إن قسوة وعنف التعامل في بعض العوائل تكون ناتجة عن الجهل بأصول التربية الحقيقية والتي نستقيها من التعاليم الألهية؟! من ذا الذي يقول إن الحب والحنان هما إفساد وتخريب للأبناء؟! كم جيل من أبنائنا راح ضحية تلك النظرة الباطلة الخاطئة والتي هي كفر بحد ذاتها! الحب لم يكن يوما أبدا بحدوده المعقولة الجميلة المرتسمة على هيئة نُظم وتعاملات مدروسة إفساد وتخريب فالحب دائما بناء وإعمار. إنما الأفساد هو القسوة بكل أشكالها وأنواع ممارساتها. في ضربة نوجهها للطفل ذلك المخلوق الضعيف الذي لايملك أن يقاومك ولا أن يدفع الأذى عن نفسه..بينما تبدو أنت كشيطان يؤذي ملاك وطنه السماء..كوحش كاسر ينازل فريسة كأضعف وأسهل مايكون، وياللجبن والضعف حينما تنازل طفلا أسمه وعمره ورسمه((طفل)). القسوة دمار وخراب إفساد وتضليل وتحطيم لهيكل بنته يد الله المختار..ياربي المختار! أي ضلال يضلون فهم يسنون قوانين من بعد شرائعك وقوانينك وينسون أو يتناسون إن كلمة الله هي –العُليا-. قوانين الله تعالى،كلماته تعالى هي الرحمة والنور هي الخير كله هي الحب والطريق القويم. فحتى العقوبات التي يضعها الله تعالى لمجازاة العاصين المخطئين تبدو يسيرة أمام فضله العظيم ورحمته التي وسعت كل شئ،فدائما كفة الذنوب التي تميل بميزان حياتنا تعادلها كفة رحمته وليس حسناتنا التي صنعناها لأنفسنا. أما القوانين التي يسنها العديد من العوائل لأبنائها فيها من الشر الشئ الكثير فالعقوبات تفوق حجم الذنب عشرات المرات إن لم يكن أكثر بكثير. من ذا الذي يقول إن الأصلاح يتم عن طريق التعنيف ويد تتناول السوط وتعذب وتشوه جمال نحتته يد الخالق المبدع؟! هل يحق لأي منا أن يشوه لوحة رسمتها يد الله؟؟؟ أي كفر وأي شر وأي بؤس ماتصل إليه أفكار بعض العقول؟أي راحة زائفة مزيفة تلك التي ترضاها ضمائرنا المخدرة بعادات إجتماعية ماأنزل الله بها من سلطان ولاتمت لجوهر أي دين من الأديان الألهية بأي صلة ولاحتى لروح الأنسان الحقيقي حتى ذلك الذي لاينتمي لأي دين! لو إننا فقط إستهدينا بأسمه الرحمن لما بقي شر في الأمكان،وما بات طفل مظلوما ومقهورا مهدورة كرامته يضمر آثارا لايعرف كنهها هو ذاته ولايجد وسيلة فيما بعد لنسيانها أو النجاة من براثنها. ربما لايتذكر الطفل كل حوادث الماضي بحذافيرها وبدقة وتقنية عالية متطورة...لكنه يختزن إنطباعات عن كل مايتعرض إليه وبعد ذلك تتحول إنطباعاته الى سلوك وعادات قد لايعرف هو نفسه كيف يفسرها لذاته أو لمن في حوله عندما ينمو ويكبرلماذا يتصرف هكذا!أو لماذا يسلك هذا السلوك أو ذاك! لماذا ياترى نكسر حدود وضعها لنا الكريم بكرمه وجوده حفظا لنا ولطفا وحبا بنا؟! لماذا نصرخ بوجوه أبناء الملكوت؟ومن وهبنا هذا الفعل الباطل؟ إنهم حقا سكان الملكوت ووطنهم هو السماء. فأي جريمة أكبر وأبشع من العبث بأرواح سكان السماء؟! نجر عليهم عقوبات لاتليق بحيوانات البرية فكيف بالأنسان وأهل البيان؟! إن حملنا جار لنا أمانة لأستحيينا جدا في أن لانرقى لمستوى صيانة الأمانة. فماذا لو حملنا الرب بعظمته وجلاله أمانة تربية أطفالنا؟! ألا نستحي قليللا من وجه الرحمة ذو الجلال والإكرام المرتسم على ضحكات الأطفال البريئة؟! فنعما لكل والد ووالدة إستحوا من الله وخشوا عنه (جل جلاله)وقاموا على تربية أطفالهم بمنتهى الأمانة والصيانة وربوهم على الفضائل الأنسانية والمواهب الرحمانية ولسوف يجني كل زارع مابذرت يداه إن عاجلا أم آجلا فلنعتبر معا ياأولي الألباب.