هل رأيت شبابا كشباب مصر؟ هل رأيت رجالا كرجال مصر؟ هل رأيت نساء كنساء مصر؟ هل رأيت طلاب كطلاب مصر؟ هل رأيت شعبا مثل شعب مصر؟ يا طالما ظلمنا هذا الشعب العظيم، وكم ظلمنا هذا الشباب الرائع اتهمناه زورًا وبهتانا، ألصقنا به كل ما يتصل بالسلبية واللامبالاة وبعدم الانتماء وبالسطحية وبالميوعة وعدم الإيجابية وحب الوطن. فما كان منهم إلا أنهم أثبتوا عكس كل ذلك. فعلمونا بداية مع الثورة كم يحبون مصر ويعشقون ترابها ويتمنون أن يتنفسوا نسيمها ويتمتعوا بعبيرها ويحافظوا على قيمها ودينها. علمونا كيف نحب مصر وكيف يحب بعضنا بعضا، علمونا كيف يتكاتف الهلال مع الصليب تكاتفا ينبع من الحب والاحترام وحق الوجود والتعايش. علمونا كيف نجعل العالم كله يرفع كبعته احتراما لشبابها واعترافا بعظمتها. ثم أتى يوم الاستفتاء فأدخلوا علينا سرورا لم نشعر به من قبل. نعم شعر كل منا بسرور النجاح والوظيفة والزواج والأولاد، ومع كل أنواع هذا السرور إلا أن السرور الذي أدخله علينا هذا الشعب العظيم كان له مذاقا وطعما مختلفا عما قبله، وكأنما أراد الله أن يعوض هذا الشعب العظيم عن أحزانه ومصائبه. فارفعوا الكبعات إجلالا وتعظيما لمصر