كل من له صلة بالإعلام يعلم أن التعريف الأكاديمى للإعلام هو ( تزويد الناس بالأخبار الصحيحة والمعلومات السليمة والحقائق الثابتة التى تساعد على تكوين رأى صائب فى واقعة أو مشكلة ما – بشرط أن يعبر هذا الرأى تعبيراً موضوعياً عن عقلية الجماهير وإتجاهاتهم وميولهم ) 0 وماحدث من تضليل مقصود ومتعمد أثناء ثورة 25 يناير من رؤساء مجالس إدارات ورؤساء تحرير الصحف القومية الذين يتقاضوا مرتبات خيالية نظير عملهم كمرآه ليس بمفهومها المجازى ولكن بمفهومها الحقيقى أنها تعكس الحقيقة ( أى تظهر الباطل حق ؛؛ والحق باطل ) لتقديم الولاء للنظام السابق ؛؛ وتمجيد أفراده ؛؛ ونشر صورهم وأخبارهم وإنجازاتهم الوهمية على صفحات صحفهم0 ونفس هؤلاء الأشخاص هم الآن من يظهرون على جميع شاشات الفضائيات لتبرير كذبهم ؛؛ وبعضهم إستقال والبعض الآخر مازال متمسك بكرسيه فى إستفزاز واضح لكل الإعلاميين الشرفاء ؛؛ بل نقيب الصحفيين نفسه كان يظهر على جميع شاشات الفضائيات أثناء الثورة ويهاجمها ؛؛ وبعد نجاح الثورة عاد ليبرر ماقاله 0 وهنا سأعاود الحديث عن موضوع ( تكوين الفوتوشوب ) الذى نشرته الأهرام من قبل للرئيس مبارك وما أسموه وقتها ( بالصورة التعبيرة ) مما جعل صحيفة مثل الإهرام بكل تاريخها وثقلها موضع نقد شديد وسخرية من جميع الوسائل الإعلامية فى العالم أجمع0 كتبت يومها مقالاً بعنوان ( آخر نكتة مكافأة للى زوّر ) وكان المقال يتناول تلك القضية ؛؛ وكيف رد رئيس تحرير الأهرام أسامة سرايا على المذيعة دينا عبد الرحمن فى برنامج صباح دريم بأنه سيكافىء من صمم هذا التكوين لأنه زاد الأهرام شهرة فوق شهرتها ؛؛ هذا معنى ماقاله فى مكالمة تليفونية !! وأنا أتذكر يومها آخر فقرة كتبتها فى المقال وهى موجهه للأستاذ أسامة سرايا بشكل مباشر تقول ( إن كل من يحمل قلما يحمل أمانة بين يديه، ومسئولية نحو قارئيه، لا يجب أن يلوثها بمنصب يجبره على التخلى عن المسئولية التى ألقيت على عاتقه، وصحة الأخبار التى يتداولها وينشرها فى جريدته ) 0 وبما أنى كاتب صغير ليس لى وزن فى عالم الصحافة ؛؛ لم يحاول أسامة سرايا الرد على المقال وتجاهله ؛؛ مع أن هذا المقال إنتشر بشدة ؛؛ ونشر فى صحيفة ( عرب تايمز الأمريكية ) وصحف ومواقع إخرى كثيرة 0 ولكنى اليوم فخور بأن قلمى كان صادقاً ؛؛ ولم يكدب يوماً ما - أو ينافق ؛؛ وكان ثابتاً على مبدأ واحد وموقف واحد ؛؛ ولم يثقل كاهلى حمل منصب أخشى ذهابه ؛؛ أو مرتب كبير أخاف أن أفقده 0 فإنى على أول درجات سلم الصحافة ؛؛ ومازلت فى المشوار التعليم الأكاديمى لها ؛؛ ومع ذلك راعيت مبادىء الإعلام التى أدرسها فى الكلية ؛؛ والجملة المتكررة دوماً فى كل مناهج الإعلام المختلفة ( الدقة والصراحة والوضوح والأمانة فى نقل الأخبار) بل أن الخبر الصحفى نفسه يرتكز على ثلاث شروط وهى : 1- التكامل / أى تتبع الخبر من منبعه إلى نهايته و تكملة المعلومات الخاصة بهِ من مصادر مختلفة موثوق بها 2- الموضوعية / وهو تناول الخبر بموضوعية بقدر الإمكان والتحقق من صحة الخبر وأركانه والبعد عن التحريف المتعمد بهدف التضليل 3- الوضوح / أى الوضوح فى عرض محتوى ماينشر والتبسيط ( لا التسطيح ) حتى يفهمه عامة الناس ومثقفوهم على حدٍ سواء ما أثارنى أن أكتب فى هذا الموضوع للمرة الثانية هى الطريقة التى تناولت بها جريدة الأهرام والصحف القومية أخبار ثورة 25 يناير ؛؛ والكذب فى تقدير أعداد المتظاهرون ووصفهم على أنهم بضع مئات ؛؛ ثم اليوم يتحولون 360 درجة ويمجدون الثورة ونتائجها ؛؛ بل ينشرون فضائح النظام السابق والرئيس المخلوع مع أن نفس الأسماء مازالت فى أماكنها ولم تتغير 0 ويجب أن يعلم هؤلاء ( أن القلم أمانة ؛؛ والصحافة رسالة ؛؛ والكلمات التى يسطرها قلمهم ممكن أن تبنى وممكن أن تهدم ؛؛ وهذه النصائح من المفروض أن نتعلمها منهم ؛؛ ولكننا للأسف ؛؛ مضطرين أن نعلمها أياهم ) 0 من كاتب ليس له وزن أو أهميّة فى عيون أساتذة الصحافة وعمدائها ولكن له عقل وضمير وقلم لا يعرف إلا الحق - - لا يحب النفاق ولا الرياء