صورة حقيقية من عشرات الصُّوَر لواقعٍ تعسفي مرير عِاشته مصر إثنين وأربعين سنة، منذ عصر دستور السادات (1971) حتى اليوم، نتيجة حَشر الدين في الدستور المصري خلافاً لكل ما سبقه من دساتير مصر على مدى التاريخ!!! الدستور هو القاعدة الأساسية للقوانين التي تَحكُم بها، وتُحكَم بها السلطات الحكومية الثلاث بالوطن، تشريعية وقضائية وتنفيذية. وهي صورة من صوّر حقيقية، هي وصمة عار في جبين أي دولة، صغيرة أو كبيرة، بل هي إساءة مشينة للدين الإسلامي ذاته ناتجة عن شرخ قانوني في جسد الدستور أو بالتدقيق في جوهر قلبه!! فعندما يلبس القانون عباءة الدين يفقد تلقائياً فضيلة العدل الحقيقي. أي يفقد العدل الإلهي الذي هو لكل البشر سواسية كأسنان المشط رغم اختلاف عقائدهم. ولا تَعُد عدالة القانون حاملة ميزان المساواة معصوبة العينين، فنجد القانون يغمز بعينٍ لفصيل واحد من المواطنين دون الآخرين. أي ينظر بمقياسٍ لطائفة بعينها وبمقياسٍ آخر لباقي طوائف المواطنين المسئول عنهم فعلا مهما كانت أقليات. وينتج عن ذلك أن تسقط العدالة الإلهية وتُهْدَر مباديء الإنسانية لدى كل من السلطات الحكومية والعناصر المتطرفة في الوطن. والتطرف يُعدي، والعنف يُعدي!!!. نعم، تسقط العدالة الحقيقية كالنسر المريض خلف أسوار الطائفية، ومن الطبيعي أن تنزلق خلفها روح المودة والإخاء وحسن التعايش بين أبناء الوطن الواحد. ويتمزق النسيج الوطني، بل يُداس ويُلوَّث في أوحال مُستنقع التمييز المقيت. مصر على مدى تاريخها الطويل وطن سَموح مضياف. في شعبها طيبة وبساطة وسماحة وترحيب حتى للغريب وتعايش بالرضا والإخاء. والسبب الأول في هذا التدهور الأخلاقي في طبيعة بعض المصريين هو التشدد والتعسف والتخلف المغلف بالتدين المستورد من الصحراء. وازداد الوضع سوءاً قانونياً واجتماعياً وأخلاقياً وكل شيء آخر... نتيجة دَسُّ الدين في الدستور..!! ******* بلاغ هام من إدارة الأمن وصلنا بلاغ عن أحداث بيقول: عاجل يا مَن أنقَذ... يا مَن غاث *** قال ناس هايجة ونازلة هتاف شايلة مصاحف على الأسياف اللي يكَبَّر.. واللي يفَجَّر اللي رصاص واللي قنابل إللي يهاجِم واللي يداهِم كأنها حرب وناس بتقاتل *** ناس عَمَّالة تسِب الدين وبتتهجِّم على التانيين بالشماريخ والأحجار والمولوتوف والسكاكين واللي بيصرُخ.. واللي بيهتِف واللي بيدبَح.. واللي بينسِف واللي بينهَب.. واللي بيخطَف واللي في أملاك غيره بيلهَف ولا حتى من اللَه خايفين *** يا دوب في دقايق قايمة حرايق بين نار والعة وأرواح ضايعة من عواجيز إلى أطفال ومن ستات قبل رجال *** قطع رَقابي وفقْع عِينين ونهب بضاعة من الدكاكين وخطف بنات مسيحيات وحَرق بيوت مسيحيين وهدم كنايس فيها الناس كانوا بيصلُّوا في القُداس دا غير الفِدية والتهجير النجدة.. النجدة الأمر خطير *** صار الأمر علينا معروض قعدنا نشوف إيه المفروض بعد ما فات أسبوع ونهار درسنا الوضع وخدنا قرار *** أخدنا عساكر على ظبَّاط ورحنا قبضنا على الأقباط ********* *** رجاء يا لجنة الخمسين حلفتكم بالله.. حلفتكم بالدين علشان مصر تشوف النور شيلوا الدين من الدستور *** كي يلتقي الجميع في ذات الملتقى.. حيث العدل والاستقرار والولاء.. ثم الانتاج والابداع.. فالتقدم والازدهار.. كما كانت مصر في نهضتها الرائعة في النصف الأول من القرن العشرين... لا بد من نزع الدين من الدستور.