الحمد لله والصلاة والسلام على من أرسله ربه سبحانه وتعالى هاديا ومعلما ومبشرا ونذيرا كافة للناس أرسله رحمة للعالمين فتمم به مكارم الأخلاق أسوة حسنة وسراجا منيرا عليه وآله وصحبه وسلم 00 نعم ، فأنا أيا أيضا وقفت مع أسرتى فى طابور الاستفتاء بلجنة نادى المعلمين أمام مسجد أبو النجاة بفوه 00 فقط كان علينا أن ننبه أننا اليوم - كما كنت أنا دائما وجيلى - بفضل الله ولا نزكى على الله أحدا ، فقد خرجنا لا لأحد ولا من أجل أحد ، بل من أجل الحق والعدل والكرامة والحرية لنا جميعا كمصريين ولمصر ولسائر بلاد العرب و المسلمين ، بل لا أبالغ إن قلت إن نجاح هذه التجربة الجديدة سيعيد للعالم كله توازنه وأمنه00! ها قد قام الناس فى الاصتفتاء بواجبهم الوطني ، فهلا قامت كل الحكومة والوزارات المختلفة بدورها وواجبها فى تحقيق ما عمل من أجله المصريون بعد ثورتهم الكبرى فى 25من يناير 2011م ؟ إن مطالب الثورة فى قيام ديموقراطية سليمة تحقق هوية مصر العربية والإسلامية ، فتربط بين الماضى الأصيل والحاضر الثوري الحر الكريم والمستقبل المنشود المترقب لحل جميع مطالبنا وإيجاد حلولا عادلة لكل قضايانا الساخنة العادلة وهي كثيرة داخليا وخارجيا : 1- فى علاقتنا بعضنا البعض ومعاملاتنا الإنسانية على أساس من التسامح الحر العاقل الكريم ، معاملاتنا التجارية والعملية على أساس العدالة خذ وهات دون غش أو استغلال أو فهلوة وبلطجة لا فى السوق ولا فى العمل الرسمي أو التطوعي 00! 2- وفى معاملاتنا مع الغير الخارجي على أساس نفس مفهوم السماحة الحرة العاقلة طالما المعاملات متكافئة مع الصديق ، وطالما العدو يقبل أن يعيد الحق لأصحابه سواء فى تعديل الإتفاقات المجحفة أو التسليم بالحق وإرجاعه لأصحابه ، فعلى سبيل المثال لا بد أن يعاد النظر فى اتفاقية كامب ديفيد الظالمة وانتشار الجيش المصري فى حدود بلده بلا قيود وإلا أخذت ذات القيود على طرفي المعاهدة ، وإلا فإلغائها كان حتميا . 3- وقبل ذلك وبعده لا بد من محاكمة الفاسدين والمفسدين وعلى رأسهم رأس الفساد وفرعونهم الأكبر ، فلا بد من القصاص من كل ظالم وعودة المال العام المنهوب بلا تردد حتى يمكن تسديد الدين المصري كله من ناحية ، وأن يعوض المصريين المتضررون من فترة الحكم الظالم والنظام الفاسد 00 ! 4- وقبل ذلك ومعه وبعده ، فلتبدأ فورا مشروعات مصر النور والتقدم فى تعمير سيناء وجميع بقاع صحارينا الصالحة للزراعة والصناعة واستزراع أراضيها ، فقد طالبنا قبل هزيمة 5يونيو 1967م ؛ وكنا شبابا فى معهد حلوان لإعداد القادة بتشجير سيناء غابات نأخذ منها الأخشاب ونقيم عليها صناعات كثيرة كصناعة الفحم والأثاث و الورق وغيرها بدلا من استيراد تلك الصناعات من الخارج بأسعار مرهقة ، فلما لم يأت أمين الإتحاد الإشتراكي ومؤسس منظمة الشباب لتكون جهازا جديدا من أجهزة الأمن المستترة ، فلما لم يحضر على صبرى ليستمع إلا وجهة نظرنا ومناقشتنا فيما يصلح بلدنا تظاهرنا ورفضنا حضور المحاضرات الماركسية الفاشلة ، فلم نكن نقرأ كتيباتهم ولا نظرياتهم الفلسفية الأوربية الأمريكية تلكالتى تعرفت عليها بعد ذلك بحكم تخصصى العام والدقيق مثل نظريات ماركس وهيجل وديوى وما شابه ذلك مما لم أكن أهتم به فى ذلك الوقت ولا بعده لمعرفتى بأنها أفكار متهافتة – فطرة فطرنى الله عليها ولا نزكى على الله أحدا -، فهي نظريات متضاربة ومتعارضة مع العقل الرشيد والفهم الرفيع والفطرة السليمة ، فلا تغنى ولا تسمن من جوع ، وأن معظمها تعمل بطريق مباشر وغير مباشر وبوعي أو بدون وعي على هدم قيمنا الإسلامية وحضارتنا ورقينا الأخلاقي وتقدمنا العلمي وهو ما فتئت الفئة العلمانية من المرتزقة وأشقائهم اللبراليون يعملون على تحقيقه ويناصرونه فى مقالاتهم وطلعتهم الكئيبة على شاشات التلفزيونية وثرثرتهم السمجة وثقافتهم الغربية الصهيوبية ( الصهيونية + الصليبية ) المنحولة والمخنثة. يبقى القول بأن تجربة الاستفتاء على التعديلات الدستورية وخروج المصريون ، فلا أقول رجالا ونساء ، بل لو كان من حق الأطفال أن يقترعوا لخرجوا جميعا ، فأحفادى يسألوننا إلى أين أنتم رائحون ، وما ذلك اللون الوردي بأصابعنا 00 أقول إن هذه الطاوبير سوف تصيب الفاسدين والمفسدين بالصمم والبكم والعمى سواء رأس النظام الفاسد المخلوع وأسرته الكئيبة أو تلك الأنظمة الأوربية والأمريكية التى تتباهى بديموقراتها ليل نهر ، فلم تتح للمصريين أن يقولوا كلمتهم ، فعسى أن تكون تلك البداية فى تأسيس دولة على أساس من الحق والعدل والكرامة والحرية هدفها تحقيق الهوية المصرية العربية الإسلامية وديموقراطية سليمة تحتذى فى كل بلادنا العربية والإسلامية تتفق مع خصوصيتنا العربية والإسلامية وقيم حضارتنا ورقينا الأخلاقي وتعمل على سرعة تحريك العقول والخبراء والعلماء لتحقيق التقدم العلمي فى جميع مجالات الحياة. يقول عز من قائل " أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِي هََذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " ( البقرة : 259 ) *****