من المؤكد ان اكبر عدو يهدد امن واستقرار اى امه هو الجهل. والجهل الذى اقصده ليس المرتبط بالقراءة والكتابة فحسب، بل المرتبط بتحليل المواقف ومعرفة الاهداف فبعد قناعة اعداء الامة الاسلامية بان الحرب الساخنة القائمة على المواجهة المباشرة تتكلف الكثير من الاموال التى تؤثر سلباً على اقتصادياتها دون التأكد من النتائج لذا لجا هؤلاء الى اسلوبهم المعتاد القائم على قاعدة ( فرق تسد ) والتى استخدمها معنا كثيراً. ورغم هذا ننساق وننجرف وراء ما يخططون له. تلك القاعدة تتسم بنتائجها المحسومة لصالح من يستخدمها والفضل فى نجاحها يعود الى جهل او تجاهل الطرف الاخر. وقاعدة فرق تسد ليست وليدة العصر الحديث ، فتلك القاعدة نجح اعداء الامة الاسلامية من خلالها الى تقسيم العالم الاسلامى فى عهد سيدنا على بن ابى طالب رضى الله عنه وارضاه الى سنة وشيعة. والاسلام ينبذ التعصب والتحزب فى حين يدعوا الى التوحد ويدعونا ايضاً الى الحوار القائم على احترام الرأى والرأى الاخر ويدعو ايضاً الى الحجة بالحجة والفكر بالفكر تلك المبادىء التى تخلينا عنها مما قد يؤدى الى تشتييت الامة بعد نجاح اعدائها فى استقطاب بعض المنتفعين من كلا الجانبين من السنة والشيعة لتحقيق مشروعهم العدوانى تجاه الامة الاسلامية بالقصد الغافل عن الوقائع الحقيقية او بالاقصد الغافل عن الثوابت المبدئية من داخلها وذلك بخلق تناقض بين المذهبين السنى والشيعى لاشعال المعارك والحرائق بينهم لتقسيم الامة وتشطير الاوطان الاسلامية لتسهيل القضاء عليهم جميعاً بعد تحويل جبهة الصراع من حدود الاعداء الى حدود الاشقاء لارتكاب جرائمهم فى اجزائها على التوالى وبذلك يكون هؤلاء قد حققوا مشروعهم العدوانى بحفنة قليلة من الدولارات . واذا كنا قد تعرفنا على المسؤل الداخلى المساعد على تحقيق المشروع العدوانى الخارجى وهو الجهل ، لذا لابد من سرعة اتخاذ اجراءات محاكمته محاكمة لا رحمة فيها وذلك عن طريق ازالة كل اسبابه وذلك بتنقية القنوات الفضائية والمواقع الالكترونية والمناهج الدراسية من كل ما يؤدى الى الصراع بين ابناء الامة الواحدة ، واعادة تربية الفكر الانسانى اعتماداً على الحوار القائم على الرأى والرأى الاخر المستند على رأيى خطأ يحتمل الصواب ورايك صواب يحتمل الخطأ ومن هنا يمكن القول بان اسباب الجهل قد تبخرت وفشلت كل محاولات اعداء الامة الاسلامية للنخر فى جسدها فلاسلام يوحد ولا يفرق يصون ولا يبدد يقوى ولا يضعف ينكر دعوى الجاهلية ولهذا قال المعصوم صلى الله عليه وسلم حين تعصب المسلمون الاوائل فى مثل هذا الموقف كاد ان يعصف بالامة الاسلامية ولكن الحكمة النبوية افشلت ما خطط له ابن سلول ولهذا قال صلى الله عليه وسلم ابدعوى الجاهلية تدعون ، وهدأ المسلمون وإلتأم شمل الامة ولهذا ان لم نتعلم من ماضينا فماضينا سيتكرر حتماً وتدخل الامة فى مصير مجهول [email protected]