الخلاف فى الرأى لايفسد للود قضية : هذه المقولة للقراءة فقط ! نعم فأصبحنا نقراءها ونرددها ولكن إذا جاء من يخالفنا الرأى سواء كان يخص قضية (سياسية- دينية-علمية-أدبية) تكون النتيجة إفساد القضية كلها ويتحول الإختلاف فى الرأى إلى خلاف يؤدى للأساءة والعداء وهذا ما نراه الان فى مجتمعنا فمن الملاحظ قد أصبح الواقع لا يحتمل رأى أخر ولا يستوعب شعبه فكرة حرية الرأى فأصبحنا نعيش الأن معركة الخلاف السياسى فنشاهد صورالخلاف على التلفيزيون والنت وفى المواصلات بين الركاب والأماكن العامة والشوارع وفى الجامعات بين الطلاب وبين الأصدقاء وتوصلت صور الخلاف لانهيار العلاقات مع الاصدقاء أوالجيران والسخرية والاهانة للراى الاخر والأن توصلنا لأكبر مراحل الخلاف بل التخلف.. وهو القتال لمجرد أنه يخالفه الراى ولا يسير على نفس نهجه فكيف توصلنا لهذه المرحلة من رفض استيعاب الراى الاخر ليس العيب فى ان نختلف فمن الطبيعى ان يكون لكل مننا وجهة نظر ولكن العيب فى حدوث الخلاف الناتج فأصبحنا لا نفرق بين الاختلاف و الخلاف فالحوار ليس ساحة للمعركة بل هو ساحة للحوار الحر فلا تنتظر من الجميع ان يوافقك الراّى لمجرد أنك تؤمن برأيك وتراه هو الصواب فرأيك يحتمل الصواب والخطأ فمن المستحيل ان يسيرون الناس جميعهم على نمط واحد فخلقنا الله مختلفين والأختلاف اّمر طبيعى يقرره القراّن والعمل فتتدبر قوله تعالى " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم " فكيف نؤمن بإن الإختلاف سنة الله فى الكون ولا نؤمن بإختلاف الأراء ؟ فلنجعل للأراء المختلفة مجالاّ للإستفادة منها وليس مجالا للعداء والتخلف ونتيح لنفسنا فرصة لفهم كل رأى وتقبله بطريقة حضارية وتكون بداية الاختلاف مناقشة بأحترام ونهايته مصافحة فلكل شخص رأيه الخاص ووجهة نظره وزوايا اخرى يراها فى رأيه هكذا سنعيش فى مجتمع ديمقراطى مختلف وليس متخلف .. نريد ان نعيش فى مجتمع واعى متحضر يتقبل إختلاف الأراء وليس مجتمع يكون أختلاف الاراء فيه تعنى الفوضى والخلاف ..متى نرتقى فى اختلافنا ونلتزم اخلاق الاختلاف وثقافة الحوار الراقى .. فدعونا نختلف بأدب