منذ الماضى التليد و تحظى لغة الضاد بمكانة مرموقة بين اللغات ، وقد ساعد على ذلك كونها لغة القران الكريم ، الى جانب العلوم والكتب والمعاجم التى انتجها علماء المسلمين والعرب على مر العصور، فكانت تلك الكتب نبراثاً يضئ الكون ، ويشع العلم والمعرفة فى كل أرجاء الدنيا ، وكما يقول المستشرق الألماني أوجست فيشر: ( وإذا استثنينا الصين فلا يوجد شعب آخر يحق له الفخار بوفرة كتب علوم لغته وبشعوره المبكر بحاجته إلى تنسيق مفرداتها بحسب الأصول والقواعد غير العرب ) . و يقول المستشرق (ألفريد غيوم) عن اللغة العربية : ( ويسهل على المرء أن يدرك مدى استيعاب اللغة العربية واتساعها للتعبير عن جميع المصطلحات العلمية للعالم القديم بكل يسر وسهولة ، بوجود التعدد في تغيير دلالة استعمال الفعل والاسم) ، فاللغة العربية كما قال الشاعر على لسانها أنها بحر فى أحشائه الكثير والكثير من الدرر ، لكننا فى وقتنا المعاصر للأسف قد نسينا أن بحث فى هذا البحر المتسع ، وذهبنا الى البحيرات الصغيرة الاخرى ( أقصد اللغات الاخرى ) ، و كأننا لا نرغب فى تعلم لغتنا ، وخير دليل هو الاقبال الغير عادى على المدارس والجامعات الاجنبية ، والرغبة المطلقة فى تعلم اللغات ، وحتى لا تنقد كلامى ، فأنا أنتقد السعى لتعلم اللغات الاخرى فى الوقت الذى ناعنى فيه من عدم معرفتنا بالقواعد البسيطة للغتنا العربية الاصيلة !