أبطال الانقلابات وبأنهم ليسوا إلا(خدام لأعداء الأمة والحراس الأمناء على الكيان اليهودي الغاصب في فلسطين وحراس مصالح الغرب في المنطقة)ومن اجل أن ينجحوا بتنفيذ مهماتهم الحقيرة والخسيسة والخيانية ويمهدوا لهذه الهزيمة أنشئوا( أجهزة أمنية متوحشة بل إنها تفوقت في وحشيتها على الوحوش في الأدغال)فهي لا تعرف الشفقة ولا الرحمة سُلحت بجميع أنواع أسلحة البطش والقمع,وأوكل إليها مهمة بناء حاجز وسد عالي من الرعب والخوف والذعر وستار حديدي لتحجز خلفه الشعوب العربية وليسدوا عليها كل أبواب الرحمة وليفتحوا عليها كل أبواب العذاب,فقام هؤلاء الثوريون المزيفون أبطال الانقلابات في العالم العربي بمعاملة الشعوب العربية كفرائس وطرا ئد,لذلك قام معظمهم بارتكاب مجازر وحشية ضد شعوبهم حتى أنهم هدموا البيوت على رؤوس أهلها وأزالوا مدن بكاملها من الوجود لأنها طالبت بالحرية واستعادة الكرامة المهدورة, ونشروا الجوع والفقر والبطالة والتخلف والأمية,وأذلوا كل حر و عزيز في الأمة ورفعوا كل وضيع وخسيس ونذل,فصار أمر الأمة بيد هذه النوعية الشريرة من الناس,وحولوا الجيوش إلى قوات بوليس وشرطة لقمع الشعوب العربية ولحماية عروشهم المصنوعة من الجماجم,ووصل استخفافهم بالشعوب التي يتسلطون عليها بالحديد والنار إلى درجة أنهم اعتبروها جرذان وجراثيم إذا ما اعترضت على ظلمهم وقهرهم وخيانتهم وجرائمهم التي يرتكبونها فيجب إبادتها والقضاء عليها فرداً فرداً كما صرح أحدهم وهو المجرم (القذافي)وذلك عندما ثار عليه الشعب الليبي يريد الانعتاق والحرية والتخلص منه ,فما صرح به القذافي ينطبق على بقية هؤلاء الثوار المزيفين الذين صنعتهم المخابرات الأمريكية,الذين كانوا أدوات الولايات المتحدة الأمريكية في نقل معظم الدول العربية من النفوذ البريطاني إلى النفوذ الأمريكي.
ولقد بالغت هذه الأنظمة وهؤلاء الخونة والعملاء المسلطين على رقاب الأمة بإذلال الشعوب التي يتسلطون عليها إلى أن طفح الكيل ولم يعد فيه متسع لنقطة واحدة,فمن شدة قهر هؤلاء الظلمة فإذا بصفعة ظالمة من شرطية مسلطة على الفقراء والمساكين من قبل هؤلاء المستكبرين في الأرض بغير الحق(((على وجه شاب بائس غلبان معدم (محمد البو عزيزي)يكد ويشقى على عربة متهالكة من اجل أن يحصل على لقمة عيش كريمة مغمسة بالعرق بالكاد تسد جوع أهله الذين يعيلهم وكأنه محرم على هذا أن يحصل على هذه اللقمة دون أن تغمس بالذل والهوان وسحق الكرامة كما يريد هؤلاء المجرمون الذين يسمون أنفسهم حكاما, فهم قد حرموا لقمة العيش الكريمة على الشعوب فيجب أن تغمس بالذل)))فإذا بهذه الصفعة من هذه الشرطية المجرمة(وللعلم أن الأنظمة المتسلطة على العالم العربي أنشأت شرطة نسائية من اجل إذلال الرجال ولكن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله) على وجه هذا الشاب الحر عزيز النفس الذي اسمه يدل على عزته(فالاسم وسم )وكل له من اسمه نصيب كما يقولون,فهو البوعزيزي أي أبو العزيز الذي لم يحتمل هذه الإهانة البالغة فإذا به من شدة إحساسه بكرامته وبوطأة الظلم والقهر الذي وقع عليه دون سبب إلا انه يسعى خلف لقمة عيش كريمة يشعل النار بنفسه,فإذا به يشعل تونس غضبا من الجنوب إلى الشمال ومن الشرق إلى الغرب وتندلع فيها نيران ثورة عارمة عنوانها(الحرية والعزة والكرامة)وإذا بظالم تونس وشريرها ومُصادر حريتها وناهب ثرواتها يهرب من أمام هذه النيران المشتعلة قبل أن تحرقه بعد أن حرقت عرشه,وإذا بالشرر المتطاير من هذه الثورة يُشعل الثورات الشعبية في مشارق ومغارب العالم العربي,وإذا بهؤلاء الطواغيت يصابون بالذعر والخوف والرعب,وإذا بهم يتوسلون لشعوبهم بان يُوقفوا ثوراتهم مقابل أن يُعيدوا لهم حريتهم وتحقيق مطالبهم,ولكن الشعوب تبين أنها قد تخلصت من ثقافة الرعب والذعر والخوف و استعادت إرادتها ووعيها وفاقت من غيبوبتها وبأنها لا تخدع بمثل هذه الوعود من مثل هؤلاء الناس الذين أذاقوهم وبال أمرهم, فكان الرد(ارحلوا نريد إسقاط النظام,نريد الحرية نريد كسر القيد وان ينجلي الليل الذي خيم علينا طويلا بوجودكم).
وهاهو الفجر يؤذن في العالم العربي معلنا أن الليل قد بدأ ينجلي وان الحرية بدأت تتنفس وأننا على موعد مع فجر جديد .
فهذه الثورات التي يشهدها العالم العربي هي(الثورات الحقيقية وتجب ما قبلها من ثورات مزورة ومزيفة نسجت هذا الواقع المظلم الذي فيه الظلم والقهر والعذاب والذل والهوان طبقات تعلوها طبقات فما نسجته الثورات المزورة والمزيفة التي صنعتها المخابرات الأمريكية تمزقه الآن الثورات الحقيقية التي تصنعه الشعوب) .
أما القول بان هذه الثورات الشعبية مشبوهة وتقف ورائها جهات معينة وخصوصا أمريكا,فإننا نقول لمن يقول بهذا القول أن أمريكا والعالم والأنظمة والأحزاب والشعوب الثائرة نفسها تفا جئت بهذه الثورات,فهذه الثورات لم يكن ورائها إلا الله فسنة الله في الظالمين لا تتخلف.
فهذا التشكيك إما صادر عن جهات تابعة للأنظمة المتسلطة على رقاب الشعوب وتخشى هذه الثورات فتعمل على التشكيك بها من اجل محاربتها وإجهاضها وعن الأنظمة التي تواجه هذه الثورات,وإما صادر عن ثقافة الهزيمة والانكسار وثقافة الرعب والذعر والخوف والعبودية التي غرستها الأنظمة الظالمة في وجدان الشعوب,فصار من يقول بهذا القول على قناعة كاملة بأن هذه الشعوب لن تثور والظلم والطغيان بسبب هذه الثقافة السائدة,والذي يقول بان أمريكا هي وراء هذه الثورات يستدل بموقف أمريكا من عميلها حسني مبارك ومن عميلها القذافي ولكننا نقول له إن أمريكا تتعامل مع الواقع,ففي البداية ساندت حسني مبارك وأعطته مجالا لمدة أسبوعين من اجل أن يجهض الثورة ولكن عندما تبين لها بان ما يجري في مصر هو ثورة حقيقية إذا لم تسارع لتتعامل معها بإيجابية فإنها ستخسر مصر وشعبها فسارعت إلى ركب الموجة العاتية للثورة بدلا من الاصطدام بها وعدم المراهنة على ورقة حسني مبارك التي حُرقت وأصبحت خسرانه وستخسر أمريكا معها,فالشعب المصري هو الذي فرض إرادته على أمريكا واجبرها على تغيير موقفها من مبارك والتخلي عنه وعن نظامه الذي أصبحت رائحته كرائحة زرائب الخنازير.
ونفس الشيء حدث في ليبيا,فلقد أعطي القذافي أسبوعين كانت أمريكا خلالهما ملتزمة الصمت على ما يجري ولكن تحرك بريطانيا وفرنسا السريع واتخاذهما موقف ايجابي من هذه الثورة اجبر أمريكا أن تغير موقفها خوفا من أن تحتل بريطانيا وفرنسا مكانها فأخذت موقفا متقدما على موقف بريطانيا وفرنسا وظهر ذلك بوضوح عندما تقدمت بريطانيا وفرنسا بمشروع قرار لهيئة الأمم المتحدة بفرض الحظر الجوي فإذا بالولايات المتحدة تضمن القرار عدة بنود لم تكن مذكورة في مشروع القرار وهذه البنود (استخدام القوة لحماية المدنين من مذابح القذافي وفرض عقوبات اقتصادية وسياسية) وها هو القذافي مذهول من تخلي امريكا عنه فهو غير مصدق وها هو يتذلل لها ويقبل حذاء الرئيس الأمريكي ولكن دون جدوى فسنة الله بمن هو مثله لن تتبدل مهما حاول .
وهكذا استطاعت هذه الثورات أن تعيد صياغة المعادلات السياسية الدولية التي كانت تحكم العلاقات مع الأنظمة المتسلطة في عالمنا العربي,فجعلتها تنحاز للشعوب بدلا من الأنظمة عدوة الشعوب وخصوصا أن أمريكا تبين لها بأن هذه الأنظمة الإجرامية القمعية صارت تشكل خطرا على مصالحها في العالم وعلى أمنها القومي حتى في داخل أمريكا,فنتيجة شدة ظلمها وبطشها وقمعها للشعوب كانت ردة الفعل على كل ذلك تولد ما يسمى( بالإرهاب الدولي والتطرف والعنف الذي ضرب في عقر دارها )فلعل مساندة مطالب الشعوب بالحرية والكرامة يوقف الآرهاب والتطرف والعنف بواسطة التخلص من أسبابه.
فجاهل وغبي ولا يتمتع بأي وعي سياسي أو ثقافة سياسية حقيقية كل من يظن أو يعتقد أو يؤمن بأن العالم العربي قد تحرر من الاستعمار بعد الحرب العالمية الثانية,فكل ما في الأمر بأن العالم العربي كان قبل الحرب العالمية الثانية ومنذ الحرب العالمية الأولى يُحكم بجيوش الاستعمار المباشر البريطانية والفرنسية وبعد الحرب العالمية الثانية أصبح يُحكم من خلال الثورات المزيفة والانقلابات العسكرية بالاستعمار غير المباشر المتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية التي صنعت هذه الانقلابات, فتحرير العالم العربي يتم الآن بما يشهده من ثورات شعبية حقيقة هي من صناعة الشعوب وليس من صناعة أي جهة كانت.
فالحذر الحذر الحذر أيها الشعوب الثائرة المنتفضة في وجه الظلم والطغيان من التراجع إلى الخلف أو أن تسرق ثوراتكم من أي جهة كانت أو تجهض من قبل فلول الأنظمة البائدة المتهاوية ذات الجذور الممتدة عبر عقود طويلة والتي لا يمكن خلعها بيوم وليلة وخصوصا أن هذه الجذور لديها قدرة على التلون مع الواقع,فعليكم متابعتها وخلعها من أصولها حتى لا تنبت من جديد وبدون ذلك ستبقى هذه الثورات مهددة بالفشل والنقصان من قبل هذه الجذور الشيطانية,فيجب أن تبقى عيونكم متيقظة ترقب دبيب النمل على الأرض وعليكم أن تعلموا بأن الإطاحة بهؤلاء الطواغيت تتلوها مرحلة انتقالية غير مستقرة تشهد تغيرا جذريا قد تطول بعض الوقت فلا توقفوا ثوراتكم إلا بعد أن تنجزوا جميع أهدافها .
فما يشهده العالم العربي اليوم هو ثورات حقيقية وليست انقلابات عسكرية وثورات مزيفة وعليكم أن تعلموا أن أمريكا والغرب لا يحترم إلا القوي ويستقوي على الضعيف فكونوا أقوياء في مواجهته فتعاملوا معه بندية وبمصالح متبادلة لا تنقص من سيادتكم ولا من حريتكم التي ثرتم من اجلها.
فيا أيها الشعوب الحرة الآبية إن الفرصة الآن سانحة واللحظة التاريخية مناسبة تماما لنيل حريتكم والفوز بها والتخلص من الذل والهوان,فانهضوا واستمروا على بركة الله,فالنصر حليفكم فالعقد قد انفرط ولن يستطيع احد أن يعيده إلى ما كان عليه قبل أن يقوم البوعزيزي رحمه الله بفرطه بإشعال نيران هذه الثورات المتميزة من الغيظ.
فكم هي مؤثرة كلمات الرجل التونسي التي تكررها قناة الجزيرة يوميا عدة مرات والذي قال فيها(( لقد هرمنا لقد هرمنا من اجل انتظار هذه اللحظة التاريخية)), فهذه الكلمات التي تخرج مشبعة بالمعانة من القهر والظلم والطغيان تعبر حقا عن هذه اللحظة التاريخية وعن المعاناة التي سببت اندلاع هذه الثورات,فحقا إننا (هرمنا من اجل أن نرى هذه اللحظة التاريخية)فقد طال ليلنا ولكن بفعل الثورات الشعبية بدأ ينجلي.
فالسلام على الشعوب الثائرة المنتفضة في كل مكان,السلام عليكم يا من قمتم وتقومون باستعادة دياركم وأوطانكم وبلدانكم ومقدراتكم وثوراتكم وحريتكم وكرامتكم من المجرمين والخونة والعملاء والقتلة والعصابات الإجرامية التي أهلكت الزرع والضرع وإنني أقول لمن يدافعون عن الظالمين والمجرمين والمستكبرين في الأرض بأنكم مثلهم ستحشرون معهم في جهنم وساءت مصيرا وسيتخلون عنكم يوم القيامة
) وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار*قال الذين استكبروا إنا كل فيها إن الله قد حكم بين العباد*وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب*قالوا أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال(
] غافر: 47-50 [
فالجندي والوزير الذي يطيع الحاكم الظالم هم جميعا في منزلة واحدة عند الله
(إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ﴾ ]القصص:8[
(وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا)]الأحزاب: 67 [
وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق
فها هي الشعوب العربية بدأت تدق باب الحرية بيدها المضرجة بالدم بقوة
محمد أسعد بيوض التميمي
مدير مركز دراسات وأبحاث الحقيقة الإسلامية
[email protected]
[email protected]
[email protected]
مدونة محمد اسعد بيوض التميمي
الموقع الرسمي للإمام المجاهد الشيخ
اسعد بيوض التميمي رحمه الله
www.assadtamimi.net


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.