هو المؤرخ الكردي المعاصر والباحث الاّثاري والحضاري المرحوم زبير بلال أسماعيل بن الياس , ولد في قلعة أربيل سنة 1938 , تربى في أسرة دينية معروفة في كردستان محبة للعلم والادب تدعى أسرة (القهوة جي) سكنت مدينة أربيل التاريخية منذ القدم ولم تنزح اليها من منطقة اّخرى من كردستان , الا أنها كانت تمتلك بعض البساتين في منطقة خوشناو , لذا كانت علاقات أفرادها وثيقة مع أهالي تلك المنطقة ولهم صلات القرابة مع الكثير منهم . كان والده رجل دين درس العلوم النقلية والعقلية في مدارس أربيل الدينية ولا سيما في مدرسة جامع القلعة الكبير على يد علماء كورد أعلام , والتحق بالمدرسة الرشدية الرسمية وأصبح من اوائل خريجيها في أربيل وكان يملك مكتبة عامرة بأمهات الكتب الدينية واللغوية والفقهية والتاريخية التي أصبحت فيما بعد مصدا مهما للمعلومات نجله المرحوم زبير التاريخية والثقافية , وكان جده لأمه الملا مصطفى حسين الخفاف عاما دينيا شهيرا له ركن خاص في جامع خانقاه فى أربيل للتدريس والافتاء , وقد تخرج على يده جمع غفير من رجال الدين العلماء الذين أنتشروا فيما بعد في جميع انحاء كوردستان الجنوبية . دخل المرحوم زبير المدرسة الابتدائية سنة 1945 وتخرج منها بتفوق على اقرانه التلامذة سنة 1951 , فدخل متوسطة أربيل في خريف تلك السنة واكمل دراسته المتوسطة سنة 1954 ثم أكمل دراسته الاعدادية في ثانوية أربيل سنة 1956 وكان من الطلبة الاذكياء الاوائل في كافة مراحل دراسته بمواظبته على الدوام وجديته في التحصيل العلمي والسعي المتواصل في دراسته . والتحق بكلية الاّداب في جامعة بغداد - قسم الاّثار والحضارة في خريف 1956 وتخرج منها بعد اربع سنوات بدرجة أمتياز ونال شهادة البكالوريوس في الاّثار والحضارات القديمة , وكان الاول على دورته بجميع شعبها , وكان بذلك أول طالب كوردي يتخصص في الاّثار والتاريخ القديم . عين الراحل زبير بلال أسماعيل مدرسا لمادة التاريخ في المدارس الثانوية بمحافظة اربيل سنة 1960 ثم نقلت خدماته الى معهد المعلمين في أربيل , وبعد أن خدم مهنة التدريس مدة 25 سنة أحيل على التقاعد سنة 1985 بناءا على طلبه ليتفرغ كليا لكتابة بحوثه ودراساته وأكمال تأليفاته القيمة عن تأريخ الكورد وكوردستان ولا سيما التاريخ القديم وتراث أربيل التاريخي والتنقيبات الاّثرية فيها. لقد أصبحت مؤلفات مؤرخنا الكبير ، بعد طبعها ونشرها مصدرا مهما للدرسات التاريخية والاّثارية المعاصرة عن كوردستان و خاصة جوانبها الحضارية القديمة , وتعتبر دراساته المنشورة في هذا المضمار أولى الدراسات العلمية الدقيقة عن تاريخ كوردستان القديم , حيث لم يسبقه في هذا المجال أي مؤرخ كوردي اّخر ولا سيما في البحوث والاّثار القديمة سوى المؤرخ الكوردي الشهير أمين زكي الذى كتب عن التأريخ الكردى بشكل مقتضب . وقد أصدر الراحل كتبا تاريخية قيمة منها : 1- كتاب (أربيل في أدوارها التاريخية) – النجف – مطبعة النعمان – 1971 2- تأريخ اللغة الكوردية – بغداد – مطبعة الحوادث – 1977 . 3- أبن خلكان _ بغداد – مطبعة الامة – 1979 . 4- علماء ومدارس أربيل – الموصل – مطبعة الزهراء الحديثة – 1984 . 5- الشيخ جولي – أربيل – مطبعة صلاح الدين – 1988 6- ثورات بارزان – أربيل – مطبعة وزارة الثقافة – 1998 . 7- تاريخ أربيل – أربيل – مطبعة وزارة الثقافة – 1999 8- الاكراد في كتب البلدانين والرحالة المسلمين في العصور الوسطى – أربيل – مطبعة وزراة الثقافة – 2000 . وله مخطوطات قيمة تنتظر الطبع والنشر منها : 1- تاريخ الكورد وكوردستان القديم . 2- تاريخ الكورد الحديث . 3- أعلام أربيل (في ثلاثة أجزاء) ز 4- الامارة الهذبانية الكوردية . 5- تاريخ مصاصير أو برادوست القديم وأهميتها الاّثرية . 6- الكورد وكوردستان في المعاهدات والمواثيق الدولية . 7- أمارة رواندوز أو سوران . 8- التراث الشعبي في كوردستان . 9- أولى المدارس في أربيل . 10- مساجد وتكايا أربيل . 11- تاريخ قبيلة بلباس الكوردية 12- كوران – بحث مترجم للعلامة مينورسكي . وأضافة الى مؤلفاته هذه , كتب أكثر من 250 بحثا ودراسة نشرها في المجلات العربية والكوردية حول تاريخ الكورد وكوردستان القديم والوسيط والحديث في مجلة (المجمع العلمي الكوردي) ومجلات (الثقافة) و (شمس كوردستان) و (سةنته رى برايه تى ) و (التراث الشعبي) و (شانه ده ر) وغيرها . وكان الراحل عضوا فاعلا في هيئة تحرير مجلات كوردية وعربية تصدر في كوردستان , منها مجلة (كاروان) و (القافلة) و (شانه ده ر) الاّثارية كما عمل خبيرا متخصصا في المديرية العامة للاّثار التابعة لوزارة الثقافة لحكومة أقليم كوردستان وكتب المادة العلمية – التاريخية لدليل قلعة أربيل ودليل أربيل , كما كتب المادة التاريخية لكتاب ( أربيل بين الماضي والحاضر) الصادر عن محافظة أربيل سنة 1987 , وأضافة الى تلك النشاطات العلمية , قدم مساعدات علمية لطلبة الدراسات العليا , الماجستير والدكتوراه, عند قيامهم بأعداد اطروحاتهم حول تأريخ الكورد وكوردستان وعلم الاّثار حيث كان الكثيرون منهم يراجعونه للحصول على المعلومات التي يطلبونها . وهكذا قضى معظم حياته في البحث وتقصي الحقائق التاريخية لأمته الكوردية ووطنه كوردستان بدراساته القيمة حتى وفاته يوم 15/12/1998 في مدبنة أربيل نتيجة أصابته بمرض عضال وشيع جثمانه الطاهر الى مثواه الاخير في مسقط رأسه تشييعا مهيبا يليق بمكانته العلمية البارزة . المصادر : 1- حميد المطبعي – موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين – ج1 بغداد 1995 . 2- معلومات مستمدة من الاستاذ جودت هوشيار عن سيرة شقيقه الراحل بتاريخ 11/10/2000 . 3- مصطفى نريمان – ماأسداه الاكراد الى المكتبة العربية – بغداد 1900- 1981 .